الرباط - المغرب اليوم
أقر تيتي أنطونيو، وزير الخارجية الأنغولي، بأن “العلاقات مع المملكة المغربية على المستوى الاقتصادي لا ترقى إلى مستوى التطلعات، وهو الحال لدى المجالات الأخرى التي يجب تطويرها”.تصريحات أنطونيو جاءت خلال حضوره حفل استقبال على شرف سفارة المملكة بلواندا، بمناسبة احتفال الشعب المغربي بالذكرى الـ24 لعيد العرش، بحيث أكد أن “إحداث اللجنة المشتركة المغربية الأنغولية حدد مجالات التعاون التي يجب على البلدين معا تطويرها”.
المسؤول الأنغولي كان قد حضر إلى المملكة المغربية، وعبر عن “موقف جديد” لبلاده من قضية الصحراء، والذي اكتفى بـ”دعم التحركات الأممية التي يقودها ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية”.بشكل متزامن مع تصريحات وزير خارجية أنغولا، استقبلت رئيسة البرلمان الأنغولي ما يسمى بـ”سفير البوليساريو بلواندا”، والذي أطلق من جديد تصريحات معادية للمملكة، معتبرا أن “أنغولا ملتزمة بدعمها لأطروحة الانفصال؛ وهو الأمر الذي أوضح، حسب مراقبين، “سبب قلة التعاون” الذي أشار إليه تيتي أنطونيو.
عبد الواحد أولاد مولود، باحث في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية، قال إن “الدبلوماسية المغربية تجاه أنغولا لها خصوصية محددة، تنطلق من نافذة توطيد العلاقات عبر إرسائها بشكل قوي في المرحلة الحالية”.وأضاف أولاد مولود أن “المغرب، من خلال استراتيجيته مع خصومه في ملف الصحراء، يعتمد سياسة توضيح لحقيقة هذا الملف، الذي طالته أكاذيب الجارة الشرقية على الدول الإفريقية”.
هاته السياسة، حسب المتحدث ذاته، “ستمكن المغرب في المستقبل من اكتساب وضع مريح، وعلاقات قوية، واعترافات مرتقبة من عواصم كانت المعقل التاريخي للبوليساريو””.وأورد الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية: “المغرب غيّر بشكل كبير من سياسته تجاه الدول التي تتبنى الأطروحة الانفصالية، وحرص على إبقاء فرص إقامة علاقات جديدة معها ، مبرزا أن “هاته السياسة جد ذكية وستساهم في تحقيق عوائد سياسية جد مهمة في المستقبل”.
من جانبه، أوضح محمد نشطاوي، خبير في العلاقات الدولية، أن “الكل يعلم أن أنغولا لا تزال تحت تأثير الفكر الشيوعي الذي مسها منذ عقود عديدة، والتي من خلاله تدعم أطروحة الانفصال، والمغرب في ظل ذلك يبني علاقات مع لواندا بطريقة تدريجية”.وأضاف نشطاوي أن “هنالك أطرافا سياسية أنغولية لن تقبل تطورا سريعا في العلاقات مع المملكة المغربية، خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء”.
وأشار المتحدث عينه إلى أن “استقبال ما يسمى بسفير البوليساريو من قبل رئيسة البرلمان الأنغولي لن يعرقل هذا المسار الإصلاحي التدريجي للعلاقات بين البلدين”.وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن “العديد من الدول الإفريقية تطمح إلى شراكات معمقة مع المملكة المغربية، قصد الاستفادة من الخبرة المغربية والفرص التي تقدمها الرباط؛ وهو المعطى الذي سيجعل الدول الإفريقية التي لا تزال تدعم البوليساريو تسير إلى قناعة واحدة، وهي أحقية المغرب بصحرائه”.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر