الرباط - رشيدة لملاحي
أثار موقف وزير العمل المغربي محمد يتيم، بشأن حضور ضيوف يساريين مؤتمر شبيبة حزب العدالة والتنمية في مدينة فاس، جدلًا واسعًا، حيث ردّت بعض القيادات داخل حزب "المصباح" بقوة على هذا الموقف، وصلت إلى حد تقديم اعتذار إلى شخصيات يسارية ساندت حزبهم في مراحل سياسية صعبة وتضامنت مع الشباب المعتقلين ودافعت عنهم. وحذّرت البرلمانية آمنة ماء العينين، من هدم مسار تقارب الإسلاميين واليسار الذي بُني في عهد رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، قائلة"بكل الحسرة والأسف، أول ما فعلته هذا الصباح هو الاتصال بالصديقين العزيزين حسن طارق ولطيفة البوحسيني للاعتذار".
وأضافت ماء العينين، "اعتذار حملته كل ما تعنيه لي صداقة شخصين استثنائيين في كل شيء، شخصان لن يعرفهما إلا من أحتك بهما احتكاكًا إنسانيًا قبل أن يكون سياسيًا أو فكريًا"، مؤكدة"وجدتهما راقيين كبيرين متحملين لكل ما يصيبهما من أذى نتيجة استقلالية مواقفهما من رفاق الدرب قبل أن تنالهما نيران من لم يمنحوه إلا الدعم على قاعدة مشترك النضال الديمقراطي رغم اختلاف المرجعيات والايدولوجيا".
وقالت البرلمانية عن حزب"المصباح"، إن الأمين العام للحزب بن كيران لعب دورًا استثنائيًا في إحداث تقارب بين مختلف التوجهات إسلامية ويسارية وليبرالية وشعبية في أفق بناء تيار قوي يخترق كل الحساسيات يرفع أولوية الديمقراطية والإصلاح السياسي وتأمين مناخ التداول السياسي دون أن يمس ذلك بالحق في الاختلاف الفكري والإيديولوجي حيث من حق الجميع تأطير المجتمع بما يراه مناسبًا لتكون الكلمة الفصل للمواطنين أنفسهم".
وتابعت المتحدثة نفسها توضيحها، "لا نريد أن نهدم كل ما حققناه على هذا المسار،بل نطمح لتوسيع هذا التيار الذي يخترق أوصال كل التنظيمات وكل الفئات الاجتماعية،بحس ديمقراطي يدبر الاختلاف برقي"، مشيرة إلى أن "البوحسيني وطارق وغيرهم دعموا حزب العدالة والتنمية وتجربة بن كيران فيما آمنوا أنه يخدم المشروع الديمقراطي،ولم يتوانوا عن انتقاد ما يعتبرونه مناقض للدستور والديمقراطية في تجربة بنكيران وتجربة الحزب انسجاما مع قناعاتهم".
وفي ردها على اتهامات الوزير يتيم، أكدت ماء العينين"البوحسيني وحسن طارق(الذي لم يكن أصلا حاضران في ملتقى الشبيبة)لا يدفعون الحزب للتصادم مع الملكية، وأعتبر مجرد التلميح لذلك خطأ، كما أنهم لا يبحثون في بنكيران عن بنبركة أو غيره وانما عبروا دائما على أن بنكيران تجسيد للارادة الشعبية التي لا يقبل المنطق الديمقراطي الالتفاف عليها رغم الاختلاف في المرجعيات"، مشددة على أن"لطيفة البوحسيني وحسن طارق دعما الحزب في أحلك اللحظات حيث انفض من حوله الجميع وأدوا في مقابل ذلك من علاقاتهم ورصيدهم داخل صفهم السياسي والفكري حيث بنيا رصيدا كبيرا لا يقبل التبديد".
وذكرت البرلمانية المذكورة بمواقف الناشطة اليسارية البوحسيني التي ترأست لجنة دعم شباب "الفايسبوك" المعتقلين في الوقت الذي صمت فيه الكثيرون ولم يتخذوا موقفا واحدا علنيا لدعمهم ورفع الظلم عنهم"، مضيفة"وكأني برفاقهم يشمتون فيهم اليوم ألم ننتقد دائما دعمكم لتجربة "الاسلاميين" كما يتكلمون؟قلنا دائما أن هذا الحزب ليس محفظا في اسم أحد،وليس في ملك مناضليه ولا قياداته، إنه رصيد مجتمعي وحزب مفتوح من حق الجميع أن ينظر إليه كما يشاء وأن ينتقده كما يشاء،إنه ليس حزب الملائكة المنزلين،مرة أخرى عذرا أيها الأصدقاء،لا تؤاخذونا رجاء".
يذكر أن الوزير محمد يتيم قال في مقال نشره الموقع الكتروني لحزب العدالة والتنمية، "إذا كانت المناضلة الغيورة السيدة البوحسيني أو السيد حسن طارق أو السيد عبد الصمد بلكبير لهم رأي آخر، أو كانوا - لا سمح الله - يبحثون في العدالة والتنمية عن ذلك الحزب الذي افتقدوه في اليسار، وفِي أمينه العام عن المهدي بن بركة، أو ابراهام السرفاتي، فليس حزب العدالة والتنمية الذي خشية أن ينعت بـ"المخزنية" سيرضى لنفسه أن يضطلع بدور كاسحة ألغام، ولا بالذي سيتطوع بالعودة بالبلاد إلى تاريخ تنازع وصدام مع الملكية أكل فيه أوفقير الثوم بفم حركة بلانكية وأنتجت سنوات رصاص كان يضرب في الاتجاهين" .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر