الرباط-رشيدة لملاحي
اختار نزار بركة المرشح بقوة لخلافة الأمين العام لحزب "الاستقلال" حميد شباط، في المؤتمر المقبل، مهاجمته عبر جريدة "العلم" الناطقة باسم الحزب، حيث لأول مرة سمح له بنشر رسالة وجه من خلالها انتقادات شديدة للوضع الداخلي.
ووصف بركة المحسوب على تيار حمدي ولد الرشيد، الوضع بـ"المأزوم والهش الذي يعتري الحزب بتداعياته المختلفة الداخلية والخارجية"، مشيرا إلى أن"الاستقلاليات والاستقلاليين، وهم يقيّمون اليوم حصيلة الحزب في أقاليمهم وعلى الصعيد الوطني والسياسي، ويتتبعون ما عاشه البيت الاستقلالي في الأشهر الماضية من غليان ونقد ذاتي وصحوة ومساعي، يجدون أنفسهم اليوم منخرطين لتجنب قيادة الحزب نحو المجهول في خيار إعادة الاعتبار للحزب ورص وحدة الصف، وفسح المجال امام الجميع للمساهمة في إعادة البناء وبلورة ملامح ومضامين المشروع الذي يقترحه، وبكيفية تشاركية".
وفي رسالة مشفرة الى الأمين العام لحزب"الميزان"، كشف نزار بركة أنه ليست المؤتمرات الإقليمية فقط استحقاقا تنظيميا اعتياديا في تدبير زمن وصيرورة المؤتمر العام، وإنما هي بالأساس اللحظة التي ينطلق فيها مسلسل التقييم والمحاسبة والنقد والنقد الذاتي، والاختيار الحر للمشروع الذي نرتضيه للحزب، وللمناضلات والمناضلين، اختيار الأجدر لقيادة وتفعيل هذا التغيير، قبل أن يستكمل هذا المسلسل دورته خلال المؤتمر العام".
وعادت حرب الاتهامات من جديد، بين قيادات حزب الاستقلال، بعد فترة هدنة، حيث اتهم حميد شباط، نزار بركة، بقيادة انقلاب عليه داخل نقابة الاتحاد العام للعمال، الذراع النقابي لحزب الاستقلال. وحصل معارضو الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، المحسوبون على جناح حمدي ولد الرشيد، على الوصل "الترخيص" القانوني للتنظيم النقابي الجديد المنشق عن نقابة الاتحاد العام للعمال، بزعامة الكاتب العام الجديد، النعم ميارة.
واعترض الكافي الشراط الكاتب العام للنقابة المحسوب على جناح حميد شباط، على الإجراءات القانونية لاستعادة الحساب البنكي، الذي تم استرجاعه، الذي أصبح تحت ترس القيادة الجديدة للنقابة، وتستعد قيادات التنظيم النقابي الجديد لمعركة الدخول للمقر العام للنقابة في الرباط، الذي ما زال تحت سيطرة أنصار زعيم حزب"الميزان".
وعادت خلافات قيادات "حزب الاستقلال" من جديد إلى الواجهة، رغم تنازل الأمين العام لحزب "الميزان" وتعديل قوانين الترشح للأمانة العامة، عقب الحديث عن الصلح والسعي إلى الحفاظ على وحدة الحزب، إلا أن انقلاب قياديين بارزين في نقابة الحزب وانتفاضهم بتأسيس تنظيم نقابي جديد، أربح حسابات أنصار حميد شباط.
وكان معارضو زعيم الأمين لحزب الاستقلال، قد وجهوا إليه صفعة قوية، بانتخاب النعم ميارة ابن عم القيادي حمدي ولد الرشيد، كاتبًا عامًا للنقابة خلال أعمال المؤتمر الاستثنائي لنقابة الاتحاد العام للعمال في المغرب، ومنحت سلطات الرباط الوصل القانوني للتنظيم النقابي الجديد، الذي استطاع استقطاب عدد من القيادت النقابية لحزب"الميزان".
وكان حميد شباط قد وافق بعد معارك مع معارضيه، على تعديل مادتين من القانون الأساسي للحزب، لوضع حدًا للخلافات الداخلية بمصادقة أعضاء المجلس الوطني بالاتفاق على مقترح بتعديل المادتين 91 و54 من النظام الأساسي للحزب، يسمح بفتح ترشيح لسباق الأمانة العامة في وجه كل أعضاء المجلس الوطني باقتراع سري بأغلبية الأصوات، بشرط أن يكون المترشح قد سبقت له العضوية في اللجنة التنفيذية واحدة على الأقل، معلنًا أن عضوية اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام فتحت أبوابها أمام كافة أعضاء المجلس الوطني.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر