الجزائر ـ ربيعة خريس
فجَّرت مغادرة رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ووزراء في حكومته ، قاعة المنتدى مع شروع رئيس منتدى المؤسسات الجزائرية، علي حداد، في إلقاء كلمته الافتتاحية بمناسبة انطلاق أشغال المنتدى الأفريقي للاستثمار والأعمال، جدلًا كبيرًا في الساحة السياسية الجزائرية، وأعادت الحادثة إلى الواجهة الحديث عن " سيطرة " رجال المال والأعمال على الجهاز التنفيذي، ووجود صراع خفي بين الطرفين في أعلى هرم السلطة الجزائرية.
ولم تقنِع التبريرات التي قدمها رئيس منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية، علي حداد، بخصوص انسحاب سلال وطاقمه الحكومي، قائلا إن ما وقع كان بسبب خطأ " بروتوكولي "، إلا أن المعارضة الجزائرية والمتتبعين للمشهد السياسي، وضعت ما حدث في خانة " تغول أصحاب والأعمال وعودة صراعات الأجنحة إلى الواجهة السياسية عشية الاستحقاقات الانتخابية.
وعلق القيادي في حركة "مجتمع السلم" الجزائرية، ناصر حمدادوش، على ما حدث في المنتدى الأفريقي، في تصريح صحفي خصَّ به " العرب اليوم " بالقول: إن جماعة "الإخوان المسلمين" في الجزائر، حذرت مرارًا وتكرارًا من هذا التوجه نحو الرأسمالية المتوحّشة، مضيفًا أن ما حدث هو مظهرٌ بسيطٌ لتغوّل أصحاب المال ، وعدم احترام الأعراف الدبلوماسية، وهيمنة هؤلاء واستعلائهم على مؤسسات الدولة ورجالها.
وذكر ناصر حمدادوش، إن ما حدث أعطى صورة سيئة عن الاستخفاف بوزراء الحكومة، وقال المتحدث بلغة صريحة وواضحة " نتمنى ألا تكون مظهرا خطيرا من مظاهر صراع الأجنحة، على خلفية الاستحقاقات القادمة، فإذا كان ما حدث خطأً برتوكوليا فهذه كارثةٌ في الاستخفاف، وإذا كان الأمر مقصودا فهذه كارثةٌ أعظم في اختطاف مؤسسات الدولة".
من جهته، قال القيادي في "حركة النهضة" الجزائرية، محمد حديبي، إن جماعات المال في الجزائر أصبحت قوتهم تفوق قوة تمثيل الدولة الجزائرية، مشيرا إلى أن ما وقع بين حكومة سلال ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية تجاوز صراع السلطة وأجنحتها في ما بينها، وأصبحت سيادة الدولة الجزائرية في خطر ".واضاف المتحدث " إذا كان هناك مشكل أو خلاف أو سوء تفاهم أو صراع على أجندات مستقبلية أو صراع على اقتسام الثروة والمناصب، ومن المفروض أن تحل هذه المشاكل بعيدا عن الرأي العام".
وطفت مؤخرا صراعات عديدة الى السطح بين فريق رجال المال والأعمال وفريق السلطة الجزائرية، حيث سبق وأن تفجر خلافا بين رئيس منتدى رؤساء المؤسسات على حداد والأمين العام السابق للافلان عمار سعداني. وحتمت التأويلات الإعلامية التي فجرت مواقع التواصل على خلفية مغادرة الطاقم الحكومي بقيادة الوزير الأول ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية على حداد، الخروج إلى الإعلام ولو في ساعة متأخرة لتوضيح ما حدث .
وقدَّم حداد في ندوة صحفية، بعد الجلسة الافتتاحية للمنتدى، توضيحات حول الحادثة، بالقول "لكي نكون صرحاء، ما حدث هو كالآتي: منشطة جلسة الافتتاح كان من المفروض أن تعلن مغادرة الوزير الأول بعد إلقاء كلمته، لكن الذي حدث، أنها دعتني للمنصة قبل ذلك لتقديم كلمتي، وهو غادر بشكل عادي ".وأبدى حداد، انزعاجه من إثارة القضية، بالتأكيد "لا يجب التركيز على هذه الحادثة الهامشية، وإنما على نجاح منتدى اقتصادي بهذا الحجم، والذي تنظمه الجزائر لأول مرة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر