الدار البيضاء - جميلة عمر
خرج آلاف المواطنين من مختلف الأعمار والفئات الإجتماعية وحتى التيارات السياسية الجمعة إلى الإحتجاج العفوي في الشارع على إمتداد التراب الوطني، من الحسيمة إلى بني ملال ومن أكادير إلى وجدة.
وحسب مراقبون شبهوا مسيرات 30 أكتوبر/تشرين الأول مسيرات 20 فبراير/شباط ، وحتى الوقفات التي خرجت ضد قرار العفو الملكي عن مغتصب الطفل الإسباني، دانيال كالفان، وتختلف جذريا عن باقي الإحتجاجات التي تخرج يوميا، وتفوق 50 وقفة أو مسيرة أو اعتصام بحسب المعطيات الرسمية، من حيث دوافعها والأهداف التي تسعى إليها.
مختلف الفئات العمرية والثقافية خرجت للمقاومة من أجل الإعتراف الجماعي بها، والإحتجاج من أجل إسترجاع الكرامة المهدورة.
وأكد المحتجون على سلمية الحراك، ووصل صدى المسيرة التي نظمها أبناء مدينة الحسيمة، إلى كل ربوع المملكة، حيث تناقل رواد موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" صور المسيرة على نطاق واسع ، أرفقوها بتعاليق تثني على حسن التنظيم، والسلمية، التي ميزتها بل وميزت كل المسيرات التي نظمتها اللجنة المشرفة على الإحتجاجات منذ وفاة بائع السمك محسن فكري، قبل أسبوع.
و أضاء المواطنون شوارع المدينة بشموعهم، وقبلها صدحت حناجرهم في ساحة محمد السادس، بشعارات تطوق إلى الحرية والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم والتهميش على المنطقة.
و أبان موكب الشموع لأكثر من عشرين ألف محتج أرقى تجليات الحضارة في مسيرة صامتة جابت شوارع مدينة الحسيمة ،السبت، وقامت الجماهير المحتجة بتشكيل سلسلة بشرية لحماية الأمن وممتلكات الغير.
ومن أبرز موكب الشموع مدى تحضر الريفيين ، وتلقين درس ثمين لمن تسيل لعابه من أجل ايقاظ الفتنة أو الركوب على القضية لمصلحة جهات أخرى.
وتأكيدًا على سلمية أشكالهم الإحتجاجية، تطوع الكثيرون من المشاركين لحماية المؤسسات التي تصادفها المسيرة في طريقها، من خلال سلاسل بشرية تشكل طوقا تمنع وصول المشاركين اليها.
وكان أهم طوق ذلك الذي ضرب على مفوضية الأمن، وسياراتها التي تقع على بعد أمتار فقط من ساحة محمد السادس التي انطلقت منها المسيرة.
ورفع المحتجين شعار ضرورة محاكمة الجناة والمتسببين في وفاة محسن فكري، مشددين على أن حادثة بائع السمك هي المدخل لإنصاف المنطقة هو مواجهة كل أشكال الفساد والاختلالات التي تعرفها مجموعة من القطاعات، خاصة قطاع الصيد البحري الذي يشكل بالنسبة لأبناء المدينة رافدا أساسيا، لا يمكن لعجلة التنمية أن تدور دونه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر