قام وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن بزيارة مفاجئة اليوم الخميس إلى كييف، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عن مساعدة عسكرية جديدة بنحو 2.7 مليار دولار لأوكرانيا والدول المجاورة لها في مواجهة روسيا. ولم يعلن بلينكن مسبقاً عن هذه الزيارة، وهي الثانية له إلى كييف منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وفي اجتماعات مع كبار المسؤولين الأوكرانيين، قال بلينكن إن الإدارة الأميركية ستقدم ملياري دولار من التمويل العسكري الأجنبي طويل الأجل لأوكرانيا و18 من جيرانها، بما في ذلك أعضاء الناتو وشركاء الأمن الإقليميين "الأكثر عرضة لخطر العدوان الروسي في المستقبل"، حسب تعبيره.
يأتي هذا بينما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الرئيس جو بايدن وافق على تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 675 مليون دولار. وقال أوستن في بداية اجتماع الخميس مع كبار المسؤولين من الدول المتحالفة في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، إن بايدن وافق على الشريحة الأخيرة من المساعدة الأميركية يوم الأربعاء.
وقال إن الحزمة تشمل مدافع هاون وذخائر مدفعية وعربات همفي وسيارات إسعاف مصفحة وأنظمة مضادة للدبابات وأكثر من ذلك. وجمع أوستن مسؤولين من دول حليفة لتجديد التزامهم بالدعم العسكري لأوكرانيا "على المدى الطويل".
قال أوستن إن "الحرب في لحظة رئيسية أخرى" مع بدء القوات الأوكرانية هجومها المضاد في جنوب البلاد. قال إننا "نشهد الآن نجاحًا واضحًا لجهودنا المشتركة في ساحة المعركة".
وقال أوستن في اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، الذي حضره الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ووزير الدفاع الأوكراني ومسؤولون من الحلفاء: "إن وجه الحرب يتغير وكذلك مهمة مجموعة الاتصال هذه". وأضاف: "سنعمل معًا لتدريب القوات الأوكرانية على المدى الطويل. سنعمل معًا للمساعدة في دمج قدرات أوكرانيا وتعزيز عملياتها المشتركة على المدى الطويل ... سنعمل معًا لترقية القاعدة الصناعية الدفاعية لدينا لتلبية متطلبات أوكرانيا على المدى الطويل، وسنعمل معًا للإنتاج والابتكار لتلبية احتياجات الدفاع عن النفس في أوكرانيا على المدى الطويل" وتابع: "يجب أن نتطور مع تطور المعركة".
وفي السياق ذاته تقوم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بإعداد تحليل مفصّل، لبحث كيفية دعم الجيش الأوكراني على المدى المتوسط والطويل، بما في ذلك بعد انتهاء الحرب مع روسيا، وفقاً لما كشفه ثلاثة من مسؤولي الدفاع لمحطة "سي. إن. إن" الأميركية.
ويقود هذه الجهود رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، وستأخذ بعين الاعتبار مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير الماضي. وما زالت هذه العملية في مرحلة مبكرة، وقد قال مسؤول دفاعي كبير إنها تبحث في "مستقبل القوات الأوكرانية" على المدى المتوسط والطويل.
وبالإضافة إلى الصراع الحالي، الذي من المتوقع أن يكون طويلاً، تتوقع الولايات المتحدة أن يشمل التقييم الخمس سنوات التي ستلي انتهاء الحرب. وقال المسؤول إنه يتم إجراء هذا التحليل بالاشتراك مع الأوكرانيين، وإذا وافق عليه الرئيس الأميركي جو بايدن، فقد يؤدي إلى سنوات من مبيعات الأسلحة في المستقبل وإنشاء برنامج تدريب عسكري طويل الأجل من قبل الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، سيتم تقديم التقييم إلى كييف. وسيوفر هذا التقييم خريطة طريق واضحة توضح كيف تعتقد الولايات المتحدة أن عليها تطوير جيش كييف. بدوره، قال مسؤول دفاعي كبير إنه من المتوقع أن ينتهي هذا التحليل خلال الشهر أو الشهرين المقبلين، مؤكداً أن وجهات نظر أوكرانيا ستكون مركزية في هذا المجال. كما قال إن "الجهد سيتطور باستمرار خلال الأشهر القليلة المقبلة مع تغير ساحة المعركة وتقدّم القوات الأوكرانية". وقد يؤدي الجهد الأولي إلى توصيات بشأن الأسلحة والتدريب، اعتماداً على الاستراتيجية العسكرية التي توافق عليها أوكرانيا. ويمكن أن يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى تمديد انخراط الولايات المتحدة وحلفائها مع أوكرانيا لسنوات قادمة من خلال عقود أسلحة طويلة الأجل ومتعددة السنوات يمكن إتمام الجزء الأولي منها قبل نهاية ولاية بايدن.
وقد قال مسؤولون إن التحليل سيشمل أيضاً دراسة أولية لاحتياجات أوكرانيا لقوة جوية حديثة من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة وطائرات الهليكوبتر لدعم قوة برية عالية الحركة. وفي الشهر الماضي، وعند مناقشة المساعدات الأميركية لأوكرانيا، أشار كولين كال، وكيل وزارة الدفاع الأميركية للسياسة إلى أنه "في حين أن العديد من هذه القدرات لا تهدف إلى المساهمة بشكل مباشر في معركة اليوم، فإنها ستشكل العمود الفقري لجيش أوكراني قوي في المستقبل يكون قادراً على الدفاع عن أوكرانيا لسنوات قادمة".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بلينكن يدعُو إثيوبيا إلى الانخراط في محادثات سلام
واشنطن ترحب باتفاق إنهاء الأعمال العدائية في غزة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر