الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
أكّد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أن المغرب يرفض رفضًا قاطعًا أن يتحول إلى مركز لاحتجاز المهاجرين، على الرغم من أي عروض مالية تتلقاها المملكة للقيام بهذا الدور.
وقال بوريطة لـ صحيفة "دي فيلت" الألمانية، في عددها الأربعاء، إن "موقف المغرب في هذا الباب سيادي ويتماشى مع سياسة الهجرة التي يتبناها"، مبرزا أن المملكة رفضت منذ البداية أن تشيد فوق أراضيها مراكز لاحتجاز المهاجرين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وأضاف "من السهل للغاية أن نقول بكل بساطة بأنها فرصة جيدة للمغرب، لكن لدينا قناعة راسخة بأن هذه المراكز تأتي بنتائج عكسية".
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى التخلص من أزمة الهجرة واللجوء عبر إحداث مراكز استقبال في دول شمال أفريقيا، حيث يهدف المشروع إلى إعادة المهاجرين الذين يتم ضبطهم في البحر الأبيض المتوسط نحو دول شمال أفريقيا، ومنها نحو بلدانهم الأصلية، علمًا أن رفض المغرب العرض الأوروبي، يأتي سبب تعارض التوجه الأوروبي في مجال الهجرة مع الطريق الذي سلكته المملكة، والذي يعتمد على المقاربة الإنسانية عوض المقاربة الأمنية التي تتبناها أوروبا التي تسعى إلى تخفيض أعداد المهاجرين الذين يتدفقون على أوروبا. وقام المغرب بفتح ذراعيه للمهاجرين الأفارقة حيث تمت تسوية أوضاعهم القانونية والإدارية، كما صاروا يتمتعون بمجموعة من الحقوق من بينها الإقامة والعلاج وتمدرس أبناء المهاجرين.
وأبلغت الدبلوماسية المغربية قبل نحو أسبوعين دول الاتحاد الأوروبي أن الاحتفاظ بالمهاجرين في المغرب في "معتقلات" تُشيد لهذا الغرض هو أمر يستحيل تطبيقه أو حتى التفكير فيه، وذلك عقب تصاعد أصوات بعض الحكومات اليمينية خاصة في النمسا وإيطاليا، التي دعت الاتحاد الأوروبي إلى عدم الاستسلام، بينما يبدو أن الاتحاد الأوروبي تخلى عن فكرة مواصلة الحوار مع المغرب بهذا الشأن، ويدرس بشكل جدي المقترح الجديد الذي يقضي ببناء منصات وسط البحر الأبيض المتوسط، لوضع المهاجرين الذين يحاولون العبور صوب أوروبا، انطلاقا من بلدان شمال أفريقيا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر