تقدَّمت الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية لمدينة دمشق على حساب القوات الحكومية التي تكبدت خسائر فادحة على مختلف جبهات الاشتباك اليوم الأربعاء، ولاسيما في حلب حيث قتل قائد عملياتها على جبهة "خلصة" في الريف الجنوبي، في وقت نفذ الطيران الحربي غارات مكثفة على مدن داريا وحلب وإدلب وعدد من المواقع في ريف دير الزور وجنوب مدينة "الطبقة."
ففي ريف دمشق قالت مصادر معارضة إن جبهات بلدة جسرين، وبيت نايم، والمحمدية، في الغوطة الشرقية شهدت خلال الساعات القليلة الماضية، اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية، أسفرت عن مقتل اثنين من مقاتلي المعارضة ووقوع عدد من الجرحى ومقتل وجرح العشرات من العناصر الحكومية.
وأفادت المصادر بأن القوات الحكومية قصفت بقذائف الهاون مزارع بلدة جسرين، وكفربطنا بالتزامن مع استمرار الاشتباكات على جبهة بلدة جسرين، في حين دارت اشتباكات مماثلة على محور بلدة زبدين وقامت الطائرات الحربية بشن أكثر من عشرين غارة جوية استهدفت بلدة الشيفونية وأدت لاحتراق المحاصيل الزراعية، وسقوط جرحى في صفوف المدنيين، وترافقت الغارات مع قصف صاروخي عنيف على المنطقة وعلى مزارع كفربطنا بالرشاشات الثقيلة، وقذائف الهاون.
وأعلن "فيلق الرحمن" عن مقتل العميد عبد العزيز صقر قائد عمليات المنطقة الجنوبية في الغوطة الشرقية مع استمرار المعارك على عدة جبهات تمكن خلالها عناصر الفيلق من السيطرة على بعض المزارع المحيطة ببلدات حتيتة الحرش والمليحة وعلى مدينة الملاهي الواقعة على طريق جسرين إضافة للسيطرة على معمل الكونسروة مع استمرار القتال ضد القوات الحكومية.
وانفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة "لأبو محمد القعقاع" القيادي في اللواء الثالث في "جيش الإسلام" في بلدة الشيفونية، وهو عائد من معارك بلدة البحارية، حيث أصيب القعقاع بجروح خفيفة بينما بترت قدم أحد أخوته. وفي هذا السياق قال بيان "جيش الإسلام" إن السيارة المستهدفة عائدة لأحد أبرز قيادي الجيش الذي سبق وعمل قائداً لأركان قطاع جوبر، وقائداً لأركان المرج ومندوب "جيش الإسلام" في غرفة العمليات المشتركة في معارك المرج الأخيرة والقطاع الجنوبي، وشارك بقوة في المعارك التي دارت رحاها في الأمس في البحارية وحوش الفارة.
وفي الغوطة الغربية تمكنت فصائل المعارضة من إعطاب دبابة، وعربة شيلكا، وإسقاط طائرة استطلاع للقوات الحكومية على الجبهة الغربية من مدينة داريا، حيث لا تزال الحكومية تحاول التقدم باتجاه المدينة، فيما قامت المروحيات بإلقاء البراميل متفجرة وصل عددها الى27 برميلاً على أحياء المدينة وسط تعرضها لقصف بصواريخ “أرض – أرض” وبالأسطوانات المتفجرة، أدى الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى، في حين تعرض الجبل الشرقي في مدينة الزبداني لقصف مدفعي من قبل مقاتلي "حزب الله".
وفي درعا تجددت الاشتباكات بين لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم “داعش” من جهة وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى في محيط بلدة عين ذكر بالريف الغربي سقط خلاها قتيل من مسلحي المعارضة على الأقل في حين فتحت القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في السهول المحيطة بجمرك درعا القديم في مدينة درعا، ولم ترد معلومات عن إصابات.
وفي حمص قال مصدر ميداني لـ"العرب اليوم" إن جميع الطرق باتت سالكة باتجاه بلدة "السخنة" ثاني أهم مدن البادية السورية بعد تدمر، حيث باتت القوات الحكومية على مسافة 30 كيلومتراً من البلدة الإستراتيجية في ريف حمص الشرقي، والتي تشكل مدخلاً إلى دير الزور.
وتصدت القوات الحكومية لهجوم عنيف شنه مسلحون من تنظيم "داعش" على بلدتي جب الجراح ومكسر الحصان في ريف حمص الشرقي، حيث اشتبكت مع المسلحين في محيط البلدتين بعد أن أطلق المسلحون عشرات القذائف الصاروخية باتجاههما سقطت جميعها في شوارع القريتين وفي منازل المواطنين السكنية، واقتصرت الأضرار على الماديات، بينما تمكنت عناصر الجيش والقوى الرديفة من صد الهجوم وأوقعت أعداداً من القتلى والجرحى في صفوف مقاتلي "داعش" وأرغمت الباقين من أفرادهم على الانكفاء والتراجع.
وفي ريف حمص الشمالي، استهدفت القوات الحكومية بنيران أسلحتها المدفعية والصاروخية مواقع ومعاقل لتنظيم جبهة "النصرة" وحركة "أحرار الشام الإسلامية" ونقاط ومواقع انتشار مقاتليهما في محيط مدينة الرستن وقرية كيسين، ما أدى إلى تدمير تلك المواقع والمعاقل وإيقاع عدد من أفرادهما قتلى ومصابين وتم تدمير عدد من وسائل تنقلاتهما.
وفي ريف حماة الشرقي اشتبكت القوات الحكومية مع مجموعات تابعة لتنظيم “داعش” على محور المبعوجة عقارب في ريف سلمية الشرقي ما أسفر عن “سقوط قتلى ومصابين في صفوف التنظيم وتدمير عتاد حربي كان بحوزتهم. وأشار مصدر عسكري سوري إلى أن وحدة من الجيش دمرت في عملية نوعية مربض هاون لتنظيم داعش الإرهابي في قرية قليب الثور بالريف الشرقي.
وفي إدلب قال مصدر في القوات الحكومية لـ"العرب اليوم" إن سلاح الجو نفذ غارة على مقر ل"جيش الفتح" في قرية البارة بريف ادلب التابعة لجبل الزاوية ما اسفر عن تدمير المقر ومقتل خمسة من عناصر الجيش من بينهم حسن احمد حميدو.
واضاف المصدر إن الطيران الحربي استهدف قوة لجيش الفتح في مدينة إدلب وغارة موقعا له في بلدة كفر تخاريم أسفرت عن تحقيق إصابات مؤكدة. وتحدث المصدر عن تنفيذ خلية نائمة موالية للقوات الحكومية عملية اغتيال ناجحة في ادلب اسفرت عن مقتل القيادي في فيلق الشام "طعان فاعور" واصابة ابنه بجروح في عملية اطلاق نار جرت في قرية مرتين بريف ادلب الغربي.
وأقر تنظيم "جبهة النصرة" بمقتل أحد قيادييه في انفجار وقع في كلية الحقوق وسط مدينة ادلب. وفي ريف الرقة الغربي أكد مصدر عسكري سوري تدمير عربات وآليات وتحصينات لتنظيم “داعش” خلال العمليات المتواصلة في ريف الرقة الغربي. وأفاد المصدر بأن الطيران الحربي دمر صباح اليوم آليات وعربات مصفحة بعضها مزودة برشاشات لتنظيم “داعش” شمال مفرق زكية وجنوب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.
وبدأت القوات الحكومية التي تشكل "قوات صقور الصحراء" الركيزة الأساسية لها عملية عسكرية في الثاني من الشهر الجاري بإسناد جوى سوري روسي على محور أثريا – خناصر- الطبقة تم خلالها حتى الآن السيطرة على عقدة طرق زكية- مفرق دير حافر وعلى جبال أبو الزين ومنطقة المسبح وقرية أبو العلاج ومحطتي ضخ النفط وكهرباء الطبقة وحقلين نفطيين ومثلث الصفيح الواقع أمام حقل الحبارى وقريتي حربيات وأنباج.
وفي محافظة الحسكة نفذ تنظيم "داعش" من الجانب العراقي هجوماً ليل أمس على تمركزات لقوات "سورية الديمقراطية" في منطقة المدرج جنوب شرق البحرة الخاتونية ومنطقة أم الشلو على الحدود العراقية – السورية والتي تبعد نحو 9 كلم عن منطقة الهول بريف الحسكة الشرقي وسط سيطرة التنظيم على منطقة أم الشلو وأسفرت الاشتباكات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي دير الزور نشبت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومجموعات تابعة لتنظيم "داعش" هاجمت نقاطا عسكرية في محيط جبل الثردة أسفرت عن تدمير آليتين مصفحتين وسقوط قتلى ومصابين بين صفوف التنظيم. وقال مصدر عسكري إن الطيران الحربي دمر آليات وعربات مصفحة لتنظيم “داعش” في طلعات على تجمعاتهم ومحاور تحركهم في محيط مطار دير الزور.
وفي حلب أكدت مصادر معارضة مقتل قائد عمليات القوات الحكومية في بلدة خلصة بقناصة "جيش الفتح" في ريف حلب الجنوبي، مشيرة إلى مقتل مواطن وسقوط جرحى جراء قصف جوي تعرضت له مناطق في حي القاطرجي في حين تواصل طائرات حربية قصفها لأماكن في منطقة الملاح وطريق الكاستيلو شمال حلب وأماكن اخرى في بلدتي معارة الارتيق وكفرحمرة بريف حلب الغربي، وترافقت مع قصف مكثف من قبل القوات االحكومية على مناطق في طريق الكاستيلو ومعلومات عن مقتل مواطنين اثنين وسقوط جرحى. كما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدتي حريتان وعندان بريف حلب الشمالي ما أدى لسقوط جرحى بينما تستمر الاشتباكات العنيفة في محوري خلصة وزيتان بريف حلب الجنوبي، بين القوات الحكومية وجبهة "النصرة" والفصائل الإسلامية والحزب الإسلامي التركستاني من طرف آخر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر