الدار البيضاء ــ جميلة عمر
يسود في هذه الأثناء حالة غضب كبيرة في مدينة الحسيمة، بسبب ما تعرّض له بعض المحتجين في الساعات الأولى من صباح اليوم حيث خرج العشرات من المواطنين للاحتجاج لمناهضة الغلاء المعيشي الذي قهر الفقراء.
وحسب مصادر "المغرب اليوم"، خرج عدد شباب أبناء الحسيمة مساء أمس الأربعاء احتجاجا على الغلاء المعيشي وذلك في وسط الحسيمة، وكاستمرار للاحتجاجات التي عمّت الريف عقب الوفاة المأساوية لبائع السمك محسن فكري، وخلال الساعة الواحدة من صباح اليوم الخميس، وأمام رفض المحتجين العدول عن اعتصامهم، قامت قوات الأمن المغربي وعناصر القوات المساعدة بضخ المياه على المتظاهرين، تدخلت لفض اعتصام نشطاء الحراك الاجتماعي.
وشهدت شوارع وأزقة مدينة الحسيمة ـــ حسب مصدرنا ــ إلى حدود الساعة حالة من الكرّ والفرّ بين القوات العمومية والمحتجين بعد التدخل العنيف الذي قامت به السلطات الاعتصام الجماهيري بساحة المدينة، وبعد أن رفض المحتجون فك الحصار بساحة المدينة، قامت عناصر التدخل السريع بمحاصرتهم من مختلف جوانبها قبل أن تشن هجوما عنيفا على المتظاهرين لفض الاعتصام وهو ما حوّل المدينة وأزقتها إلى ساحة للفر والكر بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين أعادو الانتشار في أحياء المدينة.
وأفادت مصادرنا، أنه جرى اعتقال خمسة أشخاص بعد محاصرتهم من قبل القوات العمومية داخل الساحة فيما أصيب شخصين بجروح متفاوتة الخطورة في حين أُعلنت حالة من الاستنفار الأمني في المدينة حيث يُجرى مطاردة المتظاهرين، من جهة أخرى، وفي خطوة غير مسبوقة، خرجت اليوم الإثنين 2 من الشهر الجاري ، مجموعة من البيانات بتوقيعات لجميعات ثقافية ونسوية بمدينة الحسيمة، تتحدث فيها عن المسار الذي يتخذه الحراك الشعبي، والمستوى الذي يخطو فيه بتأثيره سلبا على الإقتصاد المحلي، وهي البيانات التي اعتبرها العديد من المتتبعين للشأن العام المحلي والوطني، أنها تستهدف الحراك الشعبي بالدرجة الأولى، و تسعى إلى رسم صورة خاطئة عن الأوضاع الخانقة التي يعشها الإقليم، لمنح شرعية وهمية للمخزن، وتجاهل الجوهر الحقيقي للحراك المؤسس على قاعدة مطالب اجتماعية للمواطنين
وادعت الجمعيات التي تبنّت البيان، أن الحسمية تدق ناقوس الخطر جراء تواصل الاحتجاجات الشعبية بالمنطقة واعتبرت ذلك يهدد المنطقة بكساد وأزمة اقتصادية، كما شدّدت على ضرورة التدخل العاجل لإقناع متزعمي الاحتجاجات للكف عن العناد والإصرار على إدخال المنطقة في دوامة لا تحسد عليها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر