استمر القصف اليوم الخميس، في مناطق شمال أم درمان والخرطوم بحري وجنوب مدينة الخرطوم وشهدت تلك المناطق قصفا بالمدفعية الثقيلة والهاون، فيما دارات اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع غرب مدينة الخرطوم.
وأعلنت الأمم المتحدة اليوم الخميس أن أكثر من مئة ألف لاجئ سوداني فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلع النزاع في السودان قبل ستة أسابيع. وحذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن "عدد اللاجئين الجدد تجاوز عتبة المئة ألف"، داعيةً إلى مساعدات مالية عاجلة.
من جهتها، أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان مقتل 17 وإصابة أكثر من 106 جراء الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة مايو، مناشدة جميع الأطباء والكوادر الطبية الموجودين بالقرب من المستشفى التي نقل إليه المصابون تقديم يد العون.
هذا واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بقصف مناطق مايو والأندلس والأزهري في الخرطوم، معتبرة أن ذلك يمثل "انتهاكا سافرا للقانون الدولي والإنساني". وذكرت قوات الدعم السريع في بيان أن هذه المناطق تعرضت "لقصف مدفعي عشوائي وهجوم بالطيران".
يأتي ذلك على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الجيش وقوات الدعم السريع في 20 مايو الماضي، بعد مفاوضات أجريت في مدينة جدة بوساطة سعودية أميركية.
ونص الاتفاق، الذي جرى تمديده لخمسة أيام بعد انتهاء سريانه مساء الاثنين الماضي، على تيسير إيصال المساعدات الإنسانية وتوزيعها على المتضررين، إضافة إلى السماح باستعادة الخدمات الأساسية وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة.
غير أن الجيش أعلن أمس الأربعاء تعليق مشاركته في المفاوضات الجارية في مدينة جدة مع قوات الدعم السريع بسبب ما وصفه بعدم التزامها بتنفيذ أي من بنود الهدنة المتفق عليها. وتشير إحصاءات نقابة أطباء السودان إلى أن عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء القتال في السودان ارتفع إلى 866 قتيلا و3721 مصابا.
من ناحية أخرى، قالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم اليوم إن قوات الدعم السريع "لم تخل المستشفيات والمؤسسات الصحية التي تتخذها ثكنات عسكرية ولم تقم بإرجاع عربات الإسعاف التي استولت عليها" رغم الهدنة المعلنة. وذكرت الوزارة في بيان أن قوات الدعم السريع تتمركز في 34 مستشفى واستولت على 29 سيارة إسعاف.
من جانبها، عبرت قوى الحرية والتغيير اليوم عن إدانتها واستنكارها "لتزايد سقوط واستهداف الضحايا المدنيين في الجنينة والفاشر وزالنجي ونيالا والأبيض والخرطوم".
وطالبت الحرية والتغيير في بيان بوقف هذا الاستهداف فورا وإيقاف أي تصعيد عسكري في تلك المناطق وغيرها.
ودعا البيان أيضا الجيش وقوات الدعم السريع إلى الالتزام الصارم ببنود اتفاق الهدنة ووقف كل "الانتهاكات"، وحث الطرفين على "الوقف الفوري للحرب واعتماد المسار السياسي السلمي خيارا وحيدا لمعالجة قضايا الأزمة الوطنية".
كما ناشدت قوى الحرية والتغيير الطرفين استكمال مفاوضات جدة دون توقف أو تعطيل وبكل جدية لوضع حد للصراع والوصول إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار يضع نهاية للحرب.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الجيش السوداني يُعلّق مشاركته في محادثات جدة والاتحاد الأفريقي يطرح خارطة طريق لحل الأزمة
اندلاع اشتباكات عنيفة في الخرطوم مع اقتراب انتهاء اتفاق الهدنة الهشّ
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر