الدار البيضاء : جميلة عمر
أسفرت المشاورات الأولية التي أجراها على مدى اليومين الماضيين رئيس الحكومة المعين عبد الاله بن كيران مع قادة عدد من الأحزاب السياسية، ملامح التحالف الحكومي المقبل، وأعطت إشارات إيجابية بإمكانية تشكيل الحكومة الجديدة في الآجال المحددة.
وشملت هذه المشاورات حتى الآن ، والتي جرت في المقر المركزي لحزب "العدالة والتنمية" المتصدر للانتخابات التشريعية الأخيرة، حزبين من الاغلبية الحكومية السابقة هما "الحركة الشعبية" و"التقدم والاشتراكية" بالإضافة الى حزب "الاستقلال" الذي خرج سنة 2013 من حكومة بن كيران في نسختها الأولى واصطف في المعارضة، و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" الذي عارض التجربة السابقة.
وسجلت هذه المشاورات برأي الملاحظين، اختراقا واضحًا بانفتاحها على حزبي "الاستقلال" و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" في مسعى لضمهما الى التحالف الحكومي المقبل، وبالتالي ضمان مشاركة "الكتلة الديمقراطية" بمكوناتها الثلاثة في الائتلاف الحكومي المقبل.
وفي تصريح الأمين العام لحزب "الاستقلال" حميد شباط، أبرز أن المشاورات شكلت فرصة "لمناقشة عدة قضايا تهم الشعب المغربي واستقرار الوطن الذي يعني جميع الأطياف، موضحا أن النقاش "لم يتطرق إلى المناصب بل إلى مستقبل المغرب ما بعد انتخابات 7 أكتوبر". ودعا إلى "تسريع إخراج الحكومة الجديدة للوجود وكذلك البرلمان في غرفته الأولى إذ أن هناك قضايا كبرى تنتظر الحكومة المقبلة من أجل الاشتغال عليها، مشيرا الى أن هذا اللقاء التشاوري الأولي ستعقبه لقاءات أخرى "من أجل رسم خارطة الحكومة المقبلة التي نتمنى أن تكون حكومة منسجمة، ومتفقة على برنامج يجيب على جميع تساؤلات الشعب المغربي".
أما الكاتب الأول لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" ادريس لشكر، فأعلن أن حزبه سيعمل على تيسير مهمة رئيس الحكومة المكلف، لإتمام مهمة تشكيل الحكومة الجديدة"، مؤكدا أن حزب الوردة ينتظر عرض رئيس الحكومة بعد انتهاء المشاورات واتضاح الصورة بشكل عام.
وتعليقا على مجريات هذه المحطة من المشاورات كشف عبد الإله بن كيران أن "هناك نوعا من التوجه نحو تأسيس الحكومة على منطق الاحترام التام للإرادة الشعبية، وفي إطار احترام القواعد الديمقراطية، مؤكدا أنه " لامجال للإبتزاز في هذه الحكومة". لكن ومن جهة أخرى تجنب الأمين العام لحزب "الاتحاد الدستوري"، محمد ساجد، تقديم موقفه من المشاركة في الحكومة المقبلة والتي كلف عبد الإله بنكيران بتشكيلها للمرة الثانية بتعيين ملكي.
ساجد، الذي حل اليوم ضيفا على بنكيران في إطار لقاء المشاورات التي عقدها هذا الأخير مع زعماء الأحزاب السياسية لتشكيل الحكومة المقبلة، قال إنه ينتظر انتهاء رئيس الحكومة المشاروات التي يعقدها مع كافة الفرقاء السياسيين، مضيفا "متفائلين بالنسبة المستقبل، والتشكيلة المقبلة بعد المشاورات مع جميع الفرقاء السياسيين"، ونتمنى أن يصل بنكيران الى نتيجة ويكون هناك عرض نناقشه داخل أجهزة الحزب نقتسمه مع الشركاء وحلفائنا على اعتبار أننا في تحالف لتشكيل فريق برلماني واحد مع حزب التجمع الوطني للأحرار".
وأضاف ساجد الذي دخل المقر المركزي لحزب "البيجيدي" وحيدا على عكس الأمناء العامين السابقين الذين كانوا مرفوقين بأعضاء المكتب السياسي، " مازلنا في المرحلة الأولى، وننتظر عرض رئيس الحكومة يكمل المشاورات ديالو ويقترح هندسة حكومية يمكن أن نجد فيها راسنا ومع حلفائنا ونحن متفائلون".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر