الدار البيضاء ـ جميلة عمر
اختتمت، السبت، فعاليات منتدى ''كريس مونتانا''، المقام في مدينة الداخلة، بحفلة توزيع الجوائز على مجموعة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والثقافية التي ناضلت من أجل تكريس ثقافة حقوق الإنسان عبر العالم والنهوض بأوضاع المستضعفين''، كما وصفهم فيليب دوستر بلازي، أمين عام مساعد للأمم المتحدة، الذي أشرف، بمعية حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة المكلفة بالبيئة، على حفلة توزيع هذه الجوائز.
وقال الرئيس الشرفي لمنتدى ''كرانس مونتانا''، جون بول كارتوران، إن المنتدى في دورته لهذه السنة، استحضر فيه المشاركون التغيرات المناخية التي باتت تؤرق العالم، والتي تساهم في التأثير على صحة الإنسان بشكل سلبي كل يوم، مشيرًا إلى أن هذه التغيرات وما يرافقها من ارتفاع في درجة الحرارة وانتشار التلوث، يخلق أمراضًا لدى الأطفال والمواليد والنساء، خاصة أمراض التنفس، موضحًا أن أكثر من 17 مليون طفل يموتون سنويًا، بسبب التلوث البيئي، داعيًا منظمة الصحة العالمية إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الظاهرة المقلقة.
وهاجم جون بول كارتوران الشركات المنتجة للأدوية، التي قال إنها تجني أرباحًا خيالية من بيع الدواء، داعيًا إياها إلى تخفيض أثمانها كي "يكون الدواء متاحًا للجميع، وأن تنتج هذه الشركات أدوية ذات نجاعة ومن دون فوائد ربحية''، مضيفًا أن أدوية بعض الأمراض مثل الفيروس الكبدي سي أوجيم لا يمكن أن ''يشتريه سوى النخبة".
وأضاف المتحدث في كلمته إن التغيرات المناخية تسببت في ظهور أمراض جديدة، وهذه الأمراض من الممكن أن تصير معدية في سنة 2030، بحسب ما كشفت عنه منظمة الصحة العالمية. وشدد على أن التصدي لهذه الآفة يتطلب إرادة حقيقية، واتخاذ قرارات على مستوى عليا، موضحًا أن الأمر لا يعني فقط منظمة الصحة العالمية، بل على الشركات مثل ''كوكا كولا و ''ماكدونالد '' وباقي الشركات الأميركية أن تكف عن نشر داء السكري، مؤكدًا أن هذه الشركات ساهمت بانتشارها بشكل كبير عبر العالم، وأن 26 في المائة من سكان العالم مصابون بهذا الداء، داعيًا في الوقت نفسه إلى تغيير نمط العيش الأميركي وتعويضه بنمط أكثر صحيًا.
وظفر وزير الصحة وجودة العيش بجزر الموريس، أنوار حسنو، بالجائزة الأولى للمنتدى، نظير جهوده في مكافحة الأمراض في بلده، خاصة مرض السكري، الذي يمس الآف الأشخاص في هذه الجزر التي تقع في المحيط الهادي''، وأنه من أكبر دعاة ''العودة إلى الأعراف التقليدية لمواجهة هذه الآفة''، كما ناضل من أجل حماية الشباب وصيانتهم.
ونال الجائزة أيضا ملك إحدى القبائل الغانية، بسبب التزامه ''القيام بمجموعة من الأعمال الخيرية عبر خلقه لجمعيات تنشط في المجتمع المدني، وتسلم الجائزة أيضًا وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في جامايكا، باعتبارها ''محامية لها حضورًا وازنًا في بلدها، وعرفت باهتمامها بتحسين الحكامة والنهوض بالتعليم والمساواة بالجنسين، وتأهيل تمدرس الأمهات العازبات''، وتسلم الجائزة أيضا، ايفان شاكا شاكا، سفيرة النوايا الحسنة، ومغنية جنوب أفريقية، باعتبارها أول طفلة أسود تظهر في عهد ''الابارتايد'' في التلفزة في جنوب أفريقيا، وجهودها في محاربة الملاريا أو ما يعرف بحمى المستنقعات، وأيضا وزيرة المرأة والشباب الجمايكية، وغيرها من الشخصيات الأخرى التي أهداها المنتدى جوائز اعتبارا لمساهمتها في الرقي بجودة الحياة والصحة ببلدانها.
وفي ختام الحفلة، أكدت حكيمة الحيطي الوزيرة المغربية، أن منتدى ''كريس مونتانا'' لهذه الدورة عرفت مشاركة أكثر من 140 شخصية أتت من بلدان بعيدة، وهذه الجوائز هي بمثابة عرفان لهؤلاء الشخصيات لـ''تفانيها في عملها من أجل تكريس قيم الديمقراطية، ومحاربة الفقر على المستوى العالمي ولا سيما الدول الهشة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر