الرباط - المغرب اليوم
افتتحت الدورة الثانية لمهرجان ابن بطوطة الدولي ، مساء أمس الخميس في طنجة، حيث تنعقد من 09 إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في مسقط رأس الرحالة المغربي، تحت شعار "طنجة، مدينة السلام والتسامح والأخوة بين جميع الشعوب"، وأكّد الرئيس الفخري للجمعية المغربية ابن بطوطة، التي تنظم هذه المبادرة بهدف النهوض بقيم السلم والتفاعل الثقافي في العالم، محمد دكاك، أنّ هذه الدورة تندرج في إطار التوجيهات الملكية السامية لاستثمار الرأسمال اللامادي الذي تزخر به المملكة
وأضاف أن هذه التظاهرة تشكل مناسبة لجعل الفن والإبداع وسيلة للتواصل والتفاعل بين الحضارات، مشيرًا إلى أن "مستقبل الشعوب يكمن في التعايش والأمن"، وأشاد دكاك بانخراط وإسهام مختلف الفاعلين والفنانين الذين قدموا من السعودية والإمارات وباكستان وفنلندا والفلبين والنرويج والولايات المتحدة، في إغناء هذه الدورة والتعبير عن تشبثهم بقيم السلم
وأكد الرئيس المؤسس للجمعية المغربية ابن بطوطة، السيد عزيز بنعمي، أن هذا الحدث الثقافي والفكري البارز يحظى بتجاوب كبير من قبل الفاعلين المحليين والدوليين والمجتمع المدني بالنظر لمهمته المتمثلة في تعزيز الحوار بين الشعوب والثقافات، مشيرًا إلى أن الجمعية تتطلع إلى جعل هذا المهرجان منتدى فكريا وحضاريا مشعا على الصعيد العالمي، موضحًا أن هذه الدورة تقترح برنامجا غنيا ومتنوعا بمشاركة فنانين ومبدعين مرموقين سيناقشون عددا من المواضيع المرتبطة على الخصوص بالإرث التراثي للرحالة المغربي ابن بطوطة
وأضاف أن الجمعية "واعية تماما بأن البعد الثقافي والفني والإدراكي يشكل أساس أي تنمية، كما جاء في الخطاب الملكي لسنة 2014 بمناسبة عيد العرش"، وأشاد ممثل الطائفة اليهودية بطنجة، السيد صامويل بوربل بسياسة الملك محمد السادس، التي تمكن كافة المغاربة من العيش كمواطنين متساوين يتمتعون بنفس الحقوق ويخضعون لنفس الواجبات دون اعتبارات نوعية أو إثنية أو دينية
وأوضح أن هذه التظاهرة التي تنهض بالتعدد والتنوع، تعد ثمرة لهذه السياسة، مشيدا بالمشاريع التي يقودها الملك من أجل إعادة تأهيل وصيانة مقابر اليهود في أصيلة وطنجة، ودعت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب آنا فونسيكا إلى جعل التنوع الثقافي إرثًا جماعيًا، مؤكّدة أن التنوع الثقافي يطرح العديد من التحديات ، مشيرة إلى أن "الجواب على هذه التحديات لا يكون بطمس الاختلاف بل فهم كيف يمكن للحوار وتقاسم المعارف والقيم والأفكار أن تصبح إرثا جماعيا، وأضافت ممثلة المنظمة الدولية للهجرة أن التنوع الثقافي يشكل محركا للحياة العصرية التي تثري الأمم، معتبرة أن "التعددية الثقافية التي تغذيها الهجرة، تساهم في تنمية المجتمعات كيفما كانت اختلافاتها على مستوى الثقافة والهوية أو العقيدة".
وقالت فونسيكا "إننا نعيش في عالم شمولي ومتنوع لأنه يتحرك ويتطور مع موجات الهجرة"، مشيرة إلى أن "تنوع جنسيات مختلف المتدخلين في هذا المهرجان يعكس الغنى الثقافي الذي توفره الرحلة لمجتمع ما"، مضيفة أن المنظمة الدولية للهجرة، وبغية تعزيز هذا التنوع، أعدت العديد من البرامج بهدف تحسيس مجتمعات الاستقبال بضرورة إبراز المساهمات الإيجابية للمهاجرين وتسهيل اندماجهم الاجتماعي، ومشيدة بهذه المناسبة باتفاقية التعاون الموقعة بين المنظمة والجمعية المغربية ابن بطوطة، في إطار برنامج "فرصتي"، والذي تموله الوكالة الأميركية للتعاون الدولي ، مضيفة أن نحو 20 ألف شاب بمدينتي طنجة وتطوان استفادوا من هذه الاتفاقية منذ عام 2012
ويتضمن برنامج الدورة العديد من اللقاءات العلمية ومعارض الفن التشكيلي وأمسية عربية أندلسية للاحتفاء بالسلم، وكذلك مسرحية أردنية بعنوان "الإرهاب على الباب"، ويشهد المهرجان تنظيم مناظرة دولية حول موضوع "السفر بين العالم العربي وأميركا اللاتينية: فرصة لاكتشاف مستقبل التعاون الدولي"، ولقاء عن "الهجرة واندماج العرب بالمكسيك"، وندوة "بين كتابات وحياة الكاتب الإسباني خوان غويتيصولو" فضلا عن حفلات موسيقية يحييها فنانون مغاربة وأجانب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر