الدار البيضاء ـ جميلة عمر
حّرت منى لمنور، رئيسة جمعية "سايس للتنمية والتضامن" في أولاد الطيب في ضواحي مدينة فاس ، من تفشي ظاهرة ارتكاب "زنا المحارم"، بعد تسجيل خلية الإنصات والتوجيه التابعة للمركز، تكاثر عدد ضحايا التحرش والاعتداء الجنسي من المحارم الواردة عليها.
و أضاف المصدر، أن خلية الإنصات والتوجيه، التي تزاول عملها بسرية تامة نظرًا الى خصوصيات الملفات التي تشتغل عليها، استقبلت سنة 2016 حوالي 20 حالة لضحايا التحرش أو الاعتداء الجنسي من طرف الأقارب، مبرزة أن هذا الرقم للحالات الواردة على المركز لزنا المحارم، رغم أنه يهم مختلف الأقاليم القريبة من مدينة فاس، وتعتبره جمعية سايس للتنمية والتضامن "رقما مقلقا جدا"، موضحة أن هذه الملفات "تعد الأصعب لتدخلات الجمعية لإدماج النساء في وضعية صعبة، لكونها تتطلب المواكبة والاهتمام والعمل لفترة طويلة".
وأوردت لمنور أن ضحايا هذه الظاهرة قد يكن فتيات قاصرات، وقد يتعرضن للاغتصاب الجنسي من طرف أقاربهن منذ سن ست سنوات وإلى أن يبلغن سن الرشد، و أن الضحايا قد يفقدن جراء ذلك عذريتهن منذ سن مبكرة. وأوضحت أن التحرش والاغتصاب الجنسي للقاصرات من طرف أقاربهن "يعد أخطر مظاهر العنف التي يمكن أن تتعرض لها الفتيات، نظرا لكونها حالات لا يمكن معالجتها بسهولة، وتتطلب تقديم الدعم النفسي لها ومواكبتها لسنين طويلة"، موردة أن "أطباء وأعضاء الخلية تمكنوا من تحقيق نتائج إيجابية مع عدد من الحالات"
ويشرف على خلية الإنصات والتوجيه، التابعة للمركز متعدد الاختصاصات لتكوين وتأهيل المرأة القروية اولاد الطيب، طاقم متكون من ثمانية أعضاء، يشتغلون بشكل يومي لتقديم الدعم النفسي والقانوني والوظيفي للنساء في وضعية صعبة، ومنهن ضحايا التحرش والاعتداء الجنسي من طرف المحارم، اللواتي تسهر الخلية على إعادة التوازن النفسي لهن والعمل على تحقيق اندماجهن الاقتصادي والاجتماعي.
وتعاني أغلب حالات ارتكاب "زنا المحارم" الواردة على هذه الخلية، التي قد يكون مرتكبها إما الأب أو الشقيق أو العم أو الخال أو زوج الأخت، من الانزعاج أو القلق أو الاكتئاب، ينجم عنه الشعور بعدم الاستقرار النفسي؛ ما قد يدفع الضحية إلى محاولة الانتحار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر