كشف وزير الداخلية التركي أن عدد وفيات الزلازل التي ضربت جنوبي البلاد وشمال سوريا وصل إلى 43,556، فيما استقرت آخر الأرقام حول عدد الضحايا في سوريا، بلغ 6,747، ليصل الإجمالي إلى أكثر من 50,303 قتلى في البلدين.
و أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أمس الأربعاء، أن عدد وفيات الزلازل التي ضربت ولايات جنوبي تركيا في 6 فبراير الجاري وصل إلى 34,556.
و أشارت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد" في بيان إلى وقوع 7,242 هزة ارتدادية منذ الزلزال الأول، تراوحت قوة 41 منها بين 5 و6 درجات، بالإضافة إلى 450 هزة بين 4 و5 درجات بمقياس ريختر.
و قال بيان إن "أفاد" تواصل عمليات نقل الخيام إلى المنطقة منذ اللحظة الأولى بغية تلبية احتياجات الإيواء للمتضررين من الزلزال، وأنها نصبت ما يصل إلى 300,809 خيام في الولايات المتضررة، مشيرة إلى أنها أقامت مخيمات في 270 نقطة حتى اليوم في الولايات المنكوبة.
والاثنين ضرب زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر منطقة "دفنة" بولاية هاتاي التركية، جنوبي البلاد، الساعة 20:04. وأعلنت "أفاد" في وقت سابق تسجيل 90 هزة ارتدادية أشدها 5.8 درجة، ووفاة 6 أشخاص وإصابة 294 آخرين بينهم 18 بحالة خطيرة جراء الزلزال.
ويأتي الزلزال الذي ضرب هاتاي بعد أسبوعين من زلزال مزدوج ضرب ولاية كهرمان مرعش، جنوبي تركيا، بقوة 7.7 درجة و7.6 درجة وطال تأثيرهما الشمال السوري ما خلَّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
وفي سوريا بلغ عدد ضحايا زلزال شرق المتوسط 6,747 قتيلا في مختلف أنحاء البلاد، وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى أن عدد الضحايا السوريين الذين دخلوا من المعابر مع تركيا إلى سوريا بلغ 1,793 قتيلًا، منذ السادس من شباط فبراير الجاري.
و رغم الخسائر الضخمة التي تسبّب فيها زلزال تركيا وتجدّد المخاوف بعد وقوع زلزال آخر فإنّ هذه المخاوف تتصاعد بشأن المخاطر والتداعيات التي قد تحدث نتيجة الزلازل القوية. عدد من الظواهر الغامضة أيضا والتي ارتبطت بوقوع الزلزال ما زالت تسبب القلق والمخاوف، والتي كان أبرزها انحسار المياه والضوء الأزرق و"براكين الطمي".
وبيّن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، مدى خطورة تداعيات ما بعد الزلزال، كما فسّر أسباب الظواهر الغامضة و مخاطر ما بعد الزلزال التي تشمل بعض الظواهر الجيولوجية ومنها ظهور الفوالق، إذ إن هناك فوالق ظهرت بعد زلزال تركيا، وكل فالق يشمل كتلتين على جانبيه، وهذه الفوالق تتحرك مع الحركات الأفقية، ما يؤدي إلى اتساع الفالق، ولذلك نجد أن هذه الفوالق تؤدي إلى انقسام الطرق.
و أعتبر هذه الفوالق بأنها تؤثّر على شبكات الطرق والسكك الحديدية التي تتعرّض لانثناءات في القضبان نتيجة تحرك الكتل بصورة عكسية، كلٌّ منها في اتجاه. موضحاً أن هذه الفوالق ستعاني من التغيرات الدائمة، ففي الأراضي الزراعية من الممكن أن تملء هذه الفوالق بطمي، لكن هذه لا يعني الفالق انتهى لكنه يظل موجودا.
من المشاكل التي تسببها هذه الفوالق، أنه لا يمكن البناء في مناطق الفوالق، وإذا تم البناء على أحد جانبي الفالق فيتطلب الأمر هندسيا طرق بناء معينة وخرسانات معينة. مناطق الفوالق، في الغالب من الممكن أن تحصل بها انزياحات في أي وقت أو حدوث هبوط أرضي، لأن هذه الجوانب تكون معرضة للحركة.
ووصف المباني الموجودة في مناطق الفوالق أو فوق الفالق مباشرة حتى لو مطابقة للمعايير الهندسية أو كود الزلازل بأنها عرضة للتدمير.
لا سيما وأن تطبيق الأكواد الزلزالية لا يعني أن المباني غير معرّضة للسقوط، لأن المباني التي تقع فوق الفالق مباشرة ستسقط، ولذلك فإن هذه الأكواد تقلل الخسائر ولا تمنعها.
ونوّه إلى أنه يجب التأكيد أيضا أن هذه الفوالق لا تنتج عن الهزات الأرضية، لكنها مرتبطة بالزلازل الكبيرة كما حدث في تركيا.
وقد تسّب زلزال تركيا في في حصول فوالق ضخمة وحالات إزاحة، حيث إن الكتلة الأناضولية بالكامل تحركت في اتجاه البحر المتوسط نحو 8 أمتار، هذه الكتل تتحرك بدون الزلازل من 2 إلى 3 سنتيمترات كل عام.
هذه التحركات تكون من خلال الفوالق الموجودة، ولذلك ليس صحيحا أن الفوالق قد تلتئم لأنها تزداد، وفي حال حدوث زلازل جديدة فإن هذه الفوالق تنشط مجددا وتزيد في الحجم.
وأشار إلى المخاطر الأخرى التي تكون ما بعد الزلازل و تتعلق بالمياه الجوفية، لأنه نتيجة الهزات وحدوث الفوالق تتسبب في تسريب المياه الجوفية.
وأعتبر أن التسريب من الطبيعي أن يؤثر على منسوب المياه الجوفية، إضافة إلى التداعيات التي قد تقع على خزانات السدود، كما أن أجسام السدود نفسها قد تتعرض للتضرر عن طريق حدوث الشروخ حتى وإن كانت هذه الشروخ غير مرئية، بسبب الفوالق الضخمة التي قد تتكون تحت الأرض.
هذه التداعيات نتيجة التغيّر الذي يحدث في باطن الأرض، لكن مركز الزلزال قد يقع على عمق 10 أو 20 كيلومترًا، وبؤرة الزلزال تتسبب في موجات زلزالية لأعلى وأسفل.
هذه البؤرة تمتد في باطن الأرض وترسل الموجات في كل الاتجاهات، ما يؤثر على تكوين الأرض في الأسفل، وهو ما يحدث تغيرات جيولوجية كثيرة.
هذه التغيرات تنعكس أيضا على البترول والغاز الطبيعي، مثلما حدث في سوريا، حيث شوهدت "الحُفر" التي تشبه فوهات البراكين.
الظاهرة التي حدثت في سوريا تسمى "براكين الطمي"، هي ليست براكين بالمعنى المعروف، ولكن هذه الظاهرة تحدث نتيجة خروج غازات من باطن الأرض.
هذه الغازات في طريقها للخروج تذيب الصخور وتنتج أتربة تخرج من الفوهة ممزوجة بمحاليل معينة، ما ينتج عنه تشكل هذه الحفر أو العيون الصغيرة التي ترتفع سنتيمترات على سطح الأرض وقد تصل إلى نصف متر أو متر على الأكثر.
الضوء الأزرق هو ظاهرة مؤقتة، وهو وميض يحدث وقت الزلزال فقط، ويتكون نتيجة الكسر الذي يحدث في الصفائح أو الطبقات الصخرية.
الكسر الذي يحدث تسبب في احتكاك شديد بين الكتلتين في منطقة الكسر أو الفالق، خاصة إذا كان مساحة الاحتكاك كبيرة تصل إلى 3 أو 6 أمتار.
تأثر الاحتكاك يتزايد عندما يكون الكسر في صخور صلبة أو بازلت، ما تنتج عنه حرارة عالية ووميض، وهو شيء طبيعي بعد حدوث الكسر إضافة إلى سماع صوت يشبه الانفجار نتيجة هذه الكسر.
هذا الضوء أو الوميض لا يكون في كل الزلازل، لكن يكون حسب المنطقة التي حدث فيها الزلزال، ففي المناطق التي يكون الانكسار في طبقات "طمي" لا ينتج هذا الضوء، لكنه يرتبط فقط بالصخور الصلبة والحركة على جانبي الفوالق.
هذا الضوء هو عبارة عن شحنات كهربائية نتيجة الانكسار والاحتكاك، لكنه يرتبط فقط بوقت حدوث الزلازل.
هذا الضوء قد يُرى قبل سماع صوت الكسر أو الانفجار، وذلك يرجع إلى صرعة الضوء والتي تتجاوز سرعة الصوت. ظاهرة انحسار المياه في بعض السواحل المصرية ولبنان والأردن وسوريا، الاحتمال الأرجح أنها مرتبطة بحدوث الزلازل وذلك لسببين:
السبب الأول: أن الانحسار ظهر بهذه الصورة بعد حدوث الزلازل.
السبب الآخر: أنه في حالات المد والجزر، ففي حالة الجزر تعود المياه إلى طبيعتها، ونحن لسنا معتادين على المد والجزر بهذه الصورة في شواطئنا.
المواطنون الذين يعيشون في هذه المناطق الساحلية لم يشاهدوا هذه الظاهرة بهذا الشكل بحسب أقوالهم.
الأيام القادمة ستحسم الأمر، ففي حال ارتباط الظاهرة بـ"الجزر"، فمن الطبيعي أن تعود المياه إلى طبيعتها مرة أخرى.
إذا لم تعد المياه مرة أخرى، فالأمر يكون مرتبط بالزلازل بشكل قطعي، لأن الزلازل تسببت في مئات وآلاف التشققات.
هذه التشققات في عمق يصل إلى 18 كيلومترا، وامتدت موجات منها إلى الأسفل، وفي كل الاتجاهات، وهو ما قد يكون السبب في انحسار المياه.
توابع الزلازل قد تستمر لمدة شهور أو سنين على صورة هزات تتراوح بين 2 أو 5 درجات نتيجة الفوالق التي حدثت، حتى تعود الطبقات إلى طبيعتها.
تتعرض تركيا حاليا إلى 50 هوة يوميا تقريبا، وهذه التوابع نتيجة الفوالق التي حدثت، وستظل فترة إلى أن تصل إلى الاستقرار.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
عدد ضحايا زلزال تركيا وسوريا يرتفع إلى أكثر من 50 ألف قتيل
تركيا تُسجل 7 آلاف و242 هزة ارتدادية منذ الزلزال المدمر
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر