دمشق ـ نور خوام
بحث الرئيس فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن الروسي تطورات الأوضاع في سورية إلى جانب مسائل داخلية ذات الأهمية. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريح صحافي أن الاجتماع تطرق إلى مناقشة الأوضاع في الغوطة الشرقية، حيث أعرب المشاركون عن "القلق الكبير على خلفية استمرار تصرفات الإرهابيين الاستفزازية" في المنطقة. وأضاف أنه تم التأكيد على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 المتخذ أخيرا.
وفي سياق متصل أكد بيسكوف أن لقاءً يشمل كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان جار التحضير له من دون ذكر تفاصيل أخرى. وأفادت وسائل إعلام في وقت سابق بمعلومات حول إجراء اللقاء الثلاثي المذكور بمبادرة أردوغان في مايو/أيار المقبل في اسطنبول. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وقف إطلاق النار في سورية الذي ينص عليه القرار رقم 2401، لا يشمل تنظيمات إرهابية مثل "النصرة" وشركائها "أحرار الشام" و"جيش الإسلام".
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي اليوم، الإثنين، إن "نظام وقف العمليات القتالية لا يخص بأي شكل من الأشكال تلك العمليات التي تقوم بها الحكومة السورية بدعم روسيا ضد كافة التنظيمات الإرهابية، أي "داعش" و"جبهة النصرة" ومن يتعاونون معهما". وتابع لافروف قائلا: "هناك أيضا عدد من الجماعات، سواء في الغوطة الشرقية أو في إدلب، التي يقدمها شركاؤها ورعاتها الغربيون كأنها معتدلة، وبينها "أحرار الشام" و"جيش الإسلام"، تتعاون مع "جبهة النصرة" المدرجة على قائمة مجلس الأمن الدولي للتنظيمات الإرهابية".
وأضاف الوزير الروسي: "وهذا يجعل شركاء "جبهة النصرة" غير مشمولين بنظام وقف إطلاق النار، وهي تعتبر أهدافا شرعية لعمليات القوات المسلحة السورية وكل من يدعمون الجيش السوري". ولفت لافروف إلى استمرار الحملة لنشر معلومات استفزازية حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، في إشارة إلى المعلومات حول استخدام الكلور في الغوطة الشرقية أمس الأحد، والتي وصفها بـ "تضليل إعلامي". وأضاف أن المسؤولين الروس قد حذروا من أن هناك تحضيرات لمثل هذه الاستفزازات.
وأشار إلى أن مثل هذه المعلومات ينشرها ما يسمى بـ "القبعات البيضاء" والمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له. وأكد لافروف أن "محاولات نشر معلومات من مثل هذه المصادر ستستمر طبعا، وهدفها الوحيد هو الإساءة إلى القوات الحكومية (السورية) وإلقاء كل اللوم عليها، واتهامها بارتكاب جرائم، وذلك بهدف تنفيذ الخطوات كالتي نراها في المناطق الشرقية السورية، حيث تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ سيناريو إقامة دويلة موازية وتقسيم سورية".
وتابع: "نحن سنواصل الحديث مع الأميركيين بشأن هذا الموضوع ومع حلفائهم من أعضاء التحالف. وعليهم أن يفسروا لماذا يقومون بهذه الخطوات على الرغم من أن القرار الأممي الذي نتحدث عنه أكد بوضوح على ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها". ومع ذلك أعرب سيرغي لافروف عن ثقته بأن هناك فرصة لنجاح القرار حول وقف إطلاق النار في سورية. وقال ردا على سؤال بهذا الخصوص: "نعم، مبدئيا مثل هذه الفرصة موجودة".
وأوضح أن ذلك سيكون ممكنا في حال "التزمت كافة الأطراف السورية على الأرض وكل من يدعمونها، بمن فيهم من الخارج، وكل من يشرفون عليها، بمطالب مجلس الأمن الدولي بشأن الاتفاق على معايير محددة لوقف العمليات القتالية، وضمان هدنة مدتها 30 يوما على الأقل، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لسكان المناطق السورية التي تحتاج إليها".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر