عقب مرور نحو خمسة وثلاثون يوماً، اليوم الأربعاء، منذ أن انطلقت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مخلفة دمارا كبيرا بالمدن الأوكرانية جراء القصف الروسي، إضافة إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، وتشريد الآلاف من الأوكرانيين. وعقب تحقيق تقدم في محادثات السلام في اسطنبول أمس، أعلنت روسيا أمس، أنها ستخفّض عملياتها العسكرية في كييف وتشيرنيهيف، مشيرة إلى أن خفض عملياتها القتالية في أوكرانيا يهدف لتهيئة أجواء مناسبة للمفاوضات، وأن القوات الروسية ستركز على تحقيق الهدف الرئيسي وهو تحرير إقليم دونباس، إلا أن البنتاغون شكك في ذلك الإعلان.
وقال حاكم منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا سيرغي غايداي على "تليغرام"، إن مدفعية ثقيلة قصفت مناطق سكنية في مدينة ليسيتشانسك صباح اليوم الأربعاء. وقال: "تضرر عدد من المباني الشاهقة. يجري التحقق من المعلومات بشأن الضحايا.. انهار كثير من المباني. يحاول رجال الإنقاذ إنقاذ أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة". يأتي ذلك فيما ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن الوحدات الروسية تعرضت لخسائر كبيرة في أوكرانيا وتراجعت إلى بلاروسيا لإعادة تنظيم صفوفها، مشيرة إلى أن روسيا ستناور وتركز في الفترة المقبلة على القصف المدفعي والصاروخي.
وكان البنتاغون قال إن روسيا أعادت تموضع "عدد قليل" من قواتها قرب كييف، لكنها لم تنسحب وربما تتحضر للقيام بـ"هجوم كبير" في مكان آخر من أوكرانيا. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي "نشهد عدداً صغيراً (من الجنود الروس) يبدو أنهم يبتعدون الآن عن كييف، في اليوم نفسه الذي قال فيه الروس إنهم ينسحبون" من هناك
وكان كيربي يتحدث بعد ساعات فقط من إعلان نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فورمين، أن روسيا ستقلص عملياتها العسكرية باتجاه كييف ومدينة تشرنيهيف الشمالية. وتابع كيربي أن "روسيا فشلت في هدفها بالاستيلاء على كييف"، لكن "هذا لا يعني أن التهديد المحيط بكييف قد انتهى".
وقال "لسنا مستعدّين لتسمية هذا تراجعاً أو حتى انسحاباً"، موضحاً "نعتقد أن ما يدور في أذهانهم على الأرجح هو إعادة التموضع لتعزيز موقع آخر".
وأضاف "كان هناك تزايد في النشاط الهجومي" من قبل القوات الروسية في منطقة دونيتسك الانفصالية. وفي الوقت الذي أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تحقيق أهداف المرحلة الأولى للهجوم الذي بدأ في الـ 24 من فبراير الماضي، أعلنت السلطات الأوكرانية استعادة ضاحية إيربين، لكنها مدمرة بالكامل.وكانت وزارة الدفاع الروسية أفادت، أمس الثلاثاء، بتدمير قاعدة أوكرانية رئيسية للتزود بالوقود في منطقة ريفن، مؤكدة تدمير 68 منشأة عسكرية أوكرانية، و3 مسيرات خلال يوم واحد، مشيرة إلى مقتل نحو 600 من المرتزقة الأجانب في أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين.
هذا وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن المؤشرات الواردة من محادثات السلام مع روسيا يمكن وصفها بأنها إيجابية، لكنه أضاف أنها لم توقف انفجارات القذائف الروسية. وفي كلمة في ساعة متأخرة من الليل، عبر زيلينسكي أيضا عن حذره حيال تعهد روسيا بتقليص عملياتها العسكرية بشكل كبير في بعض المناطق، وقال إن جهود أوكرانيا الدفاعية لن تتقلص.
وتجري روسيا وأوكرانيا مفاوضات سلام في قصر بإسطنبول. وقال زيلينسكي إن كييف لم تر أي سبب يدعو إلى تصديق كلام بعض ممثلي روسيا. وقال "يمكننا القول إن الإشارات التي نتلقاها من المحادثات إيجابية لكنها لا توقف انفجارات القذائف الروسية"، مضيفا أن أوكرانيا لا يمكنها أن تثق إلا في نتائج ملموسة من المحادثات.
وفي وقت سابق من نفس اليوم، وعدت روسيا بتقليص العمليات العسكرية حول عاصمة أوكرانيا وشمالها. وقال زيلينسكي إنه على الرغم من هذا التعهد "لم يصبح الوضع أكثر سهولة.. لا يزال لدى الجيش الروسي قدرة كبيرة على مواصلة الهجمات ضد دولتنا". وأضاف "لذا لن نقلص جهودنا الدفاعية".
وجدد زيلينسكي القول إن نجاح أي اتفاق سلام يتطلب مغادرة القوات الروسية، وإنه لن تكون هناك مساومة حول سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. كما دعا إلى عقوبات أكثر صرامة ضد روسيا. من جهته، قال كبير المفاوضين الروس في المحادثات مع أوكرانيا، الثلاثاء، إن وعد بلاده بخفض العمليات العسكرية حول كييف وفي شمال أوكرانيا لا يمثّل وقفاً لإطلاق النار.
وقال فلاديمير ميدينسكي في مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية للأنباء: "هذا ليس وقفاً لإطلاق النار، لكن هذا ما نطمح إليه، الوصول تدريجياً إلى تهدئة الصراع على الأقل على الجبهات تلك".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر