زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، مدينة إيزيوم الاستراتيجية التي استعادتها القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف في شرق البلاد. وهذه أول زيارة للأراضي التي استعيدت من الروس هذا الشهر في هجوم مضاد. «شارك» زيلينسكي في احتفال رفع العلم الأوكراني، حسبما أعلن اللواء 25 المحمول على «فيسبوك». وقال زيلينسكي في رسالة مرفقة بصورة له مع جنود في هذه المدينة، نشرها عبر حسابه على تطبيق «تلغرام»: «علمُنا الأزرق والأصفر يرفرف بالفعل فوق إيزيوم».
وشهد أول من أمس الاثنين، توغل للقوات الأوكرانية أكثر في أراض انتزعتها من القوات الروسية الفارة وعاد السكان المبتهجون إلى القرى التي كانت في السابق على خط الجبهة في حين أمطرت موسكو منطقة خاركيف بالقذائف مما أدى إلى اشتعال حرائق في أنحاء المدينة الرئيسية بالمنطقة.
وقال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية استعادت منذ بداية الشهر الجاري ستة آلاف كيلومتر مربع من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها استعادت أكثر من 20 بلدة وقرية في اليوم السابق وحده. وأضافت في تحديث مسائي أن قواتها في مكان أبعد إلى الجنوب صدت محاولات تقدم روسية في منطقتين مهمتين في إقليم دونيتسك هما مدينة باخموت ومايورسك بالقرب من بلدة هورليفكا المنتجة للفحم.
ولاذ الرئيس فلاديمير بوتين وكبار مسؤوليه بالصمت في مواجهة أسوأ هزيمة للقوات الروسية منذ طردها من مشارف العاصمة كييف في أسابيع الحرب الأولى. وتجاهل دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين سؤالاً وجهه إليه صحافي عما إذا كان بوتين محتفظاً إلى الآن بالثقة بقادة الجيش.
وبعد مرور أيام على تجنب الموضوع اعترفت وزارة الدفاع الروسية السبت بأنها تخلت عن إيزيوم، معقلها الرئيسي في شمال شرقي أوكرانيا، وبالاكليا المجاورة قائلة إن ذلك «إعادة تجميع» للقوات مقررة مسبقاً. وبينما انسحب آلاف الجنود الروس تاركين وراءهم ذخائر ومعدات، أطلقت روسيا صواريخ على محطات الكهرباء الأحد مما تسبب في انقطاعات للتيار الكهربائي في خاركيف ومنطقتي بولتافا وسومي المجاورتين.
وكشفت شبكة CNN الأميركية في خبر حصري ذكرت فيه أن فريقا دبلوماسيا أميركيا يتصدره حاكم نيومكسيكو السابق بيل ريتشاردسون كانوا في موسكو هذا الأسبوع، وعقدوا اجتماعات مع القيادة الروسية، لكن لم تتضح على الفور التفاصيل. حيث تجري مفاوضات دبلوماسية بين الطرفين لا يعرف عنها سوى القليل .
ويعمل ريتشاردسون الدبلوماسي والحاكم السابق لنيومكسيكو بشكل خاص نيابة عن عائلات الرهائن والمعتقلين، وتأتي الرحلة في الوقت الذي تعمل فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على إطلاق سراح أميركيين اثنين صنفتهما وزارة الخارجية على أنهما محتجزان ظلما وهما: بريتني غرينر وبول ويلان.
وصرح متحدث باسم ريتشاردسون لشبكة "سي إن إن" يوم الثلاثاء بأنه "في هذه المرحلة لا يمكننا التعليق على ما يحدث". وكانت تقارير سابقة قد ذكرت في منتصف يوليو أنه من المتوقع أن يسافر ريتشاردسون إلى العاصمة الروسية.وردا على سؤال حول رحلة ريتشاردسون، قال مسؤول رفيع في إدارة بايدن، إن أي شخص "سيذهب إلى روسيا يكون مواطنا عاديا ولا يتحدث باسم حكومة الولايات المتحدة"، لكن إدارة بايدن اعترفت أنها تعمل على تأمين الإفراج عن غرينر وويلان.
وفي أواخر يوليو /تموز، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة تقدمت "باقتراح جوهري" لمحاولة تأمين الإفراج عن غرينر وويلان. وقالت مصادر إن الاقتراح تضمن مقايضة الأميركيين بتاجر الأسلحة المدان فيكتور بوت.
وأكد المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية، يوم الثلاثاء، أنهم قدموا "عرضًا مهمًا، ويتابعون هذا العرض بشكل مستمر".وعمل ريتشاردسون منذ فترة طويلة على إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين في الخارج، ولعب دورًا في تأمين الإفراج عن أميركي آخر وهو تريفور ريد، وفقًا لمصدر مطلع.
وقال المسؤول الأميركي لشبكة CNN، إن أعضاء من مركز ريتشاردسون سافروا إلى موسكو في فبراير، في الأيام التي سبقت الحرب الروسية في أوكرانيا، للقاء القيادة الروسية. وبعد تلك الزيارة، خرج مركز ريتشاردسون بانطباع واضح عما كان الروس على استعداد للقيام به، وتم إطلاق سراح ريد في صفقة تبادل أسرى خلال إبريل/نيسان.وفي الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل، إن "حكومة الولايات المتحدة تواصل حث روسيا على الإفراج عن الأفراد المحتجزين ظلماً". وتابع: "كان واضحًا أن هناك اقتراحًا جوهريًا على الطاولة منذ أسابيع لتسهيل إطلاق سراحهم".
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر