الرباط - رشيدة لملاحي
في تطور مثير لتداعيات الأحداث التي هزت حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، تعرض إثرها الأمين العام للحزب حكيم بنشماش للعنف على يد أحد برلمانيي حزبه، عقب خلافات حول مناصب بمجلس النواب(الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، وجهت بعض القيادات المؤسسة لحزب نفسه نداء عاجلا لإنقاذ الحزب من ما وصفوه ب"التفاهة السياسية"، حسب تعبيرهم.
وخرج كل من الأمناء العامين السابقين للحزب، مصطفى البكوري و محمد الشيخ بيد الله، وحسن بعندي إلى القياديين علي بلحاج، ومحمد بنحمو، لإصداء نداء تحت شعار"نداء المسؤولية"، محذرين من التفاقم المقلق للأزمة، التي يتخبط فيها حزب "الجرار"، قبل أن يدقوا ناقوس الخطر من هذه الأزمة التي يمكن أن تعصف بأهليته في مواجهة التحديات المطروحة على الفاعلين السياسيين
وشددت القيادات المذكورة على الوضعية الراهنة تحتاج إلى درجة عالية من الوعي، والمسؤولية، والالتزام الصادق، خصوصا في محيط دولي، وإقليمي مضطرب، وحذر حكماء "البام" من ما أسموه ب"الممارسة التافهة" التي أصبحت تحرك بعض الفاعلين داخل دواليب الحزب، مشيرين إلى أنها نابعة من الحسابات الانتهازية الضيقة، والنزعات الفوضوية، أو العدمية.
ودعت قيادات حزب "البام" من خلال النداء المذكور إلى ضرورة التدخل بحكمة ونزاهة ورصانة للمساعدة على تقويم مسار الحزب، في الظرفية الراهنة، والتجاوب مع كل الطاقات، التي يزخر بها الحزب، مؤكدين على عزمهم الحضور الفاعل، ومواكبة مختلف محطات الحزب، إلى أن تستعيد مختلف هياكله عافيتها، حيث كان اجتماع لحزب الأصالة والمعاصرة قد شهد خلافا قويا حول المناصب بمجلس النواب، وصل إلى حد تعنيف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، من طرف النائب البرلماني ابراهيم الجماني.
ويشهد حزب"بام" حالة غليان في صفوف المناضلين والبرلمانين الذين وصفوا عملية اختيار الأعضاء الذين سيمثلون الحزب ب"الخاطئة وغير الديمقراطية" باعتماد منهج تفويض القرار للأمين العام بدل إجراء انتخابات ديمقراطية.
وعبّر برلمانيو جهة الصحراء التي ينتمي إليها البرلماني الجماني، هددوا بتقديم استقالة جماعية في الوقت الذي سارعت جهات نافذة لتهدئة الأوضاع، إلى جانب جناح النساء والشباب الذي احتج بقوة على إقصاء هذه الفئة من تمثيلية في مكتب مجلس النواب، وكان البرلماني الجماني قد اعترف بدخوله في شجار مع الأمين العام لحزب "الجرار"، إثر اتهامه باخلال بتعهداته والتزاماته التي قطعها أمام فريق الحزب بمجلس النواب، حسب تصريح للصحافة، مدافعا عن موقفه" أن بنشماش تراجع عن وعده بعدما حصل شبه إجماع بين نواب حزب "البام" بمجلس النوب حول المناصب والأشخاص الذين سيتلقدون المسؤولية في المجلس في إطار النسبة الممنوحة للفريق"، مؤكدا أن برلماني فريقه أجمعوا في اتفاق لهم على تقلده منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، قبل يخل الأمين العام بهذا الاتفاق".
واعتبر الجماني أن رئيسه في الحزب لم يحترم خيارات الفريق، وأنه أقصى جهة الصحراء ولَم يحترم برلمانييها وبالتالي فقد الاحترام الذي كان يجمع بينهم وبينه "، حسب تعبيره، حيث يشار إلى أن البرلماني المجاني قد اقتحم اجتماع عقده بنشماش مع أعضاء قام بتعيينهم، في مقر الحزب في الرباط، قبل أن يوجه له البرلماني المذكور صفعة، قبل أن يتدخل الأعضاء الحاضرون الذين حاولوا تهدئة البرلماني الغاضب والذي وجه اتهامات قوية للأمين العام بنشماش الذي وقف مصدوما أمام الواقعة ولَم يقم بأي رد فعل، حسب مصادر موثوقة من داخل حزب "البام".
وحسب المصادر نفسها أن لجنة الأخلاقيات لم تعلن بعد عن أي خطوة في سياق اتخاذ قرار عقب الواقعة التي عرفها مقر حزب الأصالة والمعاصرة، ويذكر أن عدد من أعضاء حزب "الجرار" عبروا علانية على حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم مما أسموه بـ"تعيينات المصالح والمقربين"، في الوقت الذي تآسف برلمانيون إقصاء أسماء معينة.
قد يهمك أيضاً :
بعد التهديد بالمقاطعة حزب "البام" يراجع موقفه بشأن لغات التدريس
مساءلة برلمانية لرئيس حكومة المغرب بسبب تغيير الساعة القانونية للمملكة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر