بيروت ـ ميشال صوايا
أفاد مصدر مقرب من «حزب الله» اليوم (السبت) بأن الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية استهدفت اجتماعاً لقيادة «وحدة الرضوان»،وهي وحدة النخبة في «حزب الله»، ما أدّى إلى مقتل 16 منهم بينهم قائد الوحدة وقيادي بارز آخر. وقال المصدر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الغارة استهدفت «اجتماعاً لقيادة (وحدة الرضوان)» في مبنى «تحت الأرض»، ما أدى إلى مقتل 16 عنصراً منها، بينهم القياديان.
وكانت جماعة «حزب الله» اللبنانية قد أعلنت اليوم مقتل 15 عنصراً بالضربة الإسرائيلية بينهم قياديان على الأقل، وفق ما كشف مصدر مقرب من الحزب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في حين كانت إسرائيل أعلنت تنفيذ ضربة «دقيقة» على ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى «القضاء» على إبراهيم عقيل و«نحو عشرة مسؤولين» آخرين في الحزب. وبعد نعيه قائد «قوة الرضوان» إبراهيم عقيل، نعى الحزب في بيانات متتالية 14 عنصراً، بينهم القيادي أحمد محمود وهبي الذي «تولى مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي».
ووصف «حزب الله» في بيان وهبي بأنه «قاد العمليّات العسكريّة لـ(قوّة الرضوان) على جبهة الإسناد اللبنانيّة منذ بداية معركة (طوفان الأقصى) وحتى مطلع عام 2024»، ثم تولى «مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي». وكان مصدر آخر مقرب من «حزب الله» أفاد الجمعة بأن استهداف عقيل حصل خلال اجتماع مع «قادة» ميدانيين في الحزب.
وأعلنت بلدية ميس الجبل عن ارتقاء 6 من أبنائها من آل حمدان وأقربائهم بعد العثور على جثامينهم تحت أنقاض المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية فيما لا يزال البحث جارياً عن 6 أشخاص من آل شقير وغازي.
من جهته، أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، خلال مؤتمر صحافي، اليوم السبت، أن حصيلة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس بلغت 31 قتيلاً.
والعدد الإجمالي لضحايا هجمات اللاسلكي والغارة على الضاحية بلغ 70 شهيد ولا يزال هناك أشلاء لشهداء في ضاحية بيروت لم يتم التعرف عليهم.
وأكد أن بين القتلى ثلاثة أطفال "تبلغ أعمارهم 6 سنوات وأربع سنوات وعشر سنوات"، مضيفا أن من بين القتلى كذلك "سبع نساء". وتابع: "لا يزال هناك أشلاء لقتلى في ضاحية بيروت لم يتم التعرف عليهم".
وقال إن 68 شخصاً أصيبوا أيضاً، من بينهم 15 ما زالوا في المستشفى، في أعنف غارة جوية إسرائيلية على بيروت منذ الحرب بين إسرائيل وحزب الله في صيف عام 2006.
وأوضح الوزير أن "الفرق الإسعافية والإنقاذية والدفاع تعمل منذ أمس من بعد الضربة طول الليل بإزالة الركام لكي نتمكن من استخراج الجرحى والضحايا".
كما قال وزير الصحة اللبناني إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة انتهكت القانون الإنساني الدولي. وأشار إلى أن "مبنى سكنياً.. سقط بكامله على رؤوس قاطنيه" نتيجة الغارة.
وأشار وزير الصحة إلى أن حصيلة انفجار أجهزة اللاسلكي الأربعاء بلغت 27 قتيلاً، بالإضافة 12 قتلوا الثلاثاء بانفجار أجهزة البيجر، مما يرفع العدد الإجمالي لقتلى الهجمات الثلاث إلى 70، مضيفاً: "أجرينا أكثر من 2000 عملية جراحية لمصابي الهجمات الإسرائيلية الأخيرة".
وعقيل هو المسؤول العسكري الكبير الثاني في «حزب الله» الذي تغتاله إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد فؤاد شكر، منذ أن فتح الحزب المدعوم من طهران جبهة في جنوب لبنان «إسناداً» لحليفته حركة «حماس» الفلسطينية في حربها ضد إسرائيل في قطاع غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وفي نبذة نشرها الحزب عن عقيل، وصفه بأنه «خطط وأشرف على قيادة العمليّات العسكرية لـ(قوّة الرضوان)» منذ بدء التصعيد قبل نحو عام. وقال الجيش الإسرائيلي من جهته في بيان أمس: «أغارت طائرات حربية بشكل دقيق في منطقة بيروت وبتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات العسكرية، وقضت على المدعو إبراهيم عقيل رئيس منظومة العمليات في (حزب الله) والقائد الفعلي لـ(قوة الرضوان)». وأضاف في بيان آخر أنه مع عقيل تمت «تصفية نحو عشرة مسؤولين من (قوة الرضوان) التابعة لـ(حزب الله)».
وتوجّه الغارة ضربة جديدة لـ«حزب الله» بعد انفجارات دامية هذا الأسبوع لآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستعملها عناصره، في عملية حمّل مسؤوليتها لإسرائيل. ودعت الأمم المتحدة التي أعربت عن «قلقها الشديد»، إلى «وقف التصعيد» و«التزام أقصى درجات ضبط النفس».
قد يُهمك ايضـــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر