علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن محيط جيب تنظيم "داعش" وحقل التنك النفطي، شهد توافد المزيد من التعزيزات العسكرية. وأوضح أن عدد المقاتلين القادمين إلى جبهات محيط جيب التنظيم عند ضفاف نهر الفرات الشرقية، وصل إلى أكثر من ألف مقاتل. ورصد المرصد السوري وصول سيارات رباعية الدفع تحمل رايات الثورة السورية وجيش الثوار ومثبت عليه رشاشات ثقيلة، حيث دخلت إلى خطوط التماس مع التنظيم، بالتزامن مع وصول تعداد المقاتلين في حقل التنك النفطي الذي تتواجد فيه قاعدة لقوات سورية الديمقراطية لأكثر من 1700 مقاتل من قوات سورية الديمقراطية وقوات الدفاع الذاتي، في تحضيرات لعملية عسكرية تعتزم قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي إطلاقها لقضاء على آخر جيوب تنظيم "داعش" في شرق نهر الفرات
وأفاد المرصد، بأن مجموعات من قوات سورية الديمقراطية، جالت في الصحراء بحثاً عن جثث مقاتليها التي لم يجرِ سحبها، خلال الاشتباكات الأخيرة بينها وبين عناصر تنظيم "داعش". وأكدت المصادر أن 7 مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية قضوا جراء انفجار عبوة كان فخخها تنظيم "داعش” بعد تركها في الصحراء، ليرتفع إلى 459 عدد عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت.
اشتباكات متجددة بين الفصائل ومسلحين منتشرين في مناطق الجيش
وفي محافظة حلب، رصد المرصد السوري اندلاع اشتباكات في منطقة المالكية الواقعة في الريف الشمالي لحلب، بين مقاتلين من الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، وعناصر مسلحة منتشرة في المنطقة التي تتواجد فيها القوات الكردية ومسلحين موالين لدمشق، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين الطرفين. وكان المرصد السوري نشر أمس الأول الثلاثاء، وصول آليات عسكرية مدججة بأسلحة ثقيلة ومتوسط وعناصر من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها إلى ريف حلب الشمالي، حيث مواقع سيطرة القوات الحكومية السورية في منطقة تل رفعت.
ولم يعلم حتى اللحظة فيما إذا كانت تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات الحكومية السورية إلى المنقطة لغرض ما، أم أنها عملية تبديل نوبات لحواجز ونقاط القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها في المنطقة، ومن الجدير ذكره أن محاور التماس في ريف حلب الشمالي تشهد بين الحين والآخر استهدافات واشتباكات بين القوات الحكومية السورية وحلفائها، وبين الفصائل العاملة في المنطقة.
وكان نشر المرصد السوري سابقاً أنه رصد عمليات تحشد القوات الحكومية السورية مع القوات الإيرانية والمسلحين الموالين لها في القطاعين الشمالي والشمالي الشرقي من ريف حلب، حيث مناطق التماس مع الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في المنطقة والمدعوم معظمها من القوات التركية، للبدء بعملية عسكرية في المنطقة، إذ بدأت هذه التحشدات منذ مطلع شهر أيلول / سبتمبر من العام الجاري 2018، مستقدمة المزيد من التعزيزات العسكرية من دبابات وعربات مدرعة، وأسلحة ثقيلة ومتوسطة بالإضافة للمقاتلين، تزامناً مع تحركات للمعارضة السورية من فصائل مقاتلة وإسلامية وتعزيز القوات التركية لمواقعها وتحصيناتها.
وعلم المرصد السوري أن التعزيزات التي بدأت في التوافد إلى المنطقة، منذ الثاني من أيلول الجاري، من القوات الإيرانية والقوات الحكومية السورية، بلغت ما يزيد عن 5000 عنصر من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، وعشرات الآليات والمدرعات والدبابات، انتشرت على محاور ممتدة من منطقة سد الشهباء وصولاً لخطوط التماس مع عفرين، مروراً بأم حوش وتل رفعت وحربل وعين دقنة ومنغ ومطارها ودير جمال ومحيط نبل والزهراء، ومحاور في ريف حلب الشمالي الشرقي، فيما شهدت مناطق في القطاع الشمالي من ريف حلب عمليات استهداف متبادلة بين القوات الحكومية السورية والفصائل لمناطق سيطرة كل منها في المنطقة، كما أن التعزيزات هذه تتزامن مع استلام جيش الإسلام لنقاط على نقاط التماس مع القوات الحكومية السورية في القطاع الشمالي من ريف حلب، بعد توافقات مع فصيل مدعوم تركياً على استلام جيش الإسلام الذي أعاد هيكلة نفسه وتجميع قواته، فيما تعمد القوات الحكومية السورية لكل هذا التحشد وتحصين مواقعها في ريف حلب، خشية هجوم قد يستهدف مواقعها، في حال أقدمت على إطلاق معركة إدلب، التي تحشدت لها بأكثر من ألفي مدرعة عسكرية وعشرات الآلاف من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، معظم استقدموا من جبهات شهدت سابقاً معارك ضد تنظيم "داعش" أو الفصائل المقاتلة والإسلامية.
قصف متجدد من القوات الحكومية السورية يطال جبال اللاذقية الشمالية
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفاً من قبل القوات الحكومية السورية، خرق الهدنة الروسية التركية، تزامناً مع استهداف طال مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية، في تجدد لعمليات القصف، التي اتسعت فيها رقعة الخروقات وطالت مزيداً من المناطق، حيث رصد المرصد السوري سقوط قذيفتين على مناطق في حي حلب الجديدة في القسم الغربي من مدينة حلب، ويعد هذا أول استهداف منذ استهداف مدينة حلب بقذائف صاروخية تحمل غازات، ما تسبب بإصابة 94 شخصاً على الأقل بجروح، في حين استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في جبل التركمان في الريف الشمالي للاذقية، في حين دارت اشتباكات بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في منطقة مصيبين في ريف حلب، وسط استهدافات متبادلة، ومعلومات عن سقوط خسائر بشرية، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في محيط منطقة تل خطرة الواقعة في الريف الشرقي لإدلب.
وكان المرصد السوري قبل ساعات أنه تتواصل الخروقات آخذة معها نحو المنحدر، تعهدات ضامني الهدنة الروسية التركية في المحافظات الأربع، بعدم التصعيد فيها، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفاً متجدداً من قبل القوات الحكومية السورية على مناطق في أطراف بلدات وقرى التمانعة والخوين وسكيك وقطرة الواقعة في الريفين الجنوبي والجنوبي الشرقي لإدلب، بالتزامن مع فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في محيط بلدة الخوين، دون أنباء عن خسائر بشرية، على صعيد متصل فتحت القوات الحكومية السورية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في قرية الجنابرة الواقعة في الريف الشمالي لحماة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
طائرات التحالف تقصف مقرات لتنظيم "داعش" في الفرات
وفي محافظة دير الزور، أكدت معلومات المرصد أن طائرات التحالف الدولي استهدفت منازل في منطقة الكشمة ضمن الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش"، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن طائرات التحالف الدولي استهدفت بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، منازل استولى عليها تنظيم "داعش" في وقت سابق، وحولها إلى مقرات له، وذلك في منطقة الكشمة القريبة من الشعفة، ما تسبب بقتل 12 شخصاً على الأقل، من ضمنهم 5 سجناء على الأقل و3 من عناصر تنظيم "داعش" من حراس المقرات، فيما لم تعلم إلى الآن هوية بقية من قضوا في الاستهداف هذا.
وأعلن المرصد السوري أمس الأربعاء، أن تنظيم "داعش" أنهى أول شهر على استعادته لكامل المناطق التي خسرها ضمن الجيب الأخير له الواقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بحيث استعاد تنظيم "داعش" خلال هجمات معاكسة ومضادة بدأت منذ الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر الفائت، استخدم فيها التنظيم الأنفاق والمفخخات والعمليات الانتحارية، لضرب مواقع قسد وتشتيتها، وإجبارها على التراجع تحت ضغط الهجمات المباغتة والمتلاحقة، التي استغل فيها التنظيم الأحوال الجوية، وعدم قدرة الطائرات التابعة للتحالف الدولي على الطيران واستهدافهم نتيجة الضباط المكثف، ووثق المرصد السوري خلال شهر من العمليات العسكرية منذ استعادة التنظيم ما خسره وتوسعة سيطرته من هجين إلى الحدود السورية العراقية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر