الرباط _ المغرب اليوم
لا تكفّ رحى التّجاذبات داخلَ حزب العدالة والتّنمية عن الدّوران؛ فمن نقاشِ تقليصِ المشاركة الانتخابية في تشريعيات 2021 إلى الدّعوات إلى مؤتمرٍ استثنائيّ يُقوِّمُ انحرافات الحزب داخل النّسق الأغلبيّ، يواصلُ الحزب الذي يقودُ الحكومة الحالية فرزَ تصدّعات داخلية قد تؤثّر على تحضيره للانتخابات المقبلة. وسيكون الحزب الإسلامي أمام جبهاتٍ كثيرة ومعقّدة في طريقهِ إلى تشريعيات 2021؛ فعليهِ أوّلاً، خلق استقرار داخليّ في ظلّ تصاعد الغضب ضدّ القيادة الحالية، التي لم تحقّق طموحات أعضائه ومنخرطيه، باعتبارهِ قدَّمَ تنازلاتٍ كثيرةٍ لخصومهِ، ولا يعطي الانطباع بأنّه متحكّم في مجرى الأمور.
كما تظهر المشاركة الانتخابية في الاستحقاقات المقبلة أحد أهمّ رهانات الحزب في قادمِ الأيّام؛ ذلك أنّ هناك انطباعا عامّا بكون المشهد السّياسي يحتاجُ إلى تنفيس ولو "ظرفي" بالسّماح لبعض القوى السّياسية بقيادة الحكومة المقبلة، وعودة "البجيدي" إلى المعارضة.
وقال رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، مصطفى الابراهيمي، إنّ "الدّعوات إلى تقليص المشاركة الانتخابية للحزب لا تخدم الدّيمقراطية، هذا لا يوجد في أي نظام ديمقراطي تحتسب فيه الأصوات على أساس عدد المسجلين، لأنه يكرس العزوف".
وأضاف أنّ الحديث عن القاسم الانتخابي في المغرب لا يخدمُ الدّيمقراطية، مقرا بوجود "توجهات ترفض ولاية ثالثة لحزب العدالة والتنمية"، وفق تعبيره.
وقال المحلّل السّياسي كريم عايش إنّ "ما يعيشه حزب العدالة والتنمية تعيشه كل الأحزاب التي عشّش فيها الفساد والرّيع والولاءات، فحين تستأثر فرقة ما داخل الحزب بكل الامتيازات وتحتكر كل منافذ الهياكل والمناصب، يسبب ذلك حنق فئات طامعة انتهازية تناضل لكن دون أن يعبأ بمشاكلها أحد".
وأضاف عضو مركز الرّباط للدّراسات الاجتماعية أنّ "هناكَ دعوات تنظيمية لتصحيح الأوضاع، فتولد حركات تصحيحية لها أرضيات ومرجعيات العدالة والمساواة ومكافحة الفساد والريع، إضافة إلى فضح المقرّبين والولاءات والمريدين".
واعتبر قائلا: "هناك توجّه داخل البيجدي بأنّ تعدد الولايات الانتخابية سيحول الحزب الى ضيعة يملكها من هم على الكراسي والمقاعد، وسيحيد الحزب من سكته المرجعية إلى مسار ربحي نفعي"، مبرزاً أنّ "هذا النّقاش قد يتحوّل إما إلى صدام سياسي ينتهي بمواجهات أو ترتيب اجتماع مؤتمر استثنائي يفتح فيه النقاش والسجال ويمر الجميع للتصويت".
وشدّد عايش على أنّ "حزب العدالة والتنمية يشهد ظهور منافسين جدد على اقتسام الكعكة السّياسية واقتناص المناصب والمنافع، وقد يتحوّل المؤتمر الاستثنائي إلى منصة كبيرة للتنظير السّياسي السطحي، الذي لن يخفي غابة الربع والفساد التي تنخر جسد الأحزاب، وحينها غالبا ما سيتم الإجهاز على أي تغيير للأرضية السياسية".
قد يهمك ايضا:
الكويت تعلن الحداد 40 يوما وتعطيل العمل الرسمي في البلاد
تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر