الدار البيضاء ـ جميلة البزيوي
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، في كلمة موجهة الى المشاركين في أعمال الاجتماع السنوي لـ"مؤتمر السياسة العالمية" في مراكش، تلاها نيابة عنه سفير فرنسا في المغرب جون فرانسوا جيرولت، أن "انفتاح المغرب على العالم، وخاصة القارة الأفريقية، يتعزز كل سنة".
وقال ماكرون، إن "نهج الانفتاح الذي تبنته المملكة يعزز الجهود الفرنسية في خلق اندماج قوي بين أوروبا والقارة الأفريقية". ودعا إلى "التفكير في الوسائل الكفيلة بإرساء حكامة دولية منفتحة وقادرة على استيعاب الصدمات من خلال تسهيل إحداث التغييرات المرغوب فيها". وسجل أن "التحديات التي لا تعد ولا تحصى التي يواجهها العالم على المدى القصير، لا يمكن إلا أن تتفاقم إذا لم نقم بمعالجة المشاكل العميقة".
كما استعرض الرئيس ماكرون التحديات الرئيسية التي يتعين على العالم رفعها، والمتعلقة أولا بالتنمية، حيث حدد هدف تخصيص 55 المائة من الدخل الوطني الفرنسي في أفق خمس سنوات مع إيلاء أهمية خاصة لتحقيق الفعالية على مستوى المساعدات حتى تكون أكثر ابتكارا وذكاء، مع خلق شراكات محلية والتحلي بمسؤولية كبيرة على الميدان.
وفي هذا الإطار، أبرز الرئيس الفرنسي أن التحالف من أجل الساحل الذي أطلقته فرنسا مع الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية يعد نموذجا للاستجابة لهذه الحاجة الملحة. وقال إن "التحدي الثاني يتعلق بالتربية والصحة"، داعيا المنتظم الدولي إلى أن يكون في الموعد شهر فبراير/شباط المقبل بدكار من أجل إعادة بناء شراكة عالمية من أجل التربية والتي تترأسها فرنسا بشكل مشترك مع السنغال.
كما دعا الرئيس ماكرون إلى مضاعفة الجهود لفائدة مجال الصحة في ظل عودة أمراض إلى الظهور بعدما ساد الاعتقاد باختفائها من قبيل الطاعون. وسجل الرئيس الفرنسي أن التحدي الثالث يتمثل في المناخ والذي تعبأت له فرنسا والمغرب على التوالي، من خلال نجاح قمتي المناخ "كوب 21" بباريس و"كوب22" بمراكش. وقال، في هذا الصدد، إنه "لم يتم ربح المعركة، وسأحاول تعبئة المنتظم الدولي الشهر المقبل في باريس من أجل إيجاد حلول ملموسة من خلال تعبئة تمويلات عمومية وخاصة".
ويعرف هذا المؤتمر، الذي تميزت جلسته الافتتاحية بالرسالة السامية التي وجهها الملك محمد السادس للمشاركين في هذا الاجتماع، والتي تلاها مستشار الملك ياسر الزناكي، مشاركة شخصيات مرموقة وخبراء من مختلف المجالات.ويتيح هذا الملتقى، المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت الرعاية الملكية السامية، للمشاركين فرصة النقاش والتداول بشأن الرهانات الإقليمية والدولية الكبرى، بغية الإسهام في تحسين الحكامة بمختلف أبعادها بما في ذلك التفكير، واتخاذ القرار، والمراقبة، لأجل خلق عالم أكثر انفتاحا وأكثر احتراما للتنوع
كما يشكل هذا الاجتماع محطة للتفكير المعمق، في جو من النقاش البناء، للخروج بأفكار جديدة وابتكار حلول ناجعة كفيلة بتحسين وتطوير النموذج التنموي لبلدان العالم. ويطرح الاجتماع للنقاش، في إطار جلسات عامة وورشات، مجموعة من المواضيع تهم "مستقبل جنوب شرق أوروبا"، و"الاستثمار في إفريقيا"، و"الثقة والحقيقة في العهد الرقمي"، و"الاقتصاد العالمي"، و"مستقبل وسائل النقل .. الربط والحكامة"، و"أميركا والعالم سنة بعد انتخاب الرئيس ترامب"، والذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل البشري"، و"مستقبل التجارة والاستثمارات العالمية"، و"المالية والاقتصاد" و"الطاقة والمناخ" و"الاتحاد الأوربي والعالم" و"التنمية بإفريقيا" و"الأمن بآسيا" و"الشباب الرواد" و"وضعية العالم".
يشار إلى أن مؤتمر السياسة العالمية، الذي تأسس سنة 2008، يعتبر منظمة مستقلة تهدف إلى المساهمة في تحسين الحكامة في كل تجلياتها بغية النهوض بعالم أكثر انفتاحا وازدهارا وعدلا ويحترم تنوع الدول والأمم .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر