الرباط - رشيدة لملاحي
فتح رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران باب استئناف المشاورات من جديد، حيث عقد لقاءات مع كل من امحمد العنصر الأمين العام لحزب"السنبلة" وعزيز أخنوش زعيم حزب "الحمامة"، لمناقشة تسريع تشكيل الحكومة المغربية، بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على الانتخابات التشريعية المغربية. ورفض الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار الحديث عن تفاصيل لقائه برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، واكتفى بقول "المجالس أمانات"، في تغيير واضح للتصريحات الإعلامية السابقة عقب انتهاء المشاورات حيث كان أخنوش يُلمح بعدم وجود أي تقدم في حواره مع رئيس الحكومة، وهي إشارة يراها المتتبعون للشأن السياسي المغربي ببوادر الانفراج لتسريع تشكيل الحكومة المقبلة.
من جهته، أكد امحمد العنصر زعيم حزب "السنبلة" لقاءه ببنكيران دون أن يفصح عن مستجدات المشاورات وتهرب من الجواب بتبرير أنه لقاء عادي يدخل في إطار الزيارات الديبلوماسية مع رئيس الحكومة مند الحكومة السابقة. بالمقابل، أكد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أن مشاورات تشكيل الحكومة تسير ببطء وهناك تقدم إيجابي في لقاءات بين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وزعماء الأحزاب الأخرى، مشيرا إلى السعي نحو إيجاد حل يرضي جميع الأطراف. وكان نبيل بنعبد الله ظهر يوم أمس الثلاثاء إلى جانب رئيس الحكومة في جنازة الراحلة فاطمة بنيس زوجة الإعلامي ورئيس فيدرالية الإعلام والمجموعة الإعلامية "إم ف إم"كمال لحلو داخل مقبرة الشهداء في الدار البيضاء.
يُذكر أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران استأنف مشاوراته مع زعيم التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش وامحمد العنصر الأمين العام للحركة الشعبية، في تكتم شديد بعيدا عن أنظار وسائل الإعلام المغربية. ووفق المعطيات المتوفرة التي حصل عليها "المغرب اليوم" أن رئيس الحكومة لازال يواجه صعوبة كبيرة في إيجاد صيغة ترضي الزعيم الجديد لحزب الحمامة، والخروج بتوافق يساهم في تسريع مشاورات تشكل الحكومة المغربية التي تجاوزت أكثر من أربعة أشهرة على أزمتها. وحسب المعلومات ذاتها أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يرفض بشكل مطلق الحديث عن دخول الاتحاد الاشتراكي للتحالف الحكومي المقبل، وأنه متشبث بالتشكيلة الأولى للأحزاب التي قادت حكومته السابقة.
وكان رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، قد عبّر في المؤتمر الوطني الأخير لحزبه على تفائله باستئناف المشاورات وإمكانية تشكيل الحكومة في وقت قريب. وسبق لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أن أصدر بلاغا وصف بـ"الناري" أكد من خلاله أن المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة، "لا يمكن أن تستمر" مع رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، والأمين العام للحركة الشعبية امحند العنصر، موضحا أنه كان ينتظر جوابًا على السؤال الذي وجهه إلى أخنوش عن رغبته من عدمها في المشاركة في الحكومة، وهو السؤال الذي وعده بالإجابة عنه بعد يومين، "وهو الأمر الذي لم يفعل وفضل أن يجيبني عبر بلاغ خطه مع أحزاب أخرى، منها حزبان لم أطرح عليهما أي سؤال".
وكان بنكيران قد شدد في توضيحه على أنه "استخلص" في إشارة إلى أخنوش"، أنه في وضع لا يملك معه أن يجيبني وهو ما لا يمكن للمفاوضات أن تستمر معه حول تشكيل الحكومة"، مؤكدا"وبهذا يكون معه قد انتهى الكلام، ونفس الشيء يقال عن امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية". يُذكر أن عبارة "انتهى الكلام" التي تضمنها بيان رئيس الحكومة أثارت جدلا واسعا لدى المغاربة على صفحات المواقع التواصل الاجتماعي وساهمت في جمود مشاورات تشكيل الحكومة المغربية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر