الدار البيضاء - فاطمة زهراء ضورات
أشادت صحيفة أسترالية بأحمد عبادي، الأمين العام للربطة المحمدية للعلماء في المغرب، ومقاربته في مكافحة التطرف العنيف. وكتب الصحفي و الباحث كريك شيريدان المختص في تحليل الشؤون الخارجية في صحيفة "ذا أستراليان"، في مقال له خصص لاستعراض طرائق التعامل مع ظاهرة الارهاب، والتطرف العنيف على خلفية الأحداث الارهابية التي هزت العاصمة البريطانية لندن مؤخرا. واستعرض الصحافي في مقالته المقاربة التي تبنتها كل من الأردن والمملكة المغربية لمكافحة التطرف العنيف، وتنامي التهديدات الارهابية في العالم، وقال: " قبل أسابيع، زرت مدينة الرباط، و كنت في حديث رائع خلصت منه الى تفسير مناقض تماما للعقلية العربية. ففي مكتب يطل على مدينة الرباط العريقة، دخلت في نقاش مطول مع الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وانصب نقاشنا حول الكيفية التي استطاع بها المغرب على المستوى الرسمي والشعبي من تعميم الفكر المناهض للتطرف العنيف".
و أشار الصحفي الى أن عددا من المغاربة المقيمين بأوربا أصبحوا متطرفين، وحوالي 3000 شاب مغربي التحقوا ببؤر التوتر في العراق وسوريا،وأكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في حديثه أن قوة المملكة المغربية تمكن في أنها لم يسبق لها أن استعمرت من طرف الامبراطورية العثمانية، وهو الأمر الذي مكنها من ترسيخ تقاليدها المتميزة في الاسلام، والاعتدال الذي يجسده النظام الملكي."
وتعقيبا على سؤال للصحفي الاسباني حول أسباب التحاق عدد من المسلمين بالتيارات المتطرفة، قال عبادي " لا يوجد شيء أكثر خطورة من الشاب الذي يحس بالملل والغضب، ثم يأتي أحد ما ليمنح له بعض المرح، ويربطه بالمبادئ الكبرى"، في اشارة الى الطريقة التي تستقطب بها الجماعات المارقة الشباب الذي يعاني من الاحباط و اليأس.
وتنامي التطرف العنيف في العالم مرده حسب الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الى الوصمة، و "الجراحات التسعة"، التي تعاني منها المجتمعات الاسلامية القائمة على التظلمات المتكررة، والتي تروج لها الجماعات المتطرفة في محاولة لكسب التعاطف واستقطاب الشباب، ومنها: نظرية التآمر على العالم الإسلامي، ثانيا قضية الخلافة العثمانية، ثالثا يأتي تنظيم "داعش" بإحصاءات الضحايا والقتلى في الاستعمار، وأنه ليس هناك جبر للضرر ولا مصلحة، ثالثا إسرائيل وما ترتكبه في حق الفلسطينيين، رابعا المعايير المزدوجة في الأمم المتحدة وغيرها، خامسا إهانة المسلمين في وسائل الإعلام الغربية، سادسا هذا "الكوكتيل" العراقي الأفغاني البوسيني البورمي الهرسكي الوسط أفريقي، سابعا الاختراق القيمي، وثامنا نهب الثروات، وتاسعا ما سمونه "تحريف الجغرافيا والتاريخ"، وعاشرا أن نسخة من القرآن أحرقت في مكان ما.
وأكد عبادي في حديثه مع الصحفي الأسترالي أن هذه الادعاءات في نهاية المطاف هي التي تعرقل الثقافة السياسية الاسلامية"، مشيرا الى أن " القرآن يضم أزيد من 6000 آية قرانيه، 250 منها فقط أي 4 في المائة هي التي تخص الأحكام، فيما تصب 96 في المائة من الآيات المتبقيات في معاني الحب، والاخاء، والتي أهملتها الجماعات المتطرفة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر