وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الرسمية كافة، اليوم الأحد، في أعقاب اقتحام آلاف من أنصار التيار الصدري للمنطقة الخضراء وإعلانهم الاعتصام داخل مقر البرلمان. ودعت أطراف سياسية عراقية إلى حوار جاد لتجنيب البلاد أي مخاطر محتملة بعد اقتحام المنطقة الخضراء والبرلمان، فيما حمل مصطفى الكاظمي الكتل السياسية مسؤولية التصعيد وطالبها بتقديم تنازلات لتجاوز الأزمة.
وجاءت هذه التطورات، خصوصا من جانب أنصار التيار الصدري، تعبيرا عن رفضهم لترشيح محمد السوداني رئيسا للوزراء.وكان الآلاف من عناصر التيار الصدري اقتحموا المنطقة الخضراء، شديدة التحصين وسط بغداد، ودخلوا قاعة البرلمان، وذلك للمرة الثانية في غضون أيام.
وللمرة الثانية خلال أقلّ من أسبوع، اقتحم الآلاف من مناصري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر البرلمان، منددين باسم مرشّح خصوم الصدر لرئاسة الوزراء.ومن شأن هذا التصعيد أن يزيد المشهد السياسي تعقيداً في البلاد التي تعيش شللاً كاملاً منذ الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، مع مفاوضات ومناوشات لا تنتهي بين الأحزاب الكبرى العاجزة حتى الآن عن الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس جديد للحكومة.
وصباح اليوم (الأحد)، كان متطوعون يقومون بتوزيع الحساء والبيض المسلوق والخبز والمياه على المعتصمين الذين قضوا ليلتهم الأولى في البرلمان، كما شاهد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية. في حديقة البرلمان، جلس البعض على حصائر تحت شجر النخيل بينما نام آخرون على فرش وأغطية وُضعت على أرض المجلس. وبُثّت أناشيد عاشورائية دينية عبر مكبّرات صوت، تزامناً مع بدء شهر محرّم (الأحد) في العراق، الذي يحْيي فيه الشيعة ذكرى الإمام الحسين.
ومع تصاعد الأوضاع وجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي كلمة حمل فيها الكتل السياسية مسؤولية التصعيد، وطالبها بتغليب لغة الحوار وتقديم تنازلات لتجاوز الأزمة.
وحث الكاظمي المتظاهرين على عدم الاصطدام مع القوى الأمنية وحماية مؤسسات الدولة.
من ناحيته، دعا الرئيس العراقي برهم صالح الفرقاء السياسيين في البلاد لعقد حوار وطني وتغليب لغة العقل. وشدد الرئيس العراقي على أن الحوار المطلوب بين الفرقاء السياسيين يجب أن يبحث جذور الأزمة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن الأوضاع في العراق تستدعي عملا جادا نحو تصحيح المسارات ومحاربة الفساد وترسيخ قيم الدولة.
من ناحيته، أعلن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، تعليق عقد جلسات المجلس حتى إشعار آخر. وأشار الحلبوسي إلى أن هذا القرار اتخذ من منطلق المسؤولية الوطنية والسياسية والتزاما باليمين الدستورية في حفظ مصالح الشعب. كما دعا جميع القادة والكتل السياسية إلى لقاء وطني عاجل منوها بضرورة تغليب مصلحة الوطن والاجتماع على رأي واحد يحفظ العراق ومقدرات الشعب.
وردا على احتجاجات التيار الصدري، دعت أطراف في الإطار التنسيقي للتظاهر دفاعا عما وصفوه بالدولة وشرعيتها ومؤسساتها.غير أن رئيس تحالف الفتح وأحد قيادات الإطار هادي العامري دعا للتهدئة وضبط النفس.بدوره أبدى رئيس تحالف النصر، رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، استعداده لتقريب وجهات النظر بين التيار الصدري، والإطار التنسيقي لإنهاء الأزمة.
وأمس السبت، وجه الكاظمي بتعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الرسمية كافة، ليوم الأحد، باستثناء المؤسسات الأمنية، وأن تكون نسبة دوام الدوائر الخدميّة والصحيّة 50%. وجاء قرار الكاظمي بعد ساعات من إعلان التيار الصدري، بدء اعتصام مفتوح داخل البرلمان، في أعقاب اقتحامه، السبت، من متظاهرين يطالبون بإسقاط الطبقة السياسية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الكاظمي يستقبلُ في مطارِ بغدادَ الدوليِ جثامينَ ضحايا القصفِ التركيِ
الرئيس العراقي يطالب بضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر