تتسارع التطورات عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، اليوم السبت، حيث تتجه إسرائيل إلى التصعيد بعد إطلاق صواريخ باتجاه مستوطنة إسرائيلية، في حين سارعت الدولة اللبنانية إلى شجب ما حصل، داعية الجيش للتحقيق بملابسات الحادثة.
ومن جانبه، نفى حزب الله في بيان صادر "أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأكد أن "ادّعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار.".
وجدد حزب الله التأكيد على "التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، ووقوفه خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان".
وفي التفاصيل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل اعترضت ثلاثة صواريخ من بين خمسة تم إطلاقها من لبنان على بلدة المطلة الحدودية، في اختراق هو الأول من نوعه للهدنة منذ أكثر من 3 أشهر.
ويبدو أن الصاروخين الآخرين سقطا في لبنان، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"،ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إي إصابات. ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق نيران المدفعية على مواقع داخل لبنان.
وعلى الإثر، عمد سلاح المدفعية الإسرائيلية إلى قصف بلدات حولا ومركبا ويحمر الشقيف جنوب لبنان. ولاحقا أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارات جوية استهدفت أهدافا تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، من بينها بلدتا تولين وبيت ليف وإقليم التفاح. وأدى القصف على تولين إلى مقتل 4 وإصابة آخرين.
كما نفّذ الطيران الإسرائيلي ظهر اليوم، سلسلة غارات جوية استهدفت مرتفعات جبل صافي وأطراف كفرحونة، والجبل الرفيع وأطراف بلدة سجد. كما استهدفت أطراف بلدة عين قانا بغارة جوية. وأغار أيضاً على بصليا في منطقة جزين، وعلى بركة الجبور في كفرجونة بمنطقة جزبن. كذلك، طالت الغارات منطقة الصالحاني (بيت ليف) وهي منطقة مفتوحة، في حين استهدف القصف المدفعي وادي العصافير في بلدة الخيام.
وتحدثت الوكالة اللبنانية عن سقوط 10 قذائف إسرائيلية في يحمر الشقيف وأرنون وكفرتبنيت، فيما أشار إعلام لبناني عن دوي صفارات إنذار بمراكز اليونيفيل في دير سريان وعدشيت.
وذكرت مراسلة "العربية" و"الحدث" أن قوات إسرائيلية بتلة الحمامص فتحت النار تجاه مركبا وحولا جنوب لبنان. وأضافت أن الطيران الإسرائيلي حلق فوق القطاع الشرقي مشيرة إلى اتصالات لبنانية مع اللجنة الخماسية لمنع التصعيد مع إسرائيل.
ولاحقا قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم عشرات المنصات الصاروخية ومقر قيادة لحزب الله بلبنان، مضيفا أن إطلاق صواريخ من لبنان كان خرقا للتفاهمات وتهديدا مباشرا لإسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر أمرا بشن ضربات على عشرات الأهداف في لبنان ردا على إطلاق صواريخ. وحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية كل ما يحدث على أراضيها.
وكذلك حمل وزير الدفاع الإسرائيلي الحكومة اللبنانية مسؤولية أي صاروخ يطلق من أراضيها. وأضاف أنه أصدر تعليمات للجيش بالرد "على نحو مناسب" على إطلاق الصواريخ.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي: "استهداف المطلة يقابله استهداف بيروت".
وحذر رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين.
وأجرى سلام اتصالاً بوزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، مشدداً على ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم.
كما أجرى سلام اتصالاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، مطالباً الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال خرق للقرار الدولي ١٧٠١، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في تشرين الماضي، ويلتزم به لبنان.
وأعربت قوة الأمم الموقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة في جنوب لبنان السبت عن قلقها من "تصعيد محتمل للعنف" عقب الهجمات الصاروخية على شمال إسرائيل والرد الإسرائيلي.
وقالت في بيان "اليونيفيل قلقة من تصعيد محتمل للعنف" و"تحض جميع الأطراف على تجنب تقويض التقدم المحرز، خصوصا عندما تكون حياة مدنيين والاستقرار الهش على المحك. أي تصعيد إضافي قد تكون له تداعيات وخيمة على المنطقة".
والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن ضربات جوية استهدفت حزب الله في البقاع في شرق لبنان وفي منطقة الجنوب.وجاء في بيان أن الجيش "شن ضربة على موقع عسكري يشمل بنية إرهابية تحت الأرض في منطقة البقاع في لبنان، وعلى موقع عسكري (يضم) قاذفات صواريخ في الجنوب رصدت فيه نشاطات لحزب الله".
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية وقوع ضربات في جنوب البلاد وشرقها.
وأوضحت الوكالة "في بعلبك، أغار الطيران المعادي مستهدفا محلة الشعرة عند سفوح السلسلة الشرقية ضمن نطاق بلدة جنتا البقاعية وشن غارة على جرد بلدة طاريا غرب بعلبك" في شرق البلاد.
وأضافت الوكالة كذلك، "أن الطيران الحربي المعادي أغار بأربعة صواريخ على المنطقة الواقعة بين جباع وزحلتي وسنيا" في جنوب لبنان.ولم يفد على الفور بوقوع إصابات.
ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في 27 تشرين الثاني/نوفمبر بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف عناصر ومنشآت للحزب، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب.
ورغم انتهاء مهلة لسحب اسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 18 شباط/فبراير، إلا أنها أبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد "من عدم وجود تهديد فوري".
وأعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الأسبوع الماضي عن العمل دبلوماسيا مع لبنان واسرائيل من خلال ثلاث مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، بينها الانسحاب من النقاط الخمس.
ولا يزال أكثر من 92 ألفا و800 شخص نازحين في لبنان، وفق الأمم المتحدة، لا سيما في ظلّ الدمار الكبير الذي ألحقته الحرب بأجزاء واسعة من مناطق في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
حزب الله اللبناني ينفي علاقته بالهجوم المسلح علي عناصر من الجيش السوري
وزارة الدفاع السورية تتهم حزب الله بخطف وقتل ثلاثة جنود سوريين وتصعيد خطير على الحدود
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر