واشنطن - يوسف مكي
أجرى مُنفّذ الهجوم على ملهى "بالس" في أورلاندو الأميركية القتيل عمر متين، محاولة أخيرة الصيف الماضي لكي يصبح ضابط شرطة كامل العضوية، عندما تقدَّم بطلب للحصول علي دورة مكثفة لمدة ستة أشهر في مسقط رأسه "فورت بيرس" Fort Pierce يدرس فيها تطبيق القانون، حسب ما علمت صحيفة "الديلي ميل".
لكن المسؤولين في معهد العدالة الجنائية في كلية "إنديان ريفر ستيت" أبدوا قلقهم البالغ إزاء سلوكه، ما دفعهم إلى رفض طلبه. وكتبت تقريراً بشأنه أرسلته إلى قسم تطبيق القانون عن ولاية فلوريدا، حسب ما ذكر أحد المصادر التي إطّلعت على الطلب المقدم من متين.
وأضاف المصدر بأنه وعلى خلفية ما حدث في أورلاندو Orlando نهاية هذا الإسبوع، فإن متين حاول الإنضمام إلى أكاديمية الشرطة من أجل معرفة كيفية سير المهام اليومية للشرطة . معتقداً بأنه أراد إيجاد وسيلة للتعيين من جانب قوات الشرطة بعد إنهاء البرنامج التدريبي، ومن ثم إرتكاب كل الخطط العدوانية وهو يرتدي زي الشرطة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتقدم فيها متين بطلب للحصول على وظيفة ذات صلة بالقانون. ففي أواخر عام 2000، تم تعيين متين في إدارة الإصلاح في ولاية فلوريدا كحارس أمن، بعدما نجح في إجتياز عملية تدقيق صارمة. ومع ذلك أخبرت الإدارة متين بأنه سوف يكون بحاجة إلى تدريبات إضافية في معهد العدالة الجنائية قبل أن يبدأ، إلا أنه لم يكمل وخرج بعد شهر دون تفسير واضح.
ومتين البالغ من العمر 29 عاماً قد تخرج وفقاً للمتحدث بإسم المدرسة روبرت لين من برنامج تنفيذ القانون في كلية "إنديان ريفر ستيت" لمدة عامين، بعد إنهائه الدراسة في الثانوية العامة عام 2006، وهو برنامج أكاديمي بحت ويتركز على الفلسفة والتاريخ والإدارة إلى جانب مبادئ في البوليسية. في حين يحصل المرشحون الى معهد العدالة الجنائية على التدريب العملي من حراس السجن المتقاعدين وضباط الشرطة.
وعندما عاد متين إلى المعهد مع الأوراق التي تشير إلى رغبته في أن يكون ضابط شرطة بشكل قانوني في حزيران / يونيو لعام 2015، فإن طلبه قوبل بالرفض سريعاً. ويقول المصدر المطلع على عملية التقديم بأن الطلب عبارة عن استبيان من 25 صفحة إضافةً إلى مقابلة على إنفراد بالمتقدم، وبالتالي فعملية التقديم تنافسية جداً ولا يجتازها سوى 50 متقدمًا عن كل برنامج مدته ستة أشهر.
وأشار المصدر إلى أن متين لم يجب على سلسلة من الأسئلة قبل إجرائه للمقابلة مع منسق القبول، وكانت إحداها حول ما إذا كان قد خضع من قبل للتحقيق. وإتضح بعد ذلك بأن تحقيقات قد أجريت معه مرتين في غضون عامين حول النشاط الإرهابي، وفقاً لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، ولكن أطلق سراحه لعدم ثبوت علاقته بالإرهاب.
وخلال المقابلة في معهد العدالة الجنائية، فقد كان متين عدوانيا، وبعد ثلاث دقائق بدأ في الحديث عن التقديم وكيف كان عديم الفائدة بالنسبة له قائلاً " لن تدعني أنضم بسبب كوني مسلماً ". وفي الواقع لم تكن الأمور الدينية محل حديث في المقابلة، كما أنه لم يتلقَّ أسئلة بشأنها، ولكنه إستمر في الحديث.
وأبلغ المعهد متين برفض الطلب المقدم منه، ووفقاً للمصدر فإن التقرير بشأنه كان يحتوي على العديد من النقاط السلبية، منها حقيقة عدم إمتلاك الشاب للدافع الحقيقي لكي يكون ضابط شرطة. حيث لم يكن للمنسق الذي أشار في تقريره بأن عمر متين " مخادع وغير صادق " أدنى فكرة عن السبب وراء رغبته في أن يصبح ضابط شرطة، لأنه لم يتمكن حتى من الإجابة على هذا السؤال، وكل ما أراده هو الحديث عن كونه مسلما، وأن المعهد لا يريد ضم المسلمين.
وعارض متين الرفض للطلب المقدم منه، وعاد لإجراء مقابلة أخرى والتي كانت هذه المرة مع والدة نائب كلية إنديان ريفر ستيت صديق مير متين الذي ترجع أصوله إلى أفغانستان. إلا أنه خسر معارضته، بينما دعا ضابط ذو رتبة عالية في قسم إنفاذ القانون بالكلية عن ولاية فلوريدا إلى الاقرار بأن متين يعتبر شخصا تنبغي مراقبته. فيما جاء رد قسم إنفاذ القانون بأن متين يخضع بالفعل للمراقبة للإنتماء الإرهابي المحتمل. وفي النهاية، ذكر المصدر بأن المسؤولين في المعهد يعتقدون حالياً بأن متين عقد الآمال على تنفيذ مخططاته الدموية في زي الشرطة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر