عدن / الكويت - عبد الغني يحيى
ذكرت مصادر ميدانية أن القيادي الميداني في مليشيات "الحوثي وصالح" أبونصر الشميري قتل وعدد من مرافقيه خلال مواجهات عنيفة مع الجيش الوطني و المقاومة في جبهة جبل البرقة في منطقة حمير في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز.
وقالت المصادر إن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من السيطرة على جبل المنيف، في الجبهة الغربية.
وصدت قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومة الشعبية، عدة هجمات لمليشيات الحوثي و صالح شرقي اللواء ٣٥ و السجن المركزي غربي تعز بالتزامن مع قصف المليشيات الآحياء السكنية.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن المواجهات اسفرت عن مقتل 3من أفراد الجيش والمقاومة وإصابة 5 آخرين، فيما قتل وأصيب عدد من المتمردين.
إلى ذلك، أصيب ثلاثة من المدنيين برصاص قناصة مليشيات "الحوثي وصالح" في حي الشماسي، شرقي تعز.
وفي محافظة إب، نجا مدير أمن المحافظة محمد عبد الجليل الشامي من محاولة اغتيال عبر تفجير عبوة ناسفة. وأصيب الشامي بجروح، بينما قتل أحد مرافقيه وإصيب آخرون في انفجار عبوة ناسفة.
ورغم فشلها في تحقيق أي تقدم لها بين محافظتي لحج وتعز، تواصل ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح حشد تعزيزاتها العسكرية ناحية مناطق كرش والمضاربة ورأس العارة في محافظة لحج الجنوبية التي تضم أكبر قاعدة جوية بالبلاد وممر الملاحة الدولية باب المندب.
وأكد القيادي في القوات الشرعية عبد ربه المحولي في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" أن المواجهات مع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح مستمرة في مديرية المضاربة ومناطق رأس العارة والصبيحة الرابطة بين محافظتي لحج وتعز.
وأردف القيادي المحولي: أنه رغم التعزيزات العسكرية المتواصلة والكبيرة للميليشيات ناحية مناطق لحج فإنه لا يوجد أي تقدم للميليشيات ناحية مناطق الصبيحة، مشيرًا إلى أن المضاربة ورأس العارة ومناطق الصبيحة بلحج محمية برجالها، وهي خط أحمر على من يفكر العبور فيها والتقدم نحوها رغم شح الدعم لدى قوات الشرعية هناك مقارنة مع الميليشيات.
وعن الوضع الإنساني والحياة اليومية للمواطنين في مناطق التماس النار هناك، أوضح القيادي في قوات الشرعية في المضاربة ورأس العارة عبد ربه المحولي، أن الوضع الإنساني سيء جدًا، بسب الحصار الخانق على المناطق السكانية هناك، وكذلك شح المياه وانعدام الوقود والدواء والغذاء، على حد تعبيره.
وناشد المحولي المنظمات الدولية الإغاثية والإنسانية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي لتقديم الدعم الإنساني للسكان المحليين بتلك المناطق الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية غاية في الصعوبة، بسب امتداد الحرب وتواصل اشتداد المعارك في تلك المناطق لأكثر من عام، واستمرار تزايد موجة النزوح بسب القصف العشوائي للميليشيات على القرى والمناطق المأهولة بالسكان.
وأوضح الناطق الرسمي باسم قوات الشرعية في محافظة لحج رمزي الشعيبي أن المواجهات مستمرة بشكل يومي مع الميليشيات في مناطق كرش ورأس العارة والمضاربة وباب المندب والشريط الساحلي في الصبيحة، في ظل استمرار ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في حشد قواتها، في محاولة منها لاستغلال شهر رمضان وتحقيق أي موطئ قدم لها ناحية مناطق لحج الجنوبية مع تعز.
وقال الشعيبي في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" إن المعارك تتمركز في المناطق السابقة بكرش بين محافظتي لحج وتعز، مشيرًا إلى أن قوات الجيش الوطني تفرض كامل سيطرتها على المناطق بكرش، فيما تفرض قوات الشرعية وقبائل الصبيحة كامل سيطرتها على مناطق الشريط ورأس العارة والمضاربة، لافتًا إلى أن الميليشيات لا تحترم أي اتفاقيات لوقف النار خصوصًا في هذا الشهر الكريم، مضيفًا أن هذه ميليشيات لا تجد سوى القتل والإجرام والدمار، على حد قوله.
وفي محافظة البيضاء جنوب شرقي صنعاء، تواصل ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح حشد تعزيزاتها إلى مناطق قيفة رداع وذي ناعم والزاهر بعد فشلها في تنفيذ عملية التفاف للتوغل في تلك المناطق مستخدمة القصف العشوائي العنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة.
وقال العميد حسين العمري إن الميليشيات تواصل خروقاتها للهدنة في محافظة البيضاء دون أي اعتبارات لحرمة الشهر الفضيل، لافتًا إلى أن الميليشيات تواصل قصفها العشوائي باستهداف القرى والمناطق السكانية في الجعار وسوداء غراب وغول السفل والحبج ولأجردي والزاهر والعذيبة، مؤكدًا استخدام الميليشيات في قصفها لأسلحة محرمة دوليًا.
وأشار في تصريحات صحافية، إلى أن الميليشيات عمدت في قصفها العشوائي للمناطق بمدفعية الدبابات وبي إم بي والأسلحة الثقيلة، وذلك أثناء أداء المصلين صلاة التراويح، مشيرًا إلى أن المواجهات مستمرة مع الميليشيات بشكل متقطع في الزاهر وذي ناعم وغيرها من جبهات محافظات البيضاء رغم الفروق في العتاد والتسليح بين قوات الشرعية الانقلابية التي تمتلك عتادًا عسكريًا كبيرًا ومهولاً.
وعن الوضع الإنساني في البيضاء، قال العميد العمري إن سكان المحافظة البالغ عددهم 700 ألف مواطن يعانون أوضاعًا إنسانية سيئة جدًا، وإن موجة نزوح لكثير من السكان المحليين ما زالت مستمرة، حيث بلغ عدد النازحين أكثر من 130 ألف نازح بسب الحصار الخانق الذي تفرضه الميليشيات الانقلابية على المحافظة منذ عام ونيف من الحرب الظالمة التي تشهدها البلاد.ولفت العمري إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الغذائية بالبيضاء، وذلك يعود لما قال إنه ارتفاع سعر العملات، وعدم وصول أي مساعدات إنسانية للمحافظة، وتوقف صرف المرتبات للموظفين من أبناء البيضاء، وتوقف المساعدات الحكومية، والتلاعب في صرف مساعدات بعض المنظمات، داعيًا المنظمات الإغاثية الدولية إلى إنقاذ محافظة البيضاء من كارثة إنسانية وشيكة. وفي مديريات بيحان "عسيلان، وعين، العلياء" شرق محافظة شبوة، ما زالت المواجهات محتدمة بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة، وقوات الجيش الوطني وقوات الشرعية من جهة أخرى، حيث تتركز المعارك بشكل متقطع في مناطق حريب والمواقع الحدودية السابقة بين محافظتي مأرب والبيضاء مع شبوة، في ظل تواصل الميليشيات حشد تعزيزاتها العسكرية عن طريق البيضاء.
وعلى صعيد الوضع الإنساني في مديريات بيحان، ما زالت الميليشيات تفرض حصارًا خانقًا على المناطق والسكان المحليين في ظل ارتفاع حالات الإصابة والوفاة في صفوف المواطنين بسب انتشار وباء حمى الضنك الفتاك من أسابيع، وبسبب منع الميليشيات دخول الأدوية إلى المنطقة، وسط استمرار المواجهات وتعمد ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح بشن قصف عشوائي عنيف على القرى، مما تسبب بموجة نزوح كبير بين أوساط المواطنين في مدن ومناطق بيحان.
وقال الدكتور صلاح السيد مدير مستشفى الدفيعة ورئيس غرفة عمليات مكافحة الضنك، إن وباء حمى الضنك يجتاح المدينة منذ أسابيع، في ظل حصار خانق تفرضه الميليشيات على بيحان ونقص في الأدوية والمغذيات الوريدية، حيث بلغت حالات الإصابة في الضنك أكثر من 1293 حالة إصابة و17 حالة وفاة و52 حالة نزفية، وفقًا لآخر إحصائيات الأمس.
وفي الكويت، ورغم التفاؤل الذي يبديه المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، بقرب التوصل إلى تسوية سياسية، بعد مرور 52 يوما على انطلاق مشاورات السلام اليمنية - اليمنية ، فإن المعلومات تشير إلى أن المشاورات تواجه صعوبات كبيرة وتعنتا ومحاولات لنسف الجهود الأممية، من قبل وفد الانقلابيين "الحوثي وصالح"، إزاء كثير من القضايا والمقترحات المطروحة، بعد أن وصلت المشاورات إلى مرحلة وضع مسودة ومشاريع لاتفاق يشمل مختلف الجوانب، السياسية والأمنية والعسكرية والإنسانية.
ففي الوقت الذي تحدث فيه مبعوث الأمم المتحدة، عقب جلسة مع رؤساء الوفود اتسمت بالصراحة والغوص بالتفاصيل، عن الأرضية المشتركة الواسعة وسوف نبني عليها، وعن أن الإشكالية تكمن في التزمين والتطبيق، نفى رئيس وفد الانقلابيين إلى مشاورات الكويت، محمد عبد السلام، صحة التناولات الإعلامية عن وجود توافقات متقدمة يمكن أن تمثل أرضية مشتركة لصياغة أي خطة حل خلال الأيام المقبلة.
في هذه الأثناء، أجرى وزير الخارجية اليمني ورئيس وفد الحكومة الحكومي المفاوضعبد الملك المخلافي، مشاورات في الرياض، مع الرئيس عبد ربه منصور هادي بشأن تطورات وسير عملية التفاوض والرؤى والطروحات المقدمة من كل الأطراف. ولم تستبعد مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط" أن يكون المخلافي حمل معه مسودات اتفاق لعرضها على الرئيس هادي، خصوصًا في ظل المعلومات شبه المؤكدة بأن المبعوث الأممي والدول الراعية لعملية السلام في اليمن، توشك على التقدم بصيغة مشروع اتفاق للحل في اليمن، قبل حلول منتصف رمضان المبارك الحالي.
وقد جاءت مغادرة المخلافي إلى الرياض مفاجئة، وأدت إلى تكهنات حول حدوث مشادات كلامية وملاسنات واشتباكات بالأيدي بينه وبين ممثل المخلوع صالح في الوفد، عارف الزوكا، غير أن نائب رئيس الوزراء، وزير الخدمة المدنية، نائب رئيس وفد الحكومة، نفى هذه الأنباء، وقال إن هذه المعلومات، غير الصحيحة، ولا تخدم عملية المشاورات وتحقيق السلام الذي جئنا إلى الكويت بحثًا عن تحقيقه لبلادنا وشعبنا، مؤكدًا على أن الخلاف السياسي بيننا وبين وفد الطرف الآخر لا يعني التخلي عن أخلاقنا كيمنيين نسعى من أجل إيقاف الحرب التي فرضت علينا، ومهما كانت حدة الخلاف فإنه لا يمكن أن يتجاوز آداب وقواعد الحوار السياسي.
وأضاف أن حساسية المرحلة تتطلب من الجميع العمل بروح المسؤولية وتغليب المصلحة العامة للوطن على المصالح الشخصية وصناعة الإثارة الإعلامية التي لا تخدم أحدًا.
على صعيد آخر، أصدرت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أول من أمس، بيان إدانة لما تعرض له المدنيون ويتعرضون له في محافظة تعز على يد الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وقال البيان إن 18 مدنيًا قُتلوا وجرح 68 آخرون، في الهجمات الصاروخية وقصف قذائف الهاون، ما بين 3 و8 يونيو/ حزيران الحالي. وأضاف البيان، الذي ذيل باسم المتحدث عن المفوض السامي لحقوق الإنسان، رافينا شمداساني (جنيف): أن العديد من الأسواق تعرضت للقصف فيما كانت مكتظة بالناس الذين كانوا يتسوقون لشراء احتياجاتهم خلال شهر رمضان.
واستعرض متحدث المفوضية جملة من التفاصيل المتعلقة بالهجمات التي تعرض لها المدنيون في تعز، طوال الأيام الماضية، وقال إن "تلك الهجمات والقذائف انطلقت من مناطق تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح".
وجاء بيان مفوضية حقوق الإنسان في وقت، تزايدت الانتقادات لدور الأمم المتحدة في اليمن، الذي يصفه بعض المراقبين بالسلبي وغير المحايد، خصوصًا من قبل بعض ممثلي المنظمة الدولية في الهيئات العاملة في اليمن. وكانت الحكومة اليمنية وعبر وزارة خارجيتها، أبلغت، مطلع يناير/ كانون الثاني العام الحالي، المفوضية السامية لحقوق الإنسان بقرارها طرد ممثل المفوضية في اليمن، جورج أبو الزلف، وقالت إنه "افتقد المهنية والحيادية ولم يعد شخصا مرغوبا به"، غير أن الحكومة اليمنية، وتحت ضغوط دولية، عادت وقبلت ببقائه في موقعه، دون الإعلان عن الالتزامات التي تحصلت عليها أو التعهدات بممارسة ممثل المفوضية لمهامه بمهنية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر