فاقت أعداد المصوتين بالخارج في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التركية أعدادهم في الجولة الأولى بما يزيد على 50 ألف صوت حتى الآن. وشارك مليون و895 ألفاً و430 ناخباً تركياً، حتى أمس الخميس، في التصويت بجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، وذلك في الممثليات الخارجية والمعابر الحدودية. وبحسب معلومات حصلت عليها «الأناضول» من الهيئة العليا للانتخابات التركية، فإن عملية التصويت بالجولة الثانية من الرئاسيات، انتهت مساء 24 مايو/ أيار الجاري، فيما يتواصل الاقتراع في المعابر الحدودية والمطارات حتى الساعة 17:00 من يوم 28 مايو/ أيار.
وفي السياق ذاته تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الاحتفاظ بالدعم في المناطق المنكوبة جراء الزلزال، رغم تأخر الإغاثة وانهيار عشرات الآلاف من المباني على سكانها. فيما يعطي ملصق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عُلّق على أطلال أنطاكية، أحمد غوليديز أوغلو، شعورًا بالأمل قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وفي المحافظات الجنوبية لتركيا التي دمرها زلزال 6 شباط/ فبراير مودياً بحياة ما لا يقل عن 50 ألف شخص، فضّل ملايين الناخبين المراهنة على الرجل الذي يتولى السلطة منذ 20 عامًا، والذي لم يتمكّن من الفوز في الجولة الأولى من الانتخابات التي نظمت في 14 أيار/ مايو. ولقد أجبر الغضب الذي عُبِّر عنه بعد الزلزال رئيس البلاد على الاعتذار علناً، في موقف غير مسبوق.
لكن بالنسبة إلى بيرك إيسن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سابانجي في اسطنبول، فإن ذلك «ليس مستغربًا جدًا»، وأقنع أردوغان الناخبين في المناطق المتضررة بالتصويت له، من خلال وعدهم بمنازل جديدة مطلع العام المقبل، «ربما بعد ذلك بقليل» لسكان أنطاكية. وحاول كيليتشدار أوغلو أن يقوم بالأمر نفسه الثلاثاء، قائلاً: لا ينبغي لأحد أن يشكك في قدرتنا على إعادة بناء المنطقة. من جهته، دحض هاكان ترياكي، المسؤول الإقليمي لحزب كيليتشدار أوغلو «حزب الشعب الجمهوري»، الاتهامات بأن المعارضة لم تكن موجودة بشكل كافٍ في المنطقة قبل الجولة الأولى، وقال إن حملة أكبر كان يمكن أن تعطي انطباعًا بأن المعارضة تحاول استغلال حزن الناس.
لكن ذلك لم يكن كافيًا لتغيير رأي عمر أديب أسلانتاس، وهو مؤيد سابق لليسار، الذي قال إن «اليسار التركي لم يعد كما كان. لقد أصبح معاديًا لتركيا ومعادياً للمسلمين».
ومن جهه أخرى، أعلنت الأحزاب الموالية للأكراد في تركيا الخميس دعم مرشح الرئاسة المعارض كمال كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية الأحد المقبل دون ذكر اسمه، وذلك بعد يوم من إبداء غضبها من اتفاقه مع حزب يميني متطرف.
وسلط انهيار تحالف الأجداد "أتا" القومي في تركيا، الضوء على تفتت كتلة الأصوات القومية، بعدما أعلن سنان أوغان الذي كان مرشحا عن التحالف في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية دعم الرئيس رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية، بينما تدعم أحزاب التحالف منافسه كمال كليجدار أوغلو زعيم المعارضة.
وأعلن أوميت أوزداغ، رئيس حزب النصر دعم كليجدار أوغلو، مرجعا ذلك إلى "وعوده بإعادة ملايين المهاجرين إلى أوطانهم"، وسبقه وجدت أوز، رئيس حزب العدالة، في دعم زعيم المعارضة. و"تحالف الأجداد" تكون من أحزاب، أبرزها النصر والعدالة، وشخصيات عامة، يقوم برنامجها الأساسي على الحفاظ على القومية التركية، ورفض وجود اللاجئين.
ومع احتدام الصراع الانتخابي، يشغل ملف اللاجئين في الانتخابات حيزاً كبيراً من خطابات المرشحين؛ إذ قال إردوغان في تجمع انتخابي في إسطنبول يوم الخميس، إن العمل جارٍ لبناء منازل جديدة تستوعب نحو مليون سوري بدعم قطري.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن إردوغان قوله: «بالأمس توجّه وزير داخليتنا سليمان صويلو إلى الشمال السوري، وأشرف على وضع حجر الأساس لمشروع المنازل، ومع هذا المشروع، نكون قد بدأنا بتأسيس البنية التحتية للعودة الطوعية للسوريين إلى تلك المناطق». وأردف قائلاً: «لن نعيد السوريين إلى بلادهم طرداً أو قسراً؛ سنعيدهم بشكل يليق بالقيم الإنسانية والإسلامية».
بينما يركز كليتشدار أوغلو في الجولة الثانية من الانتخابات على ملف ترحيل اللاجئين، خاصة السوريين، بشكل كبير جداً، حتى بات هذا الملف محوراً رئيسياً في خطاباته الانتخابية. وبينما كان كليتشدار أوغلو يعد في الجولة الأولى بترحيل اللاجئين السوريين بشكل طوعي وآمن خلال عامين بالتعاون مع الحكومة السورية والأمم المتحدة؛ فقد بات اليوم يستخدم
لغة حادة وأرقاماً ضخمة؛ إذ تحدث عن وجود أكثر من 10 ملايين لاجئ سوري في تركيا، وحذر من وصول أعدادهم إلى 30 مليوناً في المستقبل.
وبهذه النبرة الحادة تجاه اللاجئين، يأمل مرشح المعارضة في جذب أصوات اليمينيين والقوميين الأتراك، الذين صوتوا لمرشح تحالف الأجداد سنان أوغان، الذي حصل على نسبة 5.2 في المائة وحل ثالثاً بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في الرابع عشر من الشهر الحالي.
وكانت إدارة الهجرة التركية أعلنت يوم الأربعاء أن إجمالي عدد الأجانب في البلاد يبلغ 4 ملايين و990 ألفاً و663 شخصاً.
أظهر فشل مرشح المعارضة وتحالف الأمة كليتشدار أوغلو في الفوز بالانتخابات من الجولة الأولى، رغم كل الحشد
والتجييش الجماهيري والإعلامي الذي رافق حملاته الانتخابية، أن المعارضة التركية لا تزال تفتقد المرشح القوي
والخطاب السياسي الذي يمنحها أصوات الأغلبية.
وكانت هناك خلافات بين أعضاء تحالف الأمة، أو ممثلي الطاولة السداسية، حول جدوى تسمية كمال كليتشدار أوغلو كمرشح للتحالف ومدى قدرته على الفوز في مواجهة إردوغان.
عاد هذا الخلاف ليطفو على السطح من جديد، لكن بعدما فات وقت تغييره، وهو أمر بات يشكل هاجساً لدى المعارضة، التي قد تخسر فرصة لن تتكرر ثانية لهزيمة إردوغان بعد أن تحالفت في كيان واحد رغم كل اختلافاتها الفكرية والعقائدية الكبيرة.
يذكر أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، جاءت مخالفة لكل التوقعات، لا سيما من ناحية حدوث تحول سياسي كبير في تركيا عبر تحالف كل أطياف المعارضة في كيان واحد لإقصاء إردوغان وإنهاء حكمه المستمر منذ أكثر من 20 عاماً.
وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي في تركيا تحدثت عن فوز كليتشدار أوغلو في الانتخابات من الجولة الأولى، فإن النتائج أظهرت أن إردوغان ما زال المرشح المفضل لدى الشعب التركي، على الرغم من عدم فوزه من الجولة الأولى بالانتخابات.
وقبل أيام من انطلاق الجولة الحاسمة في الانتخابات، ظهرت بوادر خلافات بين أعضاء حزب «العدالة والتنمية» الحاكم حول طريقة إردوغان في إدارة الملف الاقتصادي، خاصة فيما يتعلق بخفض معدلات التضخم وأسعار الفائدة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بدء تصويت الأتراك في الخارج بجولة الإعادة لاختيار رئيس جديد
جو بايدن يُعلق على الانتخابات الرئاسية التركية قائلاً "ليفز من يفوز"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر