بغداد – نجلاء الطائي
استعادت القوات العراقية المشتركة السيطرة على حي التحرير شرقي مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش"، ورفعت العلم العراقي فوق المباني، وأبقت القطعات على العوائل في بيوتها وهي تستمر بتطهير الحي من العبوات الناسفة بعد تكبيد العدو خسائر بالارواح والمعدات
وشنّت طائرات الجيش العراقي يوم الخميس ضربات جوية استهدفت مواقع عدة لتنظيم داعش في محيط مطار تلعفر غرب مدينة الموصل، وأعلن الحشد الشعبي الذي يضم بغالبيته فصائل شيعية مسلحة، الأربعاء، عن تحرير مطار تلعفر من قبضة التنظيم المتشدد، وأفادت وزارة الدفاع أن طيرن الجيش وجه ضربات جوية على فلول داعش اسفرت عن قتل ١٠ منهم وحرق وتدمير ٣ عجلات تحمل احاديات في المحور الغربي محور مطار تلعفر.
وأعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن 59 ألف شخص نزحوا من مناطق سكناهم منذ بدء الحملة العسكرية العراقية لانتزاع الموصل قبل شهر من قبضة تنظيم داعش ، في وقت استعادة القوات المشتركة السيطرة على حي التحرير شرقي مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وجاء في تقرير موقع باسم عدد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة ، أن العديد المناطق التي جرى استعادتها من داعش لا تصلح لعودة السكان اليها نتيجة تدمير البنى التحتية، مشيرًا إلى أن "التلوث الشدید المتمثّل بالألغام في تلك المناطق وسیاسة الأرض المحروقة التي یستخدمها أعضاء الجماعة المسلحة المسیطرة على الموصل، تُشكل مخاطر فوریة وطویلة الأجل على السكان والبیئة".
صرحت لیز غراندي، منسق الشؤون الإنسانیة في العراق، "باسم المجتمع الإنساني، وبالتعاون مع الشركاء في المجال الإنساني، نقوم بتقدیم المساعدة إلى النازحین والأُسر الضعیفة في المجتمعات التي تمت استعادتها حدیثاً حیثما كان ممكناً، نعمل باقصى سرعة ممكنة، وبتنسیق وثیق مع السلطات العراقية لمساعدة السكان الأكثر عرضة للخطر في العالم"، ووفق الارقام التي أورده التقرير فأن ما یقرب من 59،000 شخص نزحوا، حوالي 26،000 منهم من الأطفال. ویقیم أكثر من 40،000 نازح في مخیمات رسمیة في ثلاث محافظات، وتدار من قبل الحكومة والأمم المتحدة والمنظمات غیر الحكومیة الوطنیة والدولیة، وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف النازحین هم من النساء والفتیات والأُسر التي تقودها إناث، وغالباَ ما تكون هذه الفئة من الناجیات من الإنتهاكات الجنسیة وغیرها من انتهاكات حقوق الإنسان.
وذكر التقرير أنه تم استقبال أكثر من 13،000 نازح في المجتمعات المضیفة السخیة أو یقیمون في المباني والمنشآت الحكومیة. ودعماً لحكومة العراق، بدأت الأمم المتحدة والمنظمات غیر الحكومیة بتقدیم المساعدة للأسر النازحة والمقیمة في المناطق التي تمت استعادتها حدیثاً، ویجري توسیع وتحسین قدارت المأوى والخدمات في المخیمات القائمة ومواقع الطوارئ الجدیدة التي یجري تشییدها، كما شدد التقرير على حاجة الأمم المتحدة والمنظمات غیر الحكومیة إلى موارد إضافیة لدعم عشرات الآلاف من الأُسر التي تحتاج إلى المساعدة العاجلة. ومع اقتراب فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبیر في اللیل، تحتاج الأُسر، وكثیر من الذین فروا من دیارهم وبحوزتهم لا شيء تقریباً، إلى مدافئ وبطاطین ولوازم فصل الشتاء الأخرى، وأن أكثر من 100 شريك في المجال الإنساني يقوموم حالیاً بتقدیم المساعدة إلى الأشخاص المتضررین من العملیات العسكریة الجاریة وفقاً للمبادئ الإنسانیة والحیادیة والنزاهة والإستقلال.
ولفت التقرير إلى أنه مع اقتراب وصول العمليات العسكرية إلى المناطق المكتظة بالسكان في مدینة الموصل، یشعر العاملون في المجال الإنساني بقلق متزاید حول قدرة الأُسر المتضررة من الصراع للوصول إلى بر الأمان والحصول على المساعدة، مؤكّدًا أنه في سیناریو حدوث أسوأ الإحتمالات، فقد یتعّرض ما یصل إلى ملیون شخص للخطر الشدید المتمثل بتبادل اطلاق النار والقناصة، وتلوث العبوات الناسفة والطرد القسري والإستخدام كدروع بشریة. وان سقوط ضحایا في صفوف المدنیین، وعدم القدرة على علاجهم، یشكل مبعث قلق شدیٍد، ومبيّنًا أن المجتمع الإنساني في العراق يشعر بالقلق العمیق إزاء محنة المدنیین، ومرة أخرى، وفي نهایة الشهر الأول من الحملة العسكریة على الموصل، یدعو جمیع أطراف الصراع إلى بذل قصار جهدهم لحمایة حقوق وأرواح المدنیین والإلتزام بالقانون الدولي الإنساني.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر