الدار البيضاء - جميلة عمر
من المنتظر أن يقدِّم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم الخميس تقريره حول ملاحظة المحاكمة المتعلقة بأحداث "اكديم ازيك". وكان المجلس قد كلف فريقا من سبعة أطر تابعوا مجريات المحاكمة التي توبع فيها 23 متهمًا على خلفية الأحداث، التي شهدتها عملية تفكيك مخيم "اكديم ازيك" في العيون فجر يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، والتي أدت الى مقتل 11 عنصرًا من القوات الأمنية.
يذكر أن المجلس سبق وأن أصدر تقريرا أوليا حول أطوار محاكمة نفس المتابعين أمام المحكمة العسكرية بالرباط، قبل أن يتم نقض الأحكام الصادرة عن هذه المحكمة وإحالة الملف على أنظار محكمة الاستئناف بالرباط (ملحقة سلا) بعد صدور القانون الجديد للمحكمة العسكرية التي لم تعد مختصة في متابعة المدنيين
وسبق أن عرض وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، ووزير الداخلية الطيب الشرقاوي، في ندوة صحافية، شريطًا يكشف بالصوت والصورة، فظاعة الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات وعناصر إجرامية ومن ذوي السوابق العدلية، في حق أعضاء من القوات العمومية التي تدخلت سلميا لتفكيك مخيم "كديم إيزيك". وأوضح هذا الشريط، السلوك الهمجي والتقتيل الذي مارسته ميليشيات مسلحة بالسكاكين والمدي وقنينات الغاز في حق أفراد من القوات العمومية، التي لم تستعمل في تفكيك المخيم سوى العصي والدروع الواقية وخراطيم المياه.
وكانت القوات العمومية والأمنية طلبت من المواطنين تفكيك المخيم، فقامت العائلات بمغادرة المكان بعد الاستجابة الى مطالبهم الاجتماعية. لكن ميليشيات وعناصر إجرامية حاولت ترهيب السكان ومنعها من مغادرة المخيم. وعند بدء القوات العمومية في عملية تفكيك الخيام التي كانت غير مأهولة، قامت العناصر الإجرامية، التي كانت تعتمد خططًا وأساليب شبه عسكرية، وكان بعض أفرادها ملثمين ويرتدون زيًا عسكريًا، برشق قوات الأمن بالحجارة.
وعلى الرغم من ذلك، واصلت القوات العمومية تقدمها في حالة من ضبط النفس والتحلي بالمهنية، مستعينة بالوسائل التي تستعمل عادة في عمليات الحفاظ على النظام. وبعد إرغام الميليشيات على التراجع ومغادرة المخيم، قام أحد المعتدين بالتبول على جثة أحد أفراد الوقاية المدنية التي تركتها العناصر الإجرامية مرمية على قارعة الطريق، مما يظهر تجرد هؤلاء المجرمين من أي قيم إنسانية.
وفي مدينة العيون، أظهر الشريط مواصلة الميليشيات لأعمال العنف والتخريب، حيث ألحقت أضرارًا بليغة بعدد من الأملاك العامة والخاصة، وتصاعد لهيب النيران والدخان من عدد من المؤسسات والمرافق العامة. وكانت أكثر اللحظات تأثيرًا في الشريط اللقطة التي تظهر "قاتل العيون" كما وصفه الشريط وهو يقوم بذبح أحد أفراد القوات المساعدة بوحشية وببرودة دم، بشكل يثبت أنه إنسان اعتاد على القتل والتنكيل وأنه تلقى تدريبا من أجل القيام بذلك. وخصص الشريط فقرة خاصة لهذا المجرم وتحركاته، منذ أن بدأت قوات الأمن بتفكيك الخيام حيث بدا في الصورة، وهو يصدر الأوامر ويحرض الميليشيات على الهجوم على القوات العمومية. ويكشف هذا الشريط حقيقة ما جرى في مدينة العيون وتورط عناصر إجرامية مسخرة اقترفت أفظع الجرائم في حق القوات العمومية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر