الرباط - المغرب اليوم
لأول مرة في مسار مجلس السلم والأمن، تقف الجزائر والمغرب على مسافة واحدة من جميع "القضايا الساخنة" بالقارة السمراء؛ فبحكم القانون تربع الطرفان، الاثنين، ممثلين بمحمد عروشي، الممثل الدائم للمغرب بالاتحاد، وإسماعيل شركي، رئيس المجلس، على رئاسة المؤسسة الإفريقية المعنية بحفظ الأمن، بحضور موسى فيكي رئيس المفوضية الإفريقية.
ولم يتأخر تفاعل الجزائري إسماعيل شركي مع مجالسة محمد عروشي، فقد أعرب في تغريدة له عن "سعادته بالنقاشات المثمرة والأجواء الإيجابية التي جمعته بالرئيس المؤقت الجديد، والتي تداولت بالأساس في "القيادة المشتركة والتشارك في التنفيذ"، بخصوص خطة التنمية المستدامة المسطرة من لدن الاتحاد القاري، برسم أجندة 2063".
وتنفيذا لمبدأ التناوب الدوري، منحت فرصة الرئاسة للمغرب الشهر الجاري، للمرة الأولى منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي. ومن المرتقب أن يصدر مجلس السلم والأمن قرارات حاسمة بخصوص تعليق عضوية السودان وقضايا أخرى، تتقدمها الصحراء.
وتعد هذه محطة الصدام الثانية داخل الاتحاد القاري في أقل من شهرين، بعد أن شهدت اللجنة التنفيذية لجمعية الأمناء العامين للبرلمانات الإفريقية خلافا حادا بين المغرب والجزائر، وانتهى الأمر بانتخاب عبد الوحيد خوجة، الأمين العام لمجلس المستشارين، نائبا ثانيا للأمين العام للجمعية الوطنية لكوت ديفوار، بعد مناوشات عديدة مع الوفد الجزائري.
وفي السياق، أورد مصدر دبلوماسي مغربي أن "المغرب سيشارك خلال الدورة الحالية لمجلس السلم والأمن كرئيس بقوة القانون، إلى جانب الرئيس الجزائري إسماعيل شركي، ولكل طرف مقاربته في حل الملفات"، مسجلا أن "تعاطي الاثنين يتراوح بين الكلاسيكية والتجديد"، مشيرا إلى أن "مقاربة المغرب في فض النزاعات تعتمد على عنصر الاستباق".
وأضاف المصدر، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الجزائري شركي يعتمد بالأساس على نقاش الأمور بعد وقوعها مثل الأحداث الجارية حاليا بين دول رواندا وأوغندا إثيوبيا والصومال وإيرتيريا، وهي مقاربة متجاوزة بالنسبة للمغرب، الذي يفضل متابعة جميع أمور القارة ومحاولة التعاطي معها قبل وقوع المشاكل".
وأوضح مصدرنا أن "عبارات الود التي عبر عنها الطرف الجزائري لا معنى لها؛ فإسماعيل شركي، ومن خلال التعامل الدائم معه داخل ردهات الاتحاد الإفريقي، يحتفظ بنفس رأي العسكر"، مشددا على أن "المفترض فيه هو الحياد، لكن في عديد المحطات سجل له الانحياز إلى صالح أطراف معادية للمغرب".
وقد يهمك أيضاً :
مُشاركون يدعون إلى إصلاح مجلس لسلم والأمن باعتباره-مؤسسة رئيسية في أفريقيا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر