الرباط - المغرب اليوم
أكد الرئيس المالي السابق، ديونكوندا تراوري، في طنجة، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي مفيدة لأفريقيا كلها كما للمغرب، لبناء صرح قاري مشترك وموحد لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل التي تواجه القارة، وأضاف تراوري، في كلمة له خلال افتتاح الدورة التاسعة من منتدى "ميدايز" المنظمة تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس تحت شعار "من التجزيئ الى الاستدامة .. تطوير الباراديغمات والنماذج "، أن المغرب يضطلع بالضرورة بدور مهم لتمكين أفريقيا، التي تعرف " البلقنة والتفرقة "، من ايجاد موقع لها بين مكونات العالم المعاصر بكل كرامة.
وذكر الرئيس المالي السابق أنه حان الوقت "لتشبيك الجهود والعزائم وتوحيد الصفوف، وإرساء الوحدة والتضامن"على المستوى الأفريقي، داعيًا مكونات القارة الأفريقية إلى تشبيك الموارد وتجاوز الصراعات ومحو الحدود بدلاً من خلق حدود أخرى جديدة، وكسب رهان الزمن الحالي، في وقت تسعى فيه البلدان القوية والغنية بأي ثمن للوحدة والتجمع من أجل خدمة مصالحها.
وأضاف أن المغرب، وبالإضافة إلى "الموارد الاستراتيجية التي يزخر بها، يتميز أيضا بخبرته المتعددة وجديته في العمل"، مؤكدًا أن إنجازات المغرب في مختلف المجالات، تشكل مزايا مهمة، وأمثلة حقيقية وقدوة جيدة لدول أفريقيا جنوب الصحراء"، وأشاد تراوري "بالعمل المتميز الذي يقوم به الملك محمد السادس، الذي يشكل النموذج ويقدم المثال بشأن تكريس مبادئ الأخوة بين المغرب وباقي دول العالم، وخصوصا بين المغرب والدول الأفريقية"، مثمنًا التقدير الكبير والاهتمام المستمر الذي يوليه الملك لدولة مالي، وخاصة حين كانت هذه الاخيرة تمر بأزمة عميقة تعد الأكثر آلمًا في تاريخها.
وأبرز أن هذه المبادرات الملكية تعكس بجلاء الالتزام الثابت للشعب المغربي والمغرب بشأن أفريقيا، وتتجلى على الخصوص في الزيارات التي يقوم بها الملك محمد السادس لعدد من الدول الأفريقية، والتي شملت، خلال الأربع أعوام الأخيرة، مختلف مناطق القارة السمراء وأكد أن المملكة المغربية، بحكم موقعها الجغرافي وخبراتها متعددة الأوجه وتاريخها البارز وعلاقاتها الاجتماعية والانسانية مع العديد من البلدان الأفريقية، ساهمت دائمًا في عملية الاندماج والتكامل على الصعيد القاري، من خلال التعاون الثنائي أو سياسة القرب التي نهجتها مع العديد من المنظمات الإقليمية في دول جنوب الصحراء الكبرى، كخطوات متقدمة لصون كرامة الانسان والدول الأفريقية.
واعتبر الرئيس المالي السابق أن منتدى "ميدايز"، الذي يعدّ منبرًا للتفكير الاستراتيجي وحاضنة للنقاش الرفيع المستوى، يمهد الطريق لدعم انخراط أفريقيا بشكل أكبر في عالم متحد ومتضامن ومتعايش، ودعم الحوار "جنوب-جنوب" والمساهمة في تكريس الوحدة الأفريقية، التي تتأسس على قاعدة مثالية تقوم على تعدد الثقافات والاحترام والمنفعة المتبادلة بين الشعوب.
وعرف حفل افتتاح فعاليات الدورة التاسعة من منتدى "ميدايز 2016"،الذي ينظمه معهد "أماديوس"، حضور شخصيات سياسية واقتصادية دولية وعربية ومغربية وازنة، يذكر أن دورة 2016 لمنتدى ميدايز، التي ستعرف مشاركة أكثر من ثلاثة آلاف مشارك و120 متدخلاً من مستوى عال، من بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء، وأرباب كبريات المقاولات وخبراء وممثلو المجتمع المدني، إلى وضع مفهوم التنمية المشتركة المسؤولة في صلب الرهانات الأفريقية، وستمكن من معالجة الصيغ الملموسة لإعادة تعريف العلاقات "جنوب-شمال" وتعزيز العلاقات "جنوب-جنوب".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر