تراهن نخب منطقة الصحراء كثيرا على عناية مركزية تتجه صوب الأقاليم الجنوبية، حيث رحبت بتخصيص خطاب ذكرى المسيرة الخضراء لرهانات الدولة من تحقيق التنمية في المنطقة وتخصيص مبالغ مالية مهمة ساهمت في تشييد حواضر عديدة.وبلغت نسبة الالتزام بمخطط التنمية في الأقاليم الجنوبية حوالي 80 في المائة، من مجموع الغلاف المالي المخصص له؛ فقد تم إنجاز الطريق السريع تيزنيت-الداخلة، الذي بلغ مراحله الأخيرة، وربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، إضافة إلى تقوية وتوسيع شبكات الاتصال.واستطاع المغرب تأمين الانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة. وسيتم الشروع، قريبا، في أشغال بناء الميناء الكبير الداخلة-الأطلسي، بعد الانتهاء من مختلف الدراسات والمساطر الإدارية.
وعلى الصعيد الاقتصادي الذي يعد المحرك الرئيسي للتنمية، تم إنجاز مجموعة من المشاريع في مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري، الذي يوفر آلاف مناصب الشغل لأبناء المنطقة.وفي المجال الفلاحي، تم توفير وتطوير أزيد من ستة آلاف هكتار، بالداخلة وبوجدور، ووضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب، من أبناء المنطقة. وتعرف معظم المشاريع المبرمجة في قطاعات الفوسفاط والماء والتطهير نسبة إنجاز متقدمة.
كما شهد المجال الاجتماعي والمجال الثقافي إنجازات عديدة في الصحة والتعليم والتكوين، ودعم مبادرات التشغيل الذاتي، والنهوض باللغة والثقافة الحسانية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة.وفي السياق ذاته، دعا الملك محمد السادس القطاع الخاص إلى مواصلة النهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لا سيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي. كما طالب بفتح آفاق جديدة أمام الدينامية التنموية التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية، لا سيما في القطاعات الواعدة والاقتصاد الأزرق والطاقات المتجددة.
ربح المسار التنموي
محمد الأمين حرمة الله، عضو المكتب السياسي المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الداخلة وادي الذهب، قال إن الخطاب شكل لحظة مميزة أبرز من خلالها الملك المكاسب المحققة على صعيد إنهاء النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية.وأضاف حرمة الله أن الملك استهل خطابه لهذه السنة بالتأكيد على أن ربح المسار التنموي بهذه الربوع هو لبنة جوهرية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لساكنة الصحراء، من بوابة تنزيل النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية والذي أعطى جلالته انطلاقته بالعيون شهر نونبر 2015، والداخلة في فبراير 2016.
واعتبر المتحدث أن المميز في الخطاب الملكي هو تقديم أرقام لا تقبل النقاش ولا الجدال حول التنمية بالأقاليم الجنوبية المترجمة على أرض الواقع عبر برنامج تنموي مندمج، رصد له غلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم، أطلق دينامية اقتصادية واجتماعية حقيقية، وخلق فرص الشغل والاستثمار، ومكن المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضرورية، وهو برنامج طموح استجاب إلى حد كبير لانشغالات وتطلعات سكان الأقاليم الجنوبية.وأشاد حرمة الله بعدم تفويت الملك الفرصة دون تقييم شاملة لهذا الورش التنموي الكبير الذي مضت على إطلاقه سبع سنوات، مع التنويه بما تحقق من نتائج إيجابية، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز حوالي 80 في المائة من مجموع الغلاف المالي المخصص له.
ونبه عضو المكتب السياسي المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الداخلة وادي الذهب إلى تعريج الملك في خطابه السامي على موضوع الشراكة مع دولة نيجيريا لإنجاز خط الغاز والذي سيعبر أراضي الصحراء المغربية كتجسيد جديد للسيادة الكاملة على التراب الوطني، ناهيك عن الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية المرتقبة لهذا المشروع العملاق على أجيال المستقبل ودول غرب إفريقيا وموريتانيا التي ستكون دول عبور الخط.وسجل حرمة الله تجديد الدعوة إلى الإخوة وأبناء العم بالأراضي الجزائرية بالعودة لأرض الوطن، والمشاركة النوعية في تعزيز هذا المسار، باعتبار أن الأمر لا يتعلق بقدر محتوم للعيش في اللجوء وفي ظروف تفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة وهو ينسجم مع سياسة اليد الممدودة التي طالما تبناها جلالة الملك نصره الله وأيده قولا وفعلا.
إنجاح ورش استراتيجي
محمد أبودرار، النائب البرلماني السابق عضو مجلس جهة كلميم واد نون، قال: “كسياسي منتم إلى جهة كلميم وادنون، فحوى خطاب ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة هو اهتمام ميداني متجدد لما تمثله الأقاليم الجنوبية من قضية وطنية تحظى بالأولوية لدى الملك”.وأضاف أبودرار أن الإشراف الشخصي للملك سنة 2016 على انطلاق النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للرفع من أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية وتحسينها عبر مشاريع همت مختلف المجالات جسد بشكل واضح ما تمثله الجهات الثلاث من أهمية كبرى.
وأوضح أبودرار أن القيادة الحكيمة للملك للدبلوماسية الخارجية، السياسية منها والاقتصادية، أضافت فتوحات اقتصادية كبرى مع إفريقيا وأوروبا بمليارات الدولارات، وسيكون لها وقع كبير على المنطقة والبلاد ككل؛ وفي المقدمة مشروع الغاز مع نيجيريا، والكهرباء مع المملكة المتحدة.وأشار المتحدث إلى أن المطلوب اليوم هو المزيد من تضافر الجهود، لكافة الشركاء، مسؤولين ومنتخبين، لإنجاح هذا الورش الاستراتيجي الذي يقوده الملك؛ لأن اليد الواحدة لا تصفق، مطالبا بتصحيح بعض التعثرات التي تواجه قطار التنمية الأقاليم الجنوبية خاصة بجهة كلميم وادنون.
واعتبر عضو مجلس جهة كلميم واد نون أن هذه الجهة تشهد بطئا واضحا في مسلسل التنمية مقارنة بباقي جهات الصحراء؛ وذلك نتيجة تراكمات سياسية وإدارية ساهمت بكل أسف في هدر الزمن التنموي، وزاد: “هو وزر يتشاركه المنتخب والإدارة على حد سواء؛ فمردود مجلس الجهة مع الأسف ضعيف في مواكبة هذه الدينامية تنمويا وسياسيا، ولا يعكس أهمية جهة كلميم وادنون كبوابة للصحراء بموروثها البشري والتاريخي”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الصحراء المغربية صلة وصل دائمة مع القارة الإفريقية
الملك محمد السادس يثمن النتائج الإيجابية للبرنامج التنموي بالصحراء المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر