الدار البيضاء - جميلة عمر
أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في تصريحات للصحافة الموريتانية، حول إمكانية تعيين نواكشوط سفيرًا لها في الرباط، إن العلاقات المغربية الموريتانية جيدة للغاية رغم عدم تبادل السفراء بين البلدين، وأضاف أن موريتانيا تترقب تعيين الرباط لسفير لها في نواكشوط، مضيفًا، أن موريتانيا تنتظر تعيين سفير للمغرب في نواكشوط، ورغم إقدام موريتانيا على سحب سفيرها من الرباط، منذ أكثر من 5 أعوام، والاقتصار على عدد من الموظفين في تسيير السفارة، فإن الرئيس الموريتاني، شدّد على أن العلاقات مع المغرب جيدة.
وتعرف العلاقات المغربية الموريتانية، نوعًا من التوتر الواضح ما يزيد عن 5 أعوام، اتخذت فيها سلطات نواكشوط عدد من القرارات، اعتبرتها الرباط تصعيدية، خاصة ما يتعلق منها بقضية الصحراء المغربية، من جهة أخرى تمنت جمعية الأخوة الموريتانية- المغربية، في نواكشوط، حرص الملك محمد السادس على تعزيز علاقات حسن الجوار بين المغرب وموريتانيا.
وأكدت الجمعية، أنها تثمن عاليا مبادرة جلالة الملك لاحتواء الأزمة التي سببتها التصريحات "غير المسؤولة" للأمين العام لحزب الاستقلال بشأن موريتانيا والتي أدت إلى "تجاذبات سلبية" على مستوى الإعلام الخصوصي ومواقع التواصل الاجتماعي، وخلصت جمعية الأخوة الموريتانية- المغربية إلى التأكيد على ضرورة تعزيز العلاقات الموريتانية المغربية، مشيرة إلى أنه " لا سبيل للبلدين الشقيقين إلا التكامل والتضامن وحسن الجوار"
للإشارة ، عرفت العلاقات بين المغرب وموريتانيا عددًا من الإشكالات، خاصة أنها عرفت حالة من الشد والجذب بين الطرفين، بالنظر إلى عدد الملفات التي يختلف بخصوصها الطرفان، ما يجعل جوارهما ينحو إلى الحذر، أكثر منه إلى التعاون، خاصة مع التوتر الأخير بينهما على خلفية تصريحات للأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط.
وحسب تقرير صادر عن مركز الجزيرة للدراسات، أن العلاقة بين البلدين عرفت بعض التوترات خلال الآونة الأخيرة، وظهور ملفات عالقة بينهما لم تجد طريقها نحو الحل النهائي، ومن أبرز هذه الملفات، يؤكد التقرير ذاته، النزاع حول ملكية مدينة الكويرة، بالإضافة إلى الموقف الموريتاني من مسألة الصحراء، الذي يعتبر أحد أبرز دوائر العلاقات المعقدة بين المغرب وموريتانيا، وهو الموقف الذي يعتبر شديد الحساسية السياسية بالنسبة للمغرب، وكذا تباين وجهات النظر حول إستراتيجية مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
وإلى جانب هذه الملفات الحارقة، تحضر العلاقات الإستراتيجية بين المغرب والسنغال، جارة موريتانيا الجنوبية، والتي كثيرا ما ألقت بظلالها على تعقيدات العلاقات الموريتانية السنغالية. وبهذا تجعل هذه العوامل بنية العلاقات بين البلدين بنية معقدة غير مستقرة الطبيعة، تتجاذبها أمواج القطيعة تارةً، وأمواج الوئام تارة أخرى"، يضيف التقرير.
في مقابل ذلك، تبقى لموريتانيا حدود حركة في حالات التوتر في الجانب الاقتصادي ضيقة جدا لكون الفائدة الاقتصادية القادمة من المغرب في شتى المجالات كبيرة ، والخسارة الاقتصادية المترتبة عن استعمال هذه الورقة كبيرة، لكنها في الجانب السياسي تتمتع بهامش مناورة كبير يتراوح ما بين تشكيل حلف إقليمي مع الجوار من أجل تضييق الخناق على المغرب، مرورا بدعم البوليساريو على الأرض وفي المحافل الدولية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر