أعلن وزير الشؤون المغاربية الجزائري عبد القادر مساهل، في ختام أعمال الدورة الرابعة للحوار الجزائري الأميركي حول الأمن ومكافحة التطرف، أن الطرفين تطرقا إلى الإجراءات المتخذة بشأن عودة المقاتلين الأجانب من بؤر التوتر. وأوضح مساهل في تصريحات صحافية، أن الدورة كانت فرصة لتقييم الوضع في المنطقة بشأن النزاع في كل من ليبيا ومالي ومكافحة الإرهاب والتطورات الأخيرة لبعض الحركات المتطرفة في المنطقة.
وذكر أن التعاون بين البلدين يتمُّ في إطار الآليات التي سُطرت في وقت سابق يقودها مسؤولون سامون من وزارة الدفاع والشؤون الخارجية والعدالة والأمن القومي والاستعلامات.
وعززت, الجزائر منذ مطلع العام الجاري, رقابتها الأمنية خاصة على حدودها الجنوبية والشرقية, تحسبا لعودة المقاتلين من عناصر تنظيم " داعش " إلى دول المغرب العربي, خوفا من تأثيراتهم على الوضع الأمني في الجزائر. ويُعتبر الجزائريون المقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" الأقل عددا مقارنة بنظرائهم التونسيين والليبيين والمغاربة.
وكشف وزير الشؤون الدينية الجزائري, محمد عيسى, في تصريحات صحافية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي, أن عدد الجزائريين الذين التحقوا بصفوف تنظيم "داعش" قليل جدا ولا يتجاوز 100 جزائري. ونجحت القوات الأمنية الجزائرية بالتنسيق مع الجيش الجزائري, في تفكيك شبكات دولية وخلايا تقوم بتجنيد الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفرضت رقابة أمنية مشددة على المساجد والجامعات.
وقال وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة, في تصريحات صحافية, لإذاعة الجزائر الدولية, إن عدد الجزائريين الذين التحقوا بساحات القتال في الخارج لا يتجاوز بعض العشرات".
واضاف في تصريح لإذاعة الجزائر الدولية، أن "كل السلطات عبر العالم تؤكد أن عدد الجزائريين في التنظيمات الإرهابية، على غرار تنظيم "داعش"، لا يتجاوز بعض العشرات فقط، وهم عمومًا من الجالية الجزائرية في الخارج". واعتبر وزير الخارجية الجزائري أن "نجاح الجزائر في منع تنظيم داعش من التجنيد يعود إلى نجاح التجربة الجزائرية والثقافة السياسية الجزائرية التي تعتبر التطرف العنيف انتحارًا جماعيًا لا علاقة له بالإسلام".
وعزَّزت الولايات المتحدة الأميركية, أخيرا تعاونها مع الجزائر, لوضع إطار تعاوني لتبادل المعلومات بين الدولتين لمواجهة تهديدات تنظيم " داعش" و" القاعدة " في ليبيا, وكذا استعراض النزاعات المستفحلة في المنطقة والعالم العربي، في إشارة إلى الوضع في ليبيا ومالي ودول الساحل.
وأكدت دراسة نشرها معهد واشنطن للدراسات، في 27 آذار/مارس الماضي، أن الولايات المتحدة ترمي من خلال التعاون في إطار تبادل المعلومات مع الجزائر وغيرها من الدول الإفريقية، وضع إطار تعاوني يسمح لها بالحصول على المعلومات الصحيحة من دون تخوف الأطراف الدولية، وأنه في سياق التعاون الجزائري الأميركي في مجال مكافحة الإرهاب والحرب، تم الاتفاق على برنامج أميركي لدعم قدرات الجيش الجزائري، من خلال القوات الأميركية في أفريقيا.
وتزامن هذا التقارب الأمني بين الجزائر وأمريكا مع التهديدات التي أطلقها زعيم ما يسمى بـ " أنصار الإسلام والمسلمين ", اياد أغ غالي الذي يتخذ من شمال مالي على الحدود مع الجزائر موقعا له, وصنف هذا ألأخير الولايات المتحدة الأميركية في خانة أعدائه. وقال إنه سيركز على "اعتماد مبدأ حرب العصابات في العمل العسكري مع استخدام أسلوب الحرب النظامية أحيانًا أي " المزاوجة بين الظهور والاختفاء بحسب المعطيات ".
وذكر المتحدث, في مقابلة مع صحيفة "المسرى" الصادرة عن تنظيم "القاعدة" في اليمن, أن جماعته العسكرية ستعتمد في الانتشار على أكبر رقعة جغرافية ممكنة, والسعي في استنزاف العدو باستهدافه في كل مكان يتواجد فيه، وتحريض الناس عليه، والحرص على كسب الحاضنة الشعبية وتمتين العلاقات معها، والحفاظ عليها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر