الدار البيضاء - جميلة عمر
أكّد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون، أهمية انعقاد هذه القمة بدعوة من الملك محمد السادس، وأشاد بالقيادة عالية المستوى لهذه القمة وكذا للدورة 22 لمؤتمر الأطراف المواقعة على الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول المناخ.
وذكر بان كي مون في كلمة ألقاها بعد قراءة الإعلان الصادر عن “قمة العمل الأفريقية “، بحضور الممثلين رفيعي المستوى للشركاء الأفارقة (فرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، والصين، واليابان، والهند، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والبنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية)، أن هذه القمة مكنت من تسليط الضوء على رهانات القارة الأفريقية في ضوء الجهود الدولية الرامية إلى الحد من الاحتباس الحراري ومواجهة التغيرات المناخية من خلال اتفاق باريس الذي دخل حيز التنفيذ.
وانتهت فعاليات قمة العمل الأفريقية، الأربعاء، التي انعقدت تحت الرئاسة السامية للملك محمد السادس، على هامش الدورة 22 لمؤتمر المناخ، بتثمين من المشاركين رفيعي المستوى لشركاء القارة الأفريقية عن امتنانهم وتقديرهم للعاهل المغربي على مبادرة عقد هذه القمة.
وأعرب بان كي مون عن تأييد منظمة الأمم المتحدة للمبادرة الأفريقية حول الطاقة التي أعلن عن إطلاقها خلال مؤتمر كوب 21 في باريس العام الماضي، داعيًا في نفس الوقت إلى الانخراط بقوة في المبادرة الخاصة بالرفع من القدرات على التأقلم والتكيف مع التغيّرات المناخية في أفريقيا، وإلى إقامة شراكات بين القطاعين العمومي والخاص من أجل الوصول إلى اقتصاد نظيف وإلى ضمان استعمال الطاقة النظيفة.
وأشاد رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند، بمبادرة الملك محمد السادس بالدعوة إلى عقد هذه القمة الأفريقية على هامش مؤتمر كوب 22، لبحث التحديات التي تواجه القارة الأفريقية ، الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية، رغم أنها ليست المسؤولة عن الانبعاثات الدفيئة.
وقال هولاند في هذا الصدد، إن اتفاق باريس الذي دخل حيز التنفيذ يتأسس على العدالة المناخية ويقتضي من الدول الغنية تقديم الدعم للدول الفقيرة وتعبئة التمويلات المعتمدة فيه ( مائة مليار دولار) من أجل تفعيل هذا الدعم، مؤكدًا في هذا الصدد الضرورة العاجلة للعمل من أجل تمكين شعوب أفريقيا من الولوج إلى الطاقة والحصول على الكهرباء وضمان الكرامة لساكني القارة التي يرتبط قدر أوروبا بقدرها، وتنميتها بتنميتها.
وأشار هولاند إلى أن بلاه ستعطي الأولوية لتمكين أفريقيا من الولوج إلى الطاقة، وأنها تلتزم بتمويل 240 مشروعًا مقررا في هذا الإطار، كما ستدعم البنك الأفريقي في تمويله للمشاريع الأفريقية، ومراكز التكوين والتدريب لتأهيل الكفاءات الأفريقية، وضمان تحقيق الأمن الغذائي ومكافحة تغير المناخ، وستعمل فضلا عن ذلك على مضاعفة رأسمال الوكالة الفرنسية للتعاون من أجل تمكينها من أجل المزيد من العمل في أفريقيا.
وثمّن وزير البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، ممثل مجلس التعاون لدول الخليج العربية في القمة الأفريقية ، عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، انعقاد كل من "قمة العمل الأفريقية" ومؤتمر "كوب 22" على أرض المغرب الذي حقق نجاحًا باهرًا يُشكّل مصدرَ فخرٍ واعتزاز لكل من العالم العربي والقارة الأفريقية.
وشكر وزير البيئة الصيني، تشن جي نينغ، الملك محمد السادس على الدعوة لهذه القمة واحتضانها، وقال إن أفريقيا توجد في قلب إشكالية المناخ في العالم، مؤكدًا أهمية التعاون جنوب جنوب لمواجهة التحديات المناخية في القارة الأفريقية، داعيًا إلى الالتحاق بـ"المبادرة الخضراء " التي أطلقتها بلاده لمواجهة إشكالية التغيرات المناخية.
كما شكر مدير البنك الأفريقي للتنمية، ايكونومي اديسينا، بدوره الملك محمد السادس على مبادرة تنظيم “قمة العمل الأفريقية ” مثمنًا مضامين الإعلان الذي صادقت عليه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر