برز اليوم الأربعاء، استياء شعبي واسع في مضايا من عملية التغيير الديموغرافي في سورية باتفاق تمَّ مع إيران برعاية قطرية، فيما تجددت الاشتباكات في محيط مطار الطبقة العسكري مع قصف مدفعي وجوي متجدد يرافق الاشتباكات العنيفة ومعارك الكر والفر في ريف حماة الشمالي، وأيضًا تجدد الاشتباكات على محاور شرق دمشق، وقصف للقوات الحكومية على مدينة درعا .
فقد أفادت مصادر سورية مطلعة بأن استياءً واسعاً ومتصاعداً يسود مدينة مضايا المحاصرة من قبل القوات الحكومية و"حزب الله" اللبناني في ريف دمشق الشمالي الغربي، وأكدت مصادر موثوقة من داخل المدينة أن الاستياء أثير بسبب عملية التغيير الديموغرافي في منطقتي مضايا والزبداني، والتي تم الشروع بتطبيقها من خلال اتفاق مع إيران وبرعاية قطرية، حيث يقوم الاتفاق حول الزبداني ومضايا في ريف دمشق وكفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي الشرقي، ومخيم اليرموك في جنوب العاصمة دمشق. وينص الاتفاق على:
* إخلاء كامل الفوعة كفريا بمدة زمنية قدرها٦٠ يوم على مرحلتين في مقابل اخلاء الزبداني وعوائل الزبداني في مضايا والمناطق المحيطة إلى الشمال.
* وقف إطلاق النار في المناطق المحيطة بالفوعة ومنطقة جنوب العاصمة ( يلدا ببيلا بيت سحم )
* هدنة لمدة ٩ أشهر في المناطق المذكورة أعلاه
* إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المذكورة بدون توقف، إضافة لمساعدات لحي الوعر في حمص.
* إخلاء ١٥٠٠ أسير من السجون السورية من المعتقلين على خلفية أحداث الثورة ( في المرحلة الثانية من الاتفاق ) بدون تحديد الأسماء ( لصعوبة التفاوض على الملف مع النظام
* تقديم لوائح مشتركة من الطرفين بأعداد و أسماء الأسرى للعمل على التبادل
* إخلاء مخيم اليرموك ( مقاتلين للنصرة في المنطقة )"".
وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه من المنتظر أن يجري عند الساعة الثانية عشرة من منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء الماضية، بدء تطبيق وقف إطلاق النار في مناطق مضايا والزبداني والفوعة وكفريا وجنوب دمشق وريف العاصمة الجنوبي، كبادرة حسن نية بين الأطراف المتفقة من جيش الفتح وحزب الله اللبناني والإيرانيين، على أن يبدأ تطبيق الاتفاق في الرابع من شهر نيسان / أبريل المقبل من العام الجاري 2017.
وعلم المرصد أن القوات الحكومية المدعومة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية واصلت معاركها ضد تنظيم "داعش"بريف حلب الشرقي ، في محاولة تحقيق مزيد من التقدم في الريف الشرقي لدير حافر على حساب التنظيم، حيث تمكنت القوات الحكومية من التقدم في قريتين وتلة قرب منطقة المهدوم القريبة من مطار الجراح العسكري، وكان المرصد نشر قبل ساعات أن "مجموعات النمر" بإسناد من قوات النخبة في حزب الله اللبناني تمكنت من التقدم والسيطرة على قرية جب ماضي وصوامعها على طريق منبج - المهدوم - مسكنة، وقرية الزكية غرب منطقة المهدوم، متقدمة بشكل أكبر نحو مطار الجراح العسكري حيث باتت نحو 3.5 كلم تفصل القوات الحكومية على هذا الطريق عن المطار العسكري الذي يعرف أيضًا بمطار كشيش العسكري، الواقع في ريف حلب الشرقي، والذي يعد أهم معسكرات تنظيم "داعش" في سورية. وأبلغ سكان من المناطق المحيطة بالمطار، نشطاء المرصد السوري في حلب، أنهم شاهدوا طائرة على الأقل، تحلق على علوٍ منخفض، في أجواء المنطقة، بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد بها السكان تحليق لطائرة تقلع من المطار على علو منخفض، وأبلغت المصادر الموثوقة ذاتها، المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم "داعش" استولى على هذه الطائرات، بعد سيطرته على المطارات العسكرية التابعة للنظام في محافظتي حلب والرقة، ولم تؤكد هذه المصادر، ما إذا كان التنظيم يمتلك صواريخ لاستخدامها بشكل هجومي.
وفي محافظة الرقة، استمرت الاشتباكات العنيفة خلال ساعات الليلة الفائتة، بين عناصر تنظيم "داعش" من جهة، وقوات سورية الديمقراطية المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جهة أخرى، في الجهة الشمالية من مطار الطبقة العسكري، إثر محاولة من الأخير التقدم في المنطقة، حيث ترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين الطرفين، تمكنت خلالها قوات سوريا الديمقراطية من رصد الطريق الواصل بين الطبقة والرقة والآتي من ريف حلب الشرقي، كما جرى تشييع مقاتلين اثنين من قوات سورية الديمقراطية، قضيا في معارك بريف الرقة ضمن عملية "غضب الفرات" المستمرة منذ الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، كذلك نفذت الطائرات الحربية بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، غارة على مناطق في أطراف مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" ، ولم ترد أنباء عن إصابات.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة أن طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي هي من استهدفت وقتلت المهندس السوري أحمد الحسين -القائم على تسيير أمور سد الفرات وإدارتها، مع فني آخر. وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد فإن استهداف الحسين جرى عند الساعة الثانية من والنصف من بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، الـ 28 من آذار / مارس الجاري من العام 2017، حيث تم استهدافه مع مجموعة مرافقة له بينهم فنيون آخرون من الفريق الفني لسد الفرات، في منطقة مساكن الطبقة، من قبل طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، وأكدت المصادر أن الاستهداف حدث، خلال خروج الحسين من أحد المباني في منطقة مساكن الطبقة، برفقة 12 شخصاً آخر، حيث تأكد مقتل الحسين مع فني آخر، في حين أصيب آخرون بجروح، بينما لا يزال مصير البعض الآخر من المجموعة المستهدفة مجهولاً إلى اللحظة، في حين كانت نحو 50 عائلة نازحة من محافظة الرقة ومدينتها، تمكنت قبل 3 أيام من الوصول إلى مدينة الميادين التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في الريف الشرقي لدير الزور، حيث رصد نشطاء المرصد قيام التنظيم بإيوائهم في مدارس، ومن ضمن النازحين، عوائل لمقاتلين من تنظيم ، حيث جرى إسكانهم في منازل كان استولى سابقاً.
وافادت مصادر موثوقة في مدينة الرقة، عن قيام التنظيم بسحب المئات من مقاتليه من المدينة، وأرسلهم إلى جبهات القتال مع القوات الأميركية الخاصة وقوات سورية الديمقراطية وقوات النخبة العربية في ريف الرقة، فيما لم يتمكن نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى الآن من التمكن من معرفة الوجهة التي جرى إرسال المقاتلين الـ 900 إليها. عملية السحب هذه جاءت بالتزامن مع تصاعد وتيرة القتال بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة العربية المدعمتين بالتحالف الدولي من جهة، وتنظيم "داعش" على عدة جبهات في أرياف الرقة الشرقية والشمالية الشرقية والغربية، والتي توازت بدورها مع عملية تجهيز مدافع أميركية ومرابضها إضافة الى مرابض راجمات الصواريخ، في نطاق التحضير لمعركة الرقة الكبرى بعد استقدام قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي والقوات الأميركية المرافقة للعملية، لتعزيزات من مقاتلين وآليات، وإدخال التحالف الدولي لمئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين والعشرات من الجنود في القوات الأميركية الخاصة ، للمشاركة في معركة الرقة الكبرى، حيث رصد نشطاء المرصد السوري مرور مئات الآليات العسكرية القادمة عبر معبر سيمالكا في الشرق والذي يربط بين الجزيرة السورية وإقليم كردستان العراق، متجهة نحو الرقة. وأثارت هذه التحضيرات حفيظة تنظيم "داعش" الذي أعلن لمجموعات مقاتليه على محاور القتال مع قوات سورية الديمقراطية والقوات الأميركية المرافقة لها، عن جائزة نقدية تبلغ "20 دينارًا ذهبيًا" التي تعادل نحو 4 آلاف دولار أميركي، لأية مجموعة تنجح في قتل مقاتل أميركي أو أجنبي في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأميركية التي ترافقها.
وأكدت مصادر مطلعة أن تنظيم "داعش" استغل خلال الفترة المنصرمة، فرضه "الزي الأفغاني"، محتمياً بالمدنيين في مدينة الرقة ومتخذاً إياهم كـ "دروع بشرية" في تسهيل عملية تنقله داخل أحياء مدينة الرقة دون استهدافه من قبل التحالف الدولي وطائراته، ومن أجل تسهيل عملية تحرك هذه العناصر والقيادات من وإلى مدينة الرقة، عبر تمويه المدينة بإلباسها لباس عناصر تنظيم "داعش". وتحدثت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان مع بداية تطبيق "قرار اللباس الأفغاني"، عن مخاوفها من قيام تنظيم "داعش" باتخاذ المدنيين بشكل غير مباشر كدروع بشرية، عبر إيهام التحالف الدولي والطائرات الحربية والتحامي بالمدنيين، من خلال صبغ المدينة بصبغة لباس واحد، بعد أن كانت في وقت سابق عمدت لإجبار المواطنين على إطلاق لحاهم وحلق شواربهم، ويخشى الموطنون أن يتم استهداف المدينة من قبل الطائرات الحربية تحت ذريعة أنهم عناصر من التنظيم بسبب تشابه اللباس بينهما.
وفي محافظة دمشق، دارت ليل أمس اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في أطراف حي الحجر الأسود الخاضع لسيطرة التنظيم، ترافق مع قصف مكثف من قبل القوات الحكومية، على مناطق الاشتباك، كما قصفت القوات السورية بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء مناطق في حي جوبر عند أطراف العاصمة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. واستمرت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية من جانب آخر، إلى ما بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، إثر هجوم للفصائل على محاور في جرود القلمون الغربي، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية إلى اللحظة.
وقصفت القوات الحكومية بـ 10 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، مناطق في أطراف العاصمة دمشق، حيث استهدفت 6 منها مناطق في جوبر، فيما استهدفت الأربعة البقية مناطق في حي القابون، كذلك تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية من جانب آخر، على محاور في حي جوبر الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، ما تسبب في إعطاب عربة مدرعة للقوات الحكومية في أطراف الحي، ومعلومات عن خسائر بشرية جراء الاشتباكات والاستهدافات. كما استهدفت القوات السورية بالرشاشات الثقيلة مناطق في أطراف بلدتي جسرين وكفربطنا بغوطة دمشق الشرقية، كما دارت اشتباكات في جرود القلمون الغربي، ترافقت مع قصف للقوات الحكومية على مناطق الاشتباك ومناطق تواجد الفصائل، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن.
أما في محافظة درعا، فتدور منذ صباح اليوم اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور بلدة زمرين، ترافق مع قصف القوات الحكومية على مناطق في أطراف بلدة الحارة، بينما سقط بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض، أطلقته قوات النظام على منطقة في درعا البلد بمدينة درعا، ما أدى لأضرار مادية، في حين انفجرت عبوة ناسفة بدراجة نارية، على الطريق الواصلة بين الشومرة الشياح، ما أسفر عن سقوط جرحى ومعلومات مؤكدة عن أن مقاتلين قضيا في الانفجار هذا.
وفي محافظة حماه- المرصد السوري لحقوق الإنسان:: قصفت القوات الحكومية صباح اليوم مناطق في قرى الشير وارزة وبلحسين والمجدل وضهرة الشيحة بريف حماة الشما لي الغربي، ولم ترد معلومات عن إصابات حتى اللحظة، كما قصفت الطائرات المروحية صباح اليوم، بالبراميل المتفجرة، مناطق في بلدة حلفايا ومحيط قرية ارزة بريف حماة الشمالي، ما أدى لأضرار مادية، كذلك تدور منذ صباح اليوم اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب، وجيش العزة وكتائب أبناء الشام ومقاتلين آخرين من أحرار الشام والفرقة الوسطى وجيش النصر وفيلق الشام وجيش النخبة وأجناد الشام من جانب آخر، في محور قرية المجدل، ومحاور أخرى في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، وسط قصف مكثف من قبل القوات الحكومية على مناطق الاشتباك، كما تشهد منطقة تلة الشيحة معارك كر وفر بين الفصائل والقوات الحكومية. ارتفع إلى 5 عدد مقاتلي جيش مقاتل، ممن قضوا في قصف واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف حماة الشمالي، كما نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في قرى وبلدات خطاب وبلحسين وزور القصيعة وارزة، بالتزامن مع قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة صوران بالريف الشمالي لحماة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، حيث شهد الريف الحموي خلال اليوم أكثر من 60 غارة جوية استهدفت محاور القتال بين الفصائل والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها ومناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل بريف حماة.
أما في محافظة حمص، فقد تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محور جبل شاعر وحقل شاعر، ترافق مع قصف الطائرات الحربية والمروحية، وقصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك. وتعرضت مناطق في مدينة تلبيسة لقصف من القوات الحكومية، دون ورود معلومات عن تسببها بسقوط خسائر بشرية إلى الآن، كما ارتفع إلى 2 هما طفل وطفلة شقيقان عدد الشهداء الذين قضوا في القصف المدفعي على مناطق في تلبيسة من قبل القوات الحكومية، فيما نفذت الطائرات الحربية ضربات استهدفت مناطق في قرية عز الدين الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لحمص.
وفي محافظة إدلب، استشهدت طفلة متأثرة بإصابتها في قصف للطائرات الحربية على مناطق في مدينة خان شيخون قبل أيام في الريف الجنوبي لإدلب. وفي محافظة القنيطرة، قصفت القوات الحكومية بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، مناطق في بلدتي مسحرة ونبع الصخر في القطاع الأوسط في ريف القنيطرة، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر