نددت دول عربية، الأربعاء، بالهجوم الإرهابي الذي شنته ميليشيات الحوثي الموالية لإيران على مطار أبها جنوبي السعودية، وأسفر عن إصابة 26 مسافرًا مدنيا بجروح، مؤكدة وقوفها إلى جانب الرياض وتأييدها لكل الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها.
ودانت البحرين الهجوم، إذ غرد وزير خارجيتها، الشيخ خالد بن أحمد عبر تويتر: "استهداف الاٍرهاب الحوثي لمطار أبها الدولي هو تصعيد خطير تم بسلاح إيراني، وأدى إلى وقوع إصابات بين الأبرياء"، قائلًا: " "المطلوب هو موقف دولي واضح وصارم تجاه الاٍرهاب الحوثي والدعم الإيراني المتوفر له".
الإمارات والسعودية في صف واحد
ودانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الحوثي بمقذوف عسكري على المطار، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، واعتبرت وزارة الخارجية الإماراتية في البيان الهجوم "دليلا جديدا على التوجهات الحوثية العدائية والإرهابية والسعي إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة".
أقرأ أيضا :
التحالف العربي يُحقِّق بإعلان الحوثيين سقوط قتلى مدنيين في صنعاء
وجددت الوزارة "تضامن الإمارات الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ووقوفها مع الرياض في صف واحد ضد كل تهديد لأمن واستقرار المملكة، ودعمها كافة الإجراءات في مواجهة التطرف والإرهاب الحوثي، ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها".
وأضافت "أن أمن دولة الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كل لا يتجزأ وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار في الإمارات"، وأعربت عن أمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
"تصعيد خطير"
كما أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الإجرامي الآثم الذي تعرض له مطار أبها في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وأدى إلى إصابة عدد من الأبرياء"، موضحة أن "هذا الاعتداء الآثم الذي يستهدف أمن المملكة وأمان شعبها الشقيق يمثل تصعيدا خطيرا وتقويضا للجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الكويتية "كونا".
وأكدت الكويت "وقوفها التام إلى جانب الأشقاء في السعودية، وتأييدها ومساندتها لها في كل ما تتخذه من إجراءات لصيانة أمنها واستقرارها".
مصر مع السعودية
وفي القاهرة، دانت الخارجية المصرية في بيان بـ"أشد العبارات استهداف ميليشيات الحوثي في اليمن لمطار أبها الدولي"، حيث أكدت مصر "وقوفها حكومة وشعبا مع حكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة أي محاولة لاستهداف أمنها واستقرارها"، مشددة على ضرورة الوقف الفوري لأي استهداف للأراضي السعودية.
وأعرب البيان عن تمنيات مصر بسرعة الشفاء للمصابين، مؤكدا أن مثل تلك الهجمات التي تستهدف المطارات الدولية، تمثل خرقا صارخا لكافة القوانين والأعراف الدولية، داعية المجتمع الدولي "للعمل على التصدي لكافة الأعمال الإرهابية، التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة".
"عمل إجرامي"
من جانبه، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "العمل الإجرامي الخطير" الذي استهدف المطار، مؤكدا "وقوف فلسطين إلى جانب شقيقتها المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا في مواجهة هذه الاعتداءات".
وطالب عباس "الجميع" بإدانة هذه الأعمال والوقوف بحزم بوجهها ومن يقف خلفها، لقطع الطريق على تحقيق أهدافها الخبيثة.
وكان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، قد أفاد في وقت سابق الأربعاء، بأن 26 شخصا أصيبوا، بينهم نساء وأطفال، من جراء سقوط مقذوف حوثي على صالة القدوم بمطار أبها، جنوب غربي السعودية.
ضرب مطار أبها بـ"كروز".. جريمة جديدة تشهد على الحوثيين
في واقعة خطيرة، أعلنت ميليشيات الحوثي الإرهابية استخدام صاروخ "كروز"، ضد مطار دولي بالمملكة العربية السعودية، مما يبرز مجددا إصرار الميليشيات، وداعمتها إيران على استهدف المدنيين وتهديد أمن المنطقة، ويستلزم، وفق خبراء، وضع حد لمسألة سيطرة الميليشيات على ميناء الحديدة باليمن، الذي تمر عبره الأسلحة الإيرانية الفتاكة.
وكان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أعلن في وقت سابق، الأربعاء، إصابة 26 مسافرا، بينهم نساء وأطفال، من جراء سقوط مقذوف حوثي على صالة القدوم في مطار أبها الدولي، فضلا عن إلحاق بعض الأضرار المادية.
وذكر المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، أن الجهات العسكرية والأمنية تعمل على تحديد نوع المقذوف الذي تم استخدامه بالهجوم الإرهابي، مشيرا إلى أن الميليشيات الانقلابية أعلنت عبر أذرعها الإعلامية مسؤوليتها عن الاعتداء الإرهابي وقالت إنه نفذ عبر صاروخ "كروز"، ويعني الإعلان الحوثي الصريح اعترافا بمسؤولية كاملة باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية، الأمر قد يرقى إلى جريمة حرب، وفق المالكي.
وتوعد التحالف العربي بالرد الصارم بشكل عاجل وآني، لردع الميليشيات الإرهابية، بما يتوافق مع القانون الدولي.
وسبق أن هاجمت الميليشيات الحوثية أهدافا مدنيا واقتصادية في السعودية، كان أحدثها في مايو الماضي، وطالت الهجمات التي نفذت بواسطة طائرات مسيره، محطتي ضخ للبترول تابعتين لشركة "أرامكو".
إصرار إيراني على استهداف المدنيين
ويقول الخبير في العلاقات الدولية، محمد آل زلفة، في حديث إلى "سكاي نيوز عربية"، إن" إيران الدولة الإرهابية في المنطقة لا تلتزم بأي شيء من أخلاق الحروب فلا تمتنع عن استهداف المناطق الحيوية الآهلة في السكان"، مشيرا إلى اعتداءات ذراعهم (ميليشيات الحوثي) على منشآت مدنية في السعودية.
وتساء آل زلفة: "ما دام لدى الميليشيات هذا السلاح المتقدم، فلماذا تستهدف المناطق المدنية، مثل مطار مدني يعج بآلاف المسافرين؟"، مؤكدًا أن الحوثيين، ومن قبلهم نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لم يمتلكوا في السابق هذه الأسلحة المتقدمة، وإنما جرى تهريبها عبر ميناء الحديدة الذي تسيطر عليها الميليشيات.
وتوقع أن تكون الحديدة ومينائها الهدف التالي للتحالف العربي في اليمن، ذلك أنها المنفذ الأساسي لتهريب هذه الأسلحة الإيرانية، معتبرًا أن ما تعرض له مطار أبها جريمة تستوجب الرد من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليس ضد الحوثيين فحسب، بل ضد إيران، التي تزودهم بهذه الأسلحة المتقدمة.
الحل في الحديدة
ومن جانبه، قال الخبير العسكري، يحيى أبو حاتم في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، إن إيران رمت بكل ثقلها وراء هذه الميليشيات، وأصبحت تهدد بواسطتها أمن المنطقة والملاحة الدولية، لافتًا إلى أن الجماعة التي لم ترتدع عن قتل المدنيين اليمنيين وتفجير منازلهم على رؤوس ساكنيها، فمن المتوقع منها أن تستهدف كل ما هو مدني.
وأشار: "نحن في مواجهة مع إيران لكن عن طريق هذه الجماعة، وعليه يجب أن نعمل على منع وصول الدعم الإيراني لهذه الجماعة عن طريق تحرير مدينة الحديدة. لم يعد هناك مجال لبقاء الميناء في قبضة الميليشيات".
رسائل الميليشيات
أما الخبير العسكري، أحمد الشهري، فقال لـ"سكاي نيوز عربية" إن استهداف المطار يجب أن يوجه رسالة إلى الأمم المتحدة التي لا تزال تدلل هذه العصابة الإرهابية منذ 5 سنوات ولم تجرمها، ورسالة إلى المبعوث الدولي لليمن، مارتن غريفيث، الذي لا يزال يدافع عن هذه العصابة التي أثبتت بهذا الهجوم أنها ميليشيات إرهابية، معتبرًا أن الهجوم على المطار السعودي رسالة إلى الشرعية اليمنية حتى لا تتعلق بآمال السلام عبر اتفاق ستوكهولم، الذي استغلته الميليشيات الانقلابية من أجل التقاط الأنفاس لزيادة الحشد واستعمال الأسلحة الجديدة، مؤكدًا أن الهجوم يثبت للتحالف العربي والدول العربية مرة أخرى أن الميليشيات لا تسعى إلى السلام بل تستهدف المدنيين.
وقد يهمك أيضاً :
تحالُف دعم الشرعية يُحذِّر الحوثيين مِن المماطلة في تنفيذ "اتفاق استوكهولم"
المالكي يؤكد أن المليشيا الحوثية حاولت استهداف البرلمان اليمني وتفجير الخزان العائم للنفط
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر