الجزائر- ربيعة خريس
دعا وزير الشؤون المغربية الجزائري عبد القادر مساهل، الأطراف الليبية إلى إطلاق المسار الذي من شأنه أن يكل باعتماد صيغة توافقية على التعديلات للاتفاق السياسي، أو اتفاق الصخيرات. وشدد مساهل، خلال افتتاح اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، في العاصمة الجزائر، على ضرورة مساندة المجتمع الدولي والقوى الإقليمية لهذا التوجه، وما سيختاره الليبيون من دون تدخل في شؤونها.
وجدّد وزير الشؤون المغربية الجزائري، موقف الجزائر من الأزمة الليبية، قائلًا إن جهود بلاده تدخل في إطار الواجب الأخوي والتضامن مع الجار، مشددًا على أن الجزائر تعمل من أجل المصالحة والوحدة والاستقرار في ليبيا. وخاطب مساهل وزراء دول جوار ليبيا، قائلا إنه "لمس تصميم الليبيين والتزام كل الأطراف التي التقاها خلال الفترة الماضية، على اعتبار الاتفاق السياسي "اتفاق الصخيرات" والموقع في 2015، برعاية الأمم المتحدة مرجعية وإطار لحل الأزمة الليبية. وجدد التأكيد على أن "حل الأزمة بيد الليبيين وحدهم".
وقال مساهل "علينا كدول جوار ومنظمات إقليمية ومجتمع دولي، أن نحترم إرادتهم، وأن نكون خير عون لهم على تثبيت ما يتوصلون إليه ومرافقتهم على درب المصالحة الوطنية". وأبرز عبد القادر مساهل أمام المشاركين في الاجتماع نقاطًا "إيجابية" استشفها من اللقاءات التي جمعته في مختلف المناطق والمدن التي زارها خلال الفترة الأخيرة، شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، بهذا البلد الجار.
وانتهز الفرصة للرد على بيان لجنة الدفاع في مجلس النواب الليبي، التي وجهت له انتقادات ثقيلة، مؤكدا على أن الجولتين اللتين قام بهما في كل من بنغازي والزنتان وطرابلس ومصراتة وغيرها من المدن الليبية، "تمت بموافقة السلطات الليبية وبالتنسيق معها"، مشيدًا على الاستقبال الحار الذي حظى به من الأخوة الليبيين.
وينعقد اجتماع وزراء خارجية دول الجوار، الاثنين، كما يؤكد الوزير الجزائري في سياق تطورات مهمة، وفي اتجاه تسوية للأزمة في ليبيا على ضوء مؤشرات إيجابية، نحو حوار ليبي يؤسس لمصالحة حقيقية ولبناء مؤسسات ليبية موحدة. ورمت الجزائر بثقلها، خلال الأسابيع الماضية، في وساطتها الأطراف الليبية من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي قبيل شهر رمضان، مع دور رئيسي للقيادة العامة للجيش ومجلس النواب، وحسب المعطيات المتوفرة حاليا، وتفكر الجزائر في نقل الاجتماعات الرسمية لدول الجوار الليبي داخل الأراضي الليبية، وسيكون هذا الاجتماع فرصة للم شمل الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار.
ويرى متتبعون للشأن الليبي، أن الجزائر بما تمتلكه من خبرة في مواجهة الجماعات المتطرفة، استطاعت إقناع الأطراف الدولية، بأن مواجهة الإرهاب وضرورة فرض تسوية سياسية في ليبيا هو القاسم المشترك بينها، وبأن الجزائر هي الأقدر على قيادة الملف الليبي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر