شهد المغرب تدفق المئات إلى حدود سبتة ومليلة، في ليلة أطلق عليها ليلة "الهروب الكبير" بعد حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلى هجرة جماعية عبر الحدود إلى مدينة سبتة الإسبانية الحدودية شمال إفريقيا.وتعد مدينة فنيدق البوابة الساحلية المغربية لأوروبا؛ حيث يمكن للمهاجرين إما السباحة عبر السياج الأمني الذي يفصل مدينة سبتة الإسبانية عن المغرب، أو محاولة اختراقه.
وأفاد موقع في المغرب في وقت مبكر من يوم الاثنين 16 سبتمبر/أيلول، بانتشار القوات المغربية على السواحل حول بلدة فنيدق الشمالية، بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لـ "اقتحام جماعي" لسبتة.
وقد صُدم المئات من الراغبين في الهجرة بعد وصولهم، بانتشار عناصر أمنية في المنطقة، ما أدى إلى صدامات وعراك مع قوات الأمن التي وصفت احتشاد أفرادها بأنه "غير مسبوق".
وقالت إن عمليات التمشيط جارية في محطات القطارات والحافلات وسيارات الأجرة ومداخل المدن الشمالية، ما أدى إلى عودة عدد كبير من الراغبين في الهجرة، منهم قاصرون، إلى مدنهم الأصلية.
كما انتشرت صور لشباب شبه عراة يجلسون على الأرض، قيل إنهم ممن ألقت السلطات المغربية القبض عليهم خلال محاولة الهروب، وقارنها البعض بصور الفلسطينيين في غزة.
وعلق أحد رواد مواقع التواصل قائلاً إن الصور "مؤلمة لأمهات يتعقبن أبناءهن وعمليات الإيقاف بالقوة، ولهراوات البوليس على أجساد الأطفال". وتساءل أحدهم: هل يحق لأي كان أن تُستخدم أدوات الدولة من أجل التعذيب؟!
في المقابل، علق آخرون بوجود ما وصفها بأنها "مئات الحسابات التابعة للذباب الإلكتروني"، تنشر أخباراً "مزيفة" وتحرض على الهجرة غير الشرعية بهدف استغلال الأوضاع ونشر الفتنة، مشدداً على ضرورة التحقق من المعلومات ومصادرها.
ووصفت هذا التطور بأنه "عملية أمنية استباقية أرسلت رسالة واضحة" إلى مختلف الأطراف الخارجية التي اتهمت المغرب باستخدام محاولات الهجرة الجماعية كورقة ضغط على إسبانيا والاتحاد الأوروبي بشكل عام.
وقالت إن بعض الدوائر السياسية الإسبانية، لاسيما اليمينية منها، تكرر توجيه الاتهامات بأن المملكة المغربية "توظف المهاجرين للضغط على إسبانيا لانتزاع مكاسب سياسية"، وهي ادعاءات تتكرر بشكل دوري في الانتخابات، وفقاً لـ هسبريس.
الشرطة المغربية تعتقل شاباً لمنع عبوره غير القانوني بالقرب من نقطة تفتيش جمركية على طول الحدود البرية مع جيب سبتة الإسباني، في الفنيدق، شمال المغرب، 16 سبتمبر/أيلول 2024 الحدود.
التعليق على الصورة، الشرطة المغربية تعتقل شاباً لمنع عبوره غير القانوني بالقرب من نقطة تفتيش جمركية على طول الحدود البرية مع جيب سبتة الإسباني، في الفنيدق، شمال المغرب، 16 سبتمبر/أيلول 2024
وأفادت في منشور آخر أن هناك دعوات جديدة على مواقع التواصل في الثلاثين من سبتمبر/أيلول لتكرار المحاولة، متسائلة عن أسباب موجة الهجرة غير المسبوقة، وعن تحوّلها من السرية إلى العلنية.
يأتي أحدث تطور أمني شمالي المغرب بعد أسابيع من محاولات مماثلة للوصول إلى سبتة، أدت إلى اعتقال 800 مهاجر، بعد أن حاولوا الوصول إليها بالسباحة.
كما تأتي بعد اعتقال أكثر من 60 شخصاً، بينهم قاصرون، الأسبوع الماضي في مدينتي طنجة وتطوان الشمالية، بتهمة التحريض على الهجرة غير النظامية الجماعية، حسبما ذكرت قناة "إم 2" التلفزيونية التابعة للدولة على موقعها على الإنترنت في 11 سبتمبر/أيلول.
وأفادت القناة بأن مركز اليقظة المعلوماتية التابع للأمن الوطني في المملكة، راقب المحتوى الرقمي المنشور على منصات التواصل الاجتماعي والذي حرض بشكل مباشر على اقتحام السياج الأمني بين فنيدق وسبتة في 15 سبتمبر/أيلول.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر