الرئيس الفرنسي يريد التوصل إلى اتفاق إطار للحد من سيطرة إيران الإقليمية
آخر تحديث GMT 22:30:21
المغرب اليوم -

التخلي عن الاتفاق النووي المبرم مع طهران سيجعل منها كورية شمالية جديدة

الرئيس الفرنسي يريد التوصل إلى "اتفاق إطار" للحد من سيطرة إيران الإقليمية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الرئيس الفرنسي يريد التوصل إلى

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
باريس ـ مارينا منصف

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى “تأطير النشاطات الباليستية” الإيرانية وحصرها بما هو “ضروري فقط” والتأكد من غياب أية نشاطات “يمكن أن تثير قلق البلدان المجاورة”. كذلك ندد بالسياسة الإقليمية لإيران التي وصفها، بناء على ما تقوم به في العراق وسورية ولبنان واليمن، بأنها “تضرب استقرار المنطقة وتُسهِم في أي حال في إثارة التوترات القوية”. وبهذا الخصوص، دعا ماكرون أيضاً إلى فتح نقاش من أجل التوصل إلى “اتفاق إطار” حول الحضور الإقليمي لطهران، وذلك عبر “نقاش واضح وشفاف من أجل تنظيم هيمنتها الخارجية على عدد من البلدان”.

وجاءت تصريحات ماكرون في إطار الخطاب الذي ألقاه بعد ظهر أمس أمام السلك الدبلوماسي المعتمد في باريس بحضور رئيس الحكومة أدوار فيليب ووزيري الخارجية والدفاع وكبار مستشاريه، ما شكَّل جولة كاملة في سياسة فرنسا الخارجية ووضع برنامجاً متكاملاً لتحركاتها الدبلوماسية في عام 2018، واستحوذت إيران والحرب على التطرف والأوضاع في سورية والعراق وليبيا والهجرات المكثفة إلى أوروبا على حيز واسع من كلمة الرئيس الفرنسي الذي دافع عن موقفه المعلن والمتمسك بالمحافظة على الاتفاق النووي مع إيران. وسبق له أن أكد، مساء الأربعاء، بمناسبة استقباله للصحافة الفرنسية والعالمية، على ضرورة استمرار “الحوار الدائم” مع طهران، ولكن مع الاستمرار في “ممارسة الضغوط الدولية عليها”، ولكن من غير الوصول إلى القطيعة معها.

وفي كلمته أمس، اعتبر ماكرون أن التخلي عن الاتفاق النووي المبرم مع طهران في صيف عام 2015: “سيجعل منها كورية شمالية جديدة”، مضيفاً، في رسالة موجهة مباشرة إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن “لا بديل عن الاتفاق”. لكنه في الوقت عينه يعترف بنواقصه والحاجة لاستكماله باتفاقيات أخرى مع إيران تستهدف نشاطاتها الباليستية وسياستها الإقليمية وما تعتبره باريس من “نزعتها للهيمنة” أو رغبتها في بناء محور “يمتد من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط”. ورغم هذه التحفظات، كرر ماكرون أنه ما زال راغباً في القيام بزيارة إلى طهران علماً بأن الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية جان إيف لودريان يوم الجمعة الماضي تم تأجيلها بسبب المخاوف الفرنسية من أن تُفسَّر على أنها “تزكية” للنظام الإيراني في تعاطيه مع الاحتجاجات والمتظاهرين، ما أوقع عشرات القتلى، وأفضى إلى القبض على المئات.

وشدد الرئيس الفرنسي مجدداً على “يقظة بلاده” وسهرها على ضرورة احترام “حقوق الإنسان والحريات الأساسية”، في إيران، معدداً منها حرية التعبير والحق في التظاهر، وانتقد ماكرون الرئيس الأميركي من غير أن يسميه من خلال تأكيده على أن “التغيير لا يمكن أن يأتي من الخارج”، وأنه يتعين أن يكون ثمرة المجتمع المعني حاصراً دور الأطراف الخارجية بـ”السهر” على احترام الحقوق والحريات الأساسية، ومن خلال الاستمرار في الحوار الثقافي والاقتصادي واللغوي، وما يريده ماكرون، الذي عبر أمس مجدداً عن تمسكه بـ”سيادة واستقرار” الدول ورفضه لكل العوامل التي يمكن أن تهددهما، هو “تلافي الوصول إلى الحرب” بسبب التصريحات النارية عن طريق المحافظة على خيوط الحوار، وفي الوقت عينه “الوصول إلى استراتيجية إقليمية تمكن من محاصرة الممارسة الإيرانية”. وأخيراً ربط ماكرون بين قيامه بزيارة طهران و”العودة إلى الهدوء واحترام الحريات”، مستبعداً حصولها في المستقبل القريب.

أما في الملف السوري، فقد ندد ماكرون بمساعي موسكو للاستحواذ عليه وفرض الحلول التي ترتئيها، في إشارة إلى ما تقوم به روسيا في “آستانة” و”سوتشي” بينما مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة عبر المبعوث الخاص لأمينها العام تراوح مكانها وتنتقل من فشل إلى آخر. ومرة أخرى، سعى ماكرون إلى إقناع سامعيه بصحة مقاربته وواقعيته السياسية التي دافع عنها “من أجل أن نكسب معركة السلام”، بعد النجاحات التي تحققت ضد “داعش” في العراق وسورية. وشرح ماكرون الأسباب التي تدفعه لقبول الحوار مع الرئيس السوري ومع من يمثله، والتخلي عن شرط إبعاده عن السلطة مؤكداً أنه “ليس من الذين ينظرون إلى إمكانية كسب معركة السلام بالامتناع عن الإقرار بوجود حكام في سورة ورفض الحوار معهم”.
وعاد ليطرح رؤيته بأن “داعش” هو عدو فرنسا والأسد عدو الشعب السوري “لكنه ما زال موجوداً”. وبنظره، فإن الحل يجب أن يكون شاملاً بحيث تمثل جميع الاتجاهات والتيارات في الداخل والخارج، وأن يمر عبر الانتخابات المقبلة التي توفر “إمكانية التعبير لجميع المكونات” السورية.

وفي أي حال، فإن ماكرون يريد التخلي عن “المقاربات الأخلاقية” وحدها وفي الوقت نفسه “رفض تقديم التنازلات لبعض القوى”، في إشارة إلى روسيا وإيران وتركيا، التي ترى أنها قادرة وحدها على الوصل إلى “حل ثابت ودائم في سورل”. وجدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي سيستضيف اليوم نظيره التركي، وستكون الحرب في سورية على جدول محادثاتهما.

وبشأن الملف العراقي، دعا ماكرون إلى “القيام بعمل دبلوماسي” من أجل أن تكون الانتخابات “حرة” ومساعدة رئيس الوزراء حيدر العبادي من أجل تمكينه من “بناء دولة مستقرة وتهدئة الأمور مع الأكراد”. وكما فعل في السابق لدى زيارة رئيس إقليم كردستان باريس الشهر الماضي، دعا ماكرون إلى نزع سلاح الميليشيات، لكنه لم يذكر منها الحشد الشعبي بل تلك التي “لا تعترف بها الحكومة أو القوات المسلحة الرسمية”. ووعد الرئيس الفرنسي بأن تكون بلاده “يقِظة” من أجل “منع حصول أي عمل مخل بالاستقرار في العراق على صلة بقوى خارجية”، دون مزيد من الإيضاح.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الفرنسي يريد التوصل إلى اتفاق إطار للحد من سيطرة إيران الإقليمية الرئيس الفرنسي يريد التوصل إلى اتفاق إطار للحد من سيطرة إيران الإقليمية



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 13:53 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

لجين عمران تروج لماركة حقائب شهيرة

GMT 17:42 2023 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

أفكار جديدة لديكورات غرف المكاتب المنزلية

GMT 05:48 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

تعرفي على "الصيحة" الأكثر رواجاً لتصاميم مطابخ 2019

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أفكار لاستخدام "أسرّة الأطفال" في المساحات الصغيرة

GMT 20:54 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

عزيز بوحدوز يطلب من الجمهور المغربي أن يسامحه

GMT 07:34 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

كوكو شانيل تبيّن حبها المتجدد لتصميم المجوهرات

GMT 02:49 2015 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

ساو باولو البرازيلي يودع الحارس الأسطورة روجيريو سيني

GMT 14:13 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

الأمير سليم يعلن خطبته على حبيبة مهند السابقة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib