الرباط-رشيدة لملاحي
استطاعت اللجنة التنفيذية لحزب "الاستقلال" المغربي، بعد اجتماع عاصف شهد خلافات ونقاشًا عن رئاسة المؤتمر، أن تحسم اختيار القيادي نور الدين مضيان، رئيس الفريق النيابي للحزب، رئيسًا للمؤتمر الوطني الـ17. وكشف اللجنة التنفيذية، عقب اجتماعها الذي استمر حتى ساعات متأخرة من مساء، عن تحديد 25و26و27 سبتمبر / أيلول الجاري مواعيد لتلقي الترشيحات للأمانة العامة للحزب وللجنة التنفيذية، مع تقديمها إلى كتابة اللجنة التحضيرية في مقر الحزب، في الرباط.
وأكد اللجنة الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل لجنتين تنبثقان عن اللجنة التنفيذية للحزب، لإعداد التقرير الأدبي، وكذلك مشروع البيان العام، مشيرة إلى الاتفاق أيضًا على تشكيل لجنة ثالثة مشتركة، بين مكتب اللجنة التحضيرية الوطنية واللجنة التنفيذية، للنظر في الطعون، مع الاتفاق على البرنامج العام للمؤتمر. ويعيش حزب "الميزان" أزمة داخلية عقب استمرار الخلافات وانقسامات داخل الحزب، قبل أيام من انعقاد مؤتمر الحزب الـ17، حيث زادت أزمة رئاسة المؤتمر من الخلافات بين القيادات والأمين العام، حميد شباط، بعد تضارب الآراء ورفض أسماء مقترحة من قبل كل جهة بشأن الشخصية التي ستتولى رئاسة المؤتمر، قبل أن تحسم اللجنة التنفيذية قرارها. وأكدت مصادر إلى أن عبد الواحد الفاسي رفض مهمة الرئاسة، وفضل أن يظل بعيدًا عن صراع تيار حمدي ولد الرشيد وتيار حميد شباط، موجهًا رسائل سياسية إلى الطرفين بخصوص أحداث وكواليس المؤتمر السابق، الذي كان ينافس فيه بقوة الأمين العام، داعيًا القيادات المختلفة إلى تغليب مصلحة ووحدة الحزب للخروج من الأزمة.
ويضع عدد من القياديات النسائية المرشحات لعضوية اللجنة التنفيذية أيديهن على قلوبهن، خصوصًا بعد تداول أخبار ترشيح أسماء حديثة العهد في الحزب، مدعومة من قبل تيار قوي داخل التنظيم، في وقت تتخوف فيه كفاءات نسائية ناضلت باسم الحزب في عدد من القضايا الاجتماعية والنقابية لسنوات. وكشفت حميد شباط، في وقت سابق، عن تشبثه بمواقفه وقراراته قبل أيام من انعقاد مؤتمر حزبه، حيث ينافسه بقوة وزير المال السابق، نزار بركة، على منصب الأمانة العامة، في ظلّ تخلي عدد من أنصاره عنه.
ويُواصل شباط، توجيه رسائل سياسية، حيث شدد في كلمة له خلال المؤتمر الإقليمي في فاس على أن أطرافًا أخبرته بأن جهات في الدولة لم تعد راغبة في وجوده على رأس حزب "الاستقلال"، قائلاً "أنا أقسمت بعدم التنازل وبيع الحزب، وستظل مواقفي لصالح الحزب والوطن وسيسجل التاريخ أننا لم نلهث وراء المناصب" وطالب شباط بوحدة حزب "الاستقلال" وتجاوز الخلافات داخله، مستعرضًا ما أسماه بأزمة حزب الاستقلال مع أطراف أخرى، حيث استدل بواقعة الراحل محمد بوستة، قائلاً: "أزمة حزب الاستقلال بدأت سنة 1998، بسبب رفض بوستة أن يكون وزيرًا أولاً في حكومة يكون فيها إدريس البصري وزيرًا للداخلية، حيث تقرر إنهاء المسار السياسي لمحمد بوستة، ثم أتوا بمن أتوا من الخارج، وبقينا أربع سنوات نحاول عقد المؤتمر، كما تمت معاقبتنا في انتخابات 1997، بسبب الموقف التاريخي لبوستة".
واعترف الأمين العام لحزب "الاستقلال" بمسؤوليته عن الخروج من الحكومة السابقة، التي كان يرأسها عبد الإله بن كيران، قائلاً: "أريد أن أقر بمسؤوليتي عن الخروج من الحكومة، و هذا الإقرار من وازع وواجب النقد الذاتي، الذي ربانا عليه ملهمنا الزعيم علال الفاسي". وأوضح أن هاتفه مراقب منذ وقت طويل، وهو لا يُهاب أحدًا لأنه مَلَكي حتى النخاع، وهو مستعد للموت في سبيل حزبه ووطنه، ولكي لا يموت الحزب ويظل مستقلاً عن التدخلات الخارجية، مشددًا على أن الجهات التي حاولت التدخل في إدارة شؤون التنظيم السياسي لحزبه أخطأت عندما قررت التدخل، وهو يرفض ذلك وسينافس المرشحين للأمانة العامة للحزب، وسيصمد ولن ينسحب من المنافسة.
ويشار إلى أن الأمين العام لحزب "الاستقلال" هاجم المرشح الأقوى لخلافته في المؤتمر المقبل، نزار بركة، واصفًا إياه بأنّه مرشّح موظفين ذوي نفوذ في الدولة، ومؤكدًا تمسكه بالترشّح وأنه سيصمد أمام كل الضربات، قائلاً: "مستعد للموت والمؤتمر سيّد نفسه، وسنعتمد البطاقات الإلكترونية منعًا للتزوير"، مؤكدًا أنه أدى "الشهادة" استعدادًا للموت لأن الأهم بالنسبة إليه ليس أن يموت شباط، بل الأهم هو أن لا يموت المغرب وحزب "الاستقلال"، مضيفًا أنّ الأمين العام هو مجرد شخص، أما الحزب فهو فكر وامتداد لتضحيات رواده وقياداته، مبينًا أنهم في الحزب ليسوا عبيدًا ولا يمكن لأي جهة أن تتدخل في الشؤون الداخلية لتنظيمهم، معتبرًا أنّ ما يقع هو عبارة عن "تراجع ديمقراطي يضرب العمل السياسي للأحزاب".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر