الخرطوم ـ جمال إمام
قالت السلطات الصحية السودانية إن 17 شخصاً بينهم 5 أطفال لقوا حتفهم بضربة جوية في جنوب العاصمة الخرطوم اليوم (السبت). وكتبت إدارة الصحة في العاصمة في منشور على صفحتها بموقع «فيسبوك»: «تعرضت منطقة اليرموك بمنطقة مايو جنوب الحزام لقصف جوي سقط على أثره عدد من الضحايا المدنيين»وقالت: «التقديرات الأولية لمجزرة اليرموك تشير إلى سقوط 17 قتيلاً من بينهم 5 أطفال، ونساء ومسنون، كذلك تم تدمير 25 منزلاً».
ودعا الجيش السوداني المواطنين لمغادرة منازلهم القريبة من مواقع تمركز قوات «الدعم السريع»، في وقت تحدثت فيه معلومات عن إمكان الاتفاق على هدنة جديدة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».
وحلقت الطائرات الحربية الاستطلاعية في سماء الخرطوم، مع سماع أصوات المضادات الأرضية جنوب أم درمان ووسط وغرب الخرطوم وإطلاق نار متقطع.
وتحدثت تقارير محلية سودانية عن مقتل 5 مدنيين في الخرطوم جراء القصف المدفعي المتبادل أمس (الجمعة) في عدد من المناطق، في حين اتهمت قوات «الدعم السريع» في بيان، الجيش السوداني بأنه قتل اثنين من افرادها بطريقة غير إنسانية.
إلى ذلك، انقطعت خدمات الاتصالات بشكل كامل عن مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور، مما أدى إلى شح في المعلومات عن الأوضاع هناك بعد مقتل حاكم الولاية.
وشهدت الخرطوم صباح اليوم (السبت) قصفاً واشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة مع استمرار النزاع بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، في وقت تدفع أعمال العنف في إقليم دارفور مئات من سكانه لعبور الحدود نحو تشاد.
منذ 15 أبريل (نيسان)، تشهد الخرطوم ومناطق سودانية عدة معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوّات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، فشلت معها كل مساعي الحلّ والغالبية العظمى من اتفاقات وقف إطلاق النار.
وزاد النزاع حدة الأزمات التي يعانيها السودان وأثّر على مجمل مناحي الحياة لسكانه الذين يقدّر عددهم بأكثر من 45 مليون نسمة.
والسبت، أفاد شهود و«لجان المقاومة» في جنوب الخرطوم بتعرّض منطقة اليرموك إلى «قصف جوي سقط على أثره عدد من الضحايا المدنيين».
وأعلنت قوات «الدعم السريع» إسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ» تابعة لقوات الجيش في جنوب الخرطوم. ولم يذكر بيان هذه القوات تفاصيل بشأن مصير طاقم الطائرة، لكنه اتهم طيران الجيش باستهداف أحياء سكنية في جنوب العاصمة ما أسفر عن سقوط وإصابة العشرات.
وأكد شهود وقوع «اشتباكات بكل أنواع الأسلحة» في جنوب العاصمة، و«قصف صاروخي وبالمدفعية الثقيلة» مصدره ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم.
وتأتي أعمال العنف هذه غداة تأكيد شهود تعرض وسط أم درمان لقصف جوي من سلاح الطيران التابع للجيش، طال خصوصاً حي بيت المال.
وتحدثت «لجان المقاومة» المحلية (الجمعة) عن وقوع «ثلاث وفيات» وأضرار في «عدة منازل بالحي» جراء القصف.
ومنذ أكثر من شهرين، تتواصل أعمال العنف بشكل شبه يومي في الخرطوم التي كان عدد سكانها يتجاوز خمسة ملايين نسمة، إلا أن مئات الآلاف غادروها منذ بدء النزاع، في ظل نقص المواد الغذائية وتراجع الخدمات الأساسية خصوصاً الكهرباء والعناية الصحية.
وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح «أكليد»، إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
كذلك، تسببت المعارك بنزوح أكثر من 2.2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفاً منهم إلى دول الجوار، وفق أحدث بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدودية مع إقليم دارفور حيث تتخوف الأمم المتحدة من وقوع انتهاكات قد ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية»، خصوصاً في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
وأشارت منظمة «أطباء بلا حدود» إلى أن زهاء ستة آلاف شخص فرّوا من الجنينة خلال الأيام القليلة الماضية فقط، مع «تصاعد أعمال العنف» في دارفور.
وأوضحت في بيان (السبت) أن «ما لا يقل عن 622 جريحاً» أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشادية الحدودية مع السودان «على مدى الأيام الثلاثة الماضية». وأكدت أن 430 من هؤلاء يحتاجون إلى «عناية جراحية»، وأن غالبية الإصابات كانت «جراء إطلاق النار».
وتثير الأوضاع في دارفور قلقاً متزايداً؛ إذ حذّرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من أن ما يشهده الإقليم قد يرقى إلى «جرائم ضد الإنسانية».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إدانات واسعة بشأن مقتل والي غرب دارفور مع تبادل الاتهامات بين طرفي الصراع
الجيش السوداني يتّهم قوات الدعم السريع بإختطاف والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر و تصفيته
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر