موسكو - حسن عمارة
على وقع تصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة، جراء العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، وسط تدفق السلاح الغربي لاسيما الأميركي لكييف، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الصواريخ الأميركية التي ترسل للقوات الأوكرانية لن تغير شيئاً على الأرض. وأضاف في تصريحات تلفزيونية بثت اليوم الأحد على قناة روسيا 1 ، أن القوات الجوية الروسية تتعامل بسهولة مع الأسلحة الأميركية الجديدة و"تكسّرها كحبات الجوز"، لافتا إلى أنها دمّرت العشرات منها حتى الآن.
كما حذر الغرب من أن بلاده ستضرب أهدافا جديدة إذا بدأت الولايات المتحدة في تزويد كييف بصواريخ مداها أطول. وقال: "في حال قدمت مثل هذه الصواريخ فسنقصف أهدافا لم نبدأ في ضربها بعد"، دون أن يحدد ماهيتها. وشدد على أن تسليم المزيد من الأسلحة الغربية للقوات الأوكرانية لا يهدف سوى إلى إطالة أمد النزاع. إلى ذلك، أشار إلى أن جميع الطائرات دون طيار الأوكرانية التي تحلق منذ بدء العملية الروسية "إنتاج أجنبي".
يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان أعلن سابقا موافقته على تزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ دقيقة ومتقدمة، يمكنها ضرب أهداف روسية بعيدة المدى بدقة في إطار حزمة أسلحة قيمتها 700 مليون دولار. إلا أن عدة مسؤولين دأبوا منذ أيام، على التأكيد مراراً وتكراراً أن أنظمة الصواريخ هذه من طراز هيمارس، لا تستهدف تنفيذ ضربات داخل روسيا، بل حماية القوات الأوكرانية داخل البلاد. فيما أوضح صراحة جوناثان فاينر، نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، أن بلاده طلبت من الأوكرانيين ضمانات بأنهم لن يستخدموا تلك الأنظمة لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
وكانت واشنطن حرصت خلال الأشهر الماضية، على تزويد كييف بصواريخ قصيرة المدى تفادياً لاستهداف الأراضي الروسية. فقد تقصّد الرئيس الأميركي عدم إرسال أسلحة من شأنها، على حدّ قوله، أن تجعل "الولايات المتّحدة شريكة في الحرب إلى جانب الأوكرانيين"، على الرغم من مطالبات المسؤولين الأوكرانيين المتكررة بصواريخ بعيدة المدى. فعلى مدى الأسابيع الماضية، طالبت كييف مراراً وتكراراً من الحلفاء أنظمة بعيدة المدى، منها نظام الإطلاق الصاروخي المتعدد(MLRS) الذي يمكنه إطلاق وابل من الصواريخ على بعد مئات الأميال، على أمل تغيير مسار القتال المستمر مع الروس منذ 24 فبراير الماضي.
وعقب الانفجارات التي هزت العاصمة كييف صباحاً، أعلنت روسيا أنها استهدفت مدرعات سلمتها دول من أوروبا الشرقية إلى أوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف اليوم الأحد إن "صواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى أطلقتها القوات الجوية الروسية على ضاحية كييف دمرت دبابات من طراز تي-72 قدمتها دول من أوروبا الشرقية ومدرعات أخرى كانت في الحظائر"، بحسب ما نقلت فرانس برس.
وكان رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أعلن في وقت سابق عبر تلغرام أن "انفجارات عدة وقعت في منطقتي دارنيتسكي ودنيبروفسكي" جنوب-شرق العاصمة، من دون تحديد ماهية المواقع المستهدفة. وبحسب قوات سلاح الجو الأوكرانية أطلقت قاذفات روسية من نوع تو-95 متمركزة في بحر قزوين فجرا صواريخ كروز باتجاه كييف تم تدمير أحدها. يذكر أن تلك الضربات أتت بعد هدوء نسبي خيم خلال الأسابيع الأخيرة على العاصمة الأوكرانية، إثر انسحاب القوات الروسية من محيطها منذ مارس الماضي. ما دفع نحو ثلثي السكان إلى العودة لمنازلهم على الرغم من التحذيرات الرسمية بأن الوضع لا يزال غير آمن. ولا يزال القتال الأوكراني الروسي مستمراً منذ 24 فبراير، إلا أنه بات يتركز حاليا شرق البلاد، حيث تسعى القوات الروسية للسيطرة على إقليم دونباس المهم، من أجل ربط المناطق الشرقية بشبة جزيرة القرم جنوباً.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
بوتين يهدّد بتجديد القصف لو سُلّمت كييف صواريخ بعيدة المدى
بوتين يتوعّد أوكرانيا بالمزيد من القصف بعد هدوء إستمر لأسابيع و الإنفجارات تهزّ كييف فجر اليوم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر