الدار البيضاء ــ جميلة البزيوي
نقل الكولونيل القطري جابر محمد جابر، المعتقل في المركب السجني عكاشة، في الدار البيضاء، إلى قسم الطوارئ في مستشفى محمد الخامس في الحي المحمدي، بعد إصابته بنوبة قلبية حادة.
وأضاف المصدر، أن الكولونيل القطري يرقد في قسم العناية المركزة لخطورة وضعه الصحي، بعد أن ألمت به النوبة القلبية، لتأزم حالته النفسية بعد متابعته في حالة اعتقال والحكم عليه ابتدائيا بسنة نافذة، لاختطافه مواطنا تونسيا وتعذيبه وهتك عرضه بواسطة عصا، ثم التقاط شريط مخل بالحياء. وكان دفاع الكولونيل القطري قدم ملفا طبيًا لرئيس هيئة المحكمة يؤكد فيه أن المتهم كان قد أجرى عملية جراحية على القلب، ولا زال يتماثل للشفاء، مبرزا أنه ضحية مؤامرة حاكتها ضده عصابة من تونس، غرضها الاستيلاء على أمواله.
وجاءت تفاصيل اعتقال القطري في المغرب، حسب ديباجة محضر المتابعة، تقدم ضحية تونسي بشكوى لوكيل العام لمدينة الدار البيضاء، يتهمه فيها بالاختطاف والاحتجاز والتعذيب بإحدى الشقق، بعد أن عمد المواطن القطري إلى الاتفاق مع مواطنين تونسيين، من أجل إقناع الضحية بالسفر إلى المغرب للقيام بعملية احتجازه والانتقام منه، بسبب شكوك راودته بشأن علاقته المفترضة بزوجته التونسية.
وأوضح المحضر، أن المواطن التونسي "الضحية"، كان على علاقة جنسية مع زوجة القطري، وأنه صور تلك العلاقة ونشر بعض صورها على "الفيسبوك"، الكولونيل القطري على الفور توصل بمكالمة هاتفية في الموضوع، فأخد يبحث عن مكان تواجد المواطن التونسي، ليخلص تفكيره الانتقامي ، بتسخير أربعة أشخاص من تونس ، حيث استدرجوا الضحية التونسي إلى المغرب، موهمين إياه أنهم سيقضون رحلة استجمام في الدار البيضاء.
وحسب الخطة التي رسمها الكولونيل، أنه رسم خطة لاختطاف المواطن التونسي، بعد استدراجه للمغرب، مستعينًا بأربعة تونسيين، بينهم فتاة كانت هي الطعم لجلبه إلى المغرب، حيث منحهم 20 ألف دولار، لمساعدته في الانتقام من عشيق زوجته، حيث متعهم بإقامة فاخرة بأحد أفخم الفنادق في الدار البيضاء، ووضع سيارة فارهة في خدمتهم، وذلك مقابل تسهيل انتقامه من المواطن التونسي الذي أرقه طويلا، وبالفعل تمت الخطة كما خطط لها الكولونيل، وتم استدراج الضحية إلى الدار البيضاء وحجزوا فندقا خمس نجوم ، وبواسطة الفناة تم استدراجه لقضاء سهرة حمراء مع قاصرات المغرب، في شقة في حي بوركون، ليفاجئ الضحية أنه هم من سيتم التضحية به واغتصابه عن طريق عصا وبطريقة وحشية بعما وضعوا له لصاقا في فمه مع تصوير العملية، وبعد انتهاء العملية تم الاتصال بالكولونيل الذي حضر على الفور إلى الشقة.
والضحية وبعد إطلاق سراحه، اتجه على الفور إلى الشرطة، وقدم شكوى في الموضوع ، وعلى الفور تم اعتقال الكولونيل الذي أحيل على الفور على قاضي التحقيق، الذي أمر باعتقاله، ومن تم إحالته على الغرفة الجنائية التي أصدرت في حقه سنة حبسا نافذا .
وقال نقيب المحامين في هيئة الدار البيضاء محمد حيسي، ومحامي الكولونيل، في تصريحات خاصة إلى "المغرب اليوم"، أن هذا الأخير يعاني من أمراض مزمنة، وأجرى عملية جراحية على القلب، وبالتالي فقد أعياه التنقل إلى الشقة، مسرح الجريمة، ليخلد إلى النوم، حين اطلع على الضحية وهو مكبل وعار ويتعرض للتعذيب، وفي تلك الأثناء، باقي المتهمين قاموا بإزالة القيود من يد الضحية المزعوم، وخرجوا جميعا ودبروا كيفية مغادرة التراب الوطني، مضيفا أن العملية من أولها إلى آخرها كانت مدبرة، وأن المتهم لم يستفق من هاته الأحداث إلا بعد أن تم إلقاء القبض عليه وإحالته على سجن عكاشة.
وكشف النقيب أن المتهم لم يعترف بما نسب إليه، وإنما يتعلق الأمر بمشكل في التواصل خلال التحقيقات، مشيرًا إلى أنه ضحية سيناريو مدبر من طرف باقي المتهمين الموجودين في حالة فرار، مؤكدًا أن الأشرطة التي تم تسجيلها لم يتم تداولها، معتبرًا أن الكولونيل القطري هو الضحية الأول والأخير في النازلة، مضيفًا أنه تم استدراجه وتوريطه في القضية، متسائلًا بشأن عدم إجراء العملية في تونس، خاصة وأن كل أطرافها بتونس الشقيقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر