دمشق - نور خوام
تستميت القوات الحكومية والمسلحون الموالين لاستعادة السيطرة على قرية الزارة الواقعة على الحدود الإدارية بين ريفي حماة الجنوبي وحمص الشمالي، بعد سيطرة حركة "أحرار الشام الإسلامية" وفيلق "حمص" و"كتائب أهل السنة" و"أجناد حمص" و"جبهة النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) صباح الخميس على القرية عقب هجوم عنيف، تمكنت فيه من قتل 8 من عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، وأسرت آخرين منهم.
ولا يزال مجهولًا مصير عشرات العوائل من أبناء القرية التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية واختطفت من قبل الفصائل والنصرة، بينما تمكنت عشرات العوائل الأخرى من الفرار قبل السيطرة الكاملة على القرية، ولم يعرف حتى الآن إذا كانت اختطفت أم وصلت الى منطقة آمنة، في ما تستمر القوات الحكومية والطائرات الحربية والمروحية باستهداف القرية تزامنًا مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين في محيطها، وارتفع عدد الغارات الجوية التي استهدفت القرية إلى نحو 60 ، كذلك استهدف مسلحون موالون بالرشاشات والقذائف الصاروخية عناصر في فصائل مقاتلة وإسلامية قرب منطقتي تلدرة وتلال القنطرة، دون معلومات عن الخسائر البشرية حتى الآن.
وأصدرت قيادة جيش السنة بيانًا جاء فيه "تعلن قيادة جيش السنة عدم مسؤوليتها عن أعمال الكتيبة 13 الموجودة في مدينة إعزاز وأنها لا تتحمل أي ردة فعل تجاه المناطق المدنية في عفرين وتحّمل قيادة جيش السنة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD (الوجه الحقيقي لحزب العمال الكردستاني الإرهابي PKK) الأعمال التي ستنتج عن الكتيبة 13 بعد أن مثَّل حزب PYD بجثث شهداء جيش السنة عامة والكتيبة (13) خاصة". وختم بيانه "إن الكتيبة (13) من صدور هذا البيان هي خارج إدارة جيش السنة وإننا نطالب الإخوة في الكتيبة (13) بعدم الانجرار وراء جرائم حزب PYD وعدم المعاملة بالمثل وضبط النفس".
وخرج عشرات المواطنين في مدينة أعزاز الواقعة في ريف حلب الشمالي، في مظاهرة ووقفة احتجاجية ضد قوات سورية الديمقراطية، مطالبينهم بتسليم العشرات من جثث مقاتلي الفصائل ممن قضوا في معارك عين دقنة والبيلونة بالريف الشمالي لحلب، في الـ 27 من شهر نيسان / أبريل الفائت، ولا تزال جثثهم موجودة لدى قوات سورية الديمقراطية في منطقة عفرين من ريف حلب الشمالي الغربي، وحمل متظاهرون لافتات كتب عليها ""هل أشبعتم وحشيتكم من التمثيل بشهدائنا؟ pyd بأي قانون دولي وإنساني تفاوضوننا على جثث؟ كذلك شهدت ليل الجمعة منطقة الجلمة في ريف عفرين قصفًا من قبل فصائل استهدف أماكن في المنطقة، دون معلومات عن خسائر بشرية.
ونشر في 5 أيار / مايو الجاري أن مفاوضات تجري بين قيادة وحدات حماية الشعب الكردي وفصائل إسلامية ومقاتلة لتبادل أسرى من الطرفين، وجثث مقاتلين قضوا في معارك عين دقنة في ريف حلب الشمالي، في أواخر شهر نيسان / أبريل الفائت، وأكدت المصادر الموثوقة حينها أن بنود المفاوضات لم يتم الموافقة عليها حتى الآن، اذ تتهم الوحدات الكردية الفصائل بالمماطلة بتحريض من تركيا ، ويتضمن عرض الوحدات الكردية تنفيذ عملية التبادل على مرحلتين تشمل الأولى إثبات حسن النوايا من طرف القوات الكردية ومن طرف الفصائل بوقف إطلاق النار وإفساح المجال لمنظمة إنسانية بالدخول وسحب جثث مقاتلين قضوا في معارك عين دقنة والبيلونة في ريف حلب الشمالي، التي لا يزال عدد منها ملقى في العراء لدخولها في منطقة تقاطع النيران، والتي لم تسحب حتى الآن بسبب عدم وقف إطلاق النار من الجانبين، كما تتضمن هذه المرحلة طلبًا من الوحدات الكردية بإجراء اتصال مع عضو بارز في مكتب العلاقات في وحدات حماية الشعب الكردي الذي اختطف على يد الفصائل في آب / أغسطس من العام الفائت 2015.
وبعد وقف إطلاق النار بين الجانبين فإن المرحلة الثانية تتضمن فتح ملف تبادل جثامين المقاتلين والأسرى، على أن يتم تسليم الجثث التي سحبت من أرض المعركة مقابل أسرى لدى الفصائل. ويشار إلى أن ما لا يقل عن 53 من مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة قضوا خلال هجوم نفذوه يوم الـ 27 من شهر نيسان / أبريل الماضي على منطقتي البيلونة وعين دقنة في ريف حلب الشمالي، فقد حاولت الفصائل خلال هجومها استعادة السيطرة على المنطقتين اللتين سيطرت عليهما قبل أسابيع قوات سورية الديمقراطية في الريف الشمالي لحلب، ووردت حينها نسخة من شريط مصور تظهر نحو 50 جثة موضوعة على حاملة دبابات لقوات سورية الديمقراطية، وجرى التجوال بالجثث في شوارع مدينة عفرين وسط تجمهر مئات المواطنين، كما قضى خلال الاشتباكات هذه 11 مقاتلًا من قوات سورية الديمقراطية وأصيب آخرون بجراح. كما أن الوحدات الكردية كانت تبرأت من تجوال مقاتليها في شوارع عفرين بجثث نحو 50 مقاتلًا من الفصائل ممن قضوا في عين دقنة والبيلونة، ووردت نسخة من بيان أصدرته قيادة وحدات حماية الشعب الكردي ببعاء ٢٨/٤/٢٠١٦ ممن استشهد لهم إخوة وأقرباء في حي الشيخ مقصود وكردة فعل غير مدروسة بنقل جثث القتلى الذين قضوا في اشتباكات عين دقنة وبلدة أرفاد عبر الشارع الرئيسي في مقاطعة عفرين باستخدام شاحنة نقل، ونحن في القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بمقاطعة عفرين نؤكد أن هذا العمل تصرف فردي ولا يمت للرسالة الإنسانية التي تسعى وحداتنا جاهدة لنشرها، ولايتماشى مع قيمنا الأخلاقية والثورية، ونؤكد أن من قام بهذا التصرف سيكون موضع محاسبة، معاهدين بمواصلة نشر الأمن والسلام في المنطقة، ولن نسمح بتكرار هكذا حوادث مرة أخرى".
وفي محافظة دير الزور ألقت طائرات شحن الخميس مساعدات على مناطق سيطرة القوات الحكومية في مدينة دير الزور، وألقت 26 مظلة تحمل مساعدات سقطت على طريق دير الزور/ دمشق، في حين قتل عنصران على الأقل من المسلحين الموالين خلال اشتباكات مع تنظيم "داعش" في محيط حي الصناعة بمدينة دير الزور. وفي محافظة حمص لا يزال محيط حقول شاعر وجزل والمهر النفطية ومحيط منطقة حويسيس ببادية حمص الشرقية يشهد معارك عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، ترافقت مع قصف عنيف ومكثف من قبل القوات الحكومية على مناطق الاشتباك في استماتة منها لمحاولة استعادة السيطرة على هذه المناطق الاستراتيجية والحقول النفطية، ونفذت الطائرات الحربية ضربات استهدفت مواقع التنظيم في المنطقة، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما تستمر الاشتباكات بين الطرفين في محيط الكتيبة المهجورة ومطار التيفور العسكري على طريق حمص/ تدمر الذي لا تزال القوات الحكومية تحاول إعادة فتحه، وهو طريق الإمداد البري إلى تدمر.
وفي محافظة حلب استهدفت الفصائل الإسلامية بصاروخ عربة مدرعة للقوات الحكومية على جبهة حميرة بالريف الجنوبي لحلب، ما أدى لإعطابها ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها. وفي محافظة درعا تعرضت مناطق في بلدة عقربا الواقعة بالريف الشمالي لمدينة درعا وبلدة اليادودة شمال غرب مدينة درعا، لقصف من القوات الحكومية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. وفي محافظة طرطوس تستمر القوات الحكومية في تنفيذ مداهمات لمنازل مواطنين في مدينة بانياس ومحيطها، فقد اعتقلت السلطات الأمنية السورية مواطنين بينهم طفل يبلغ نحو 15 عامًا، واقتادتهم إلى جهة مجهولة، وتشهد مدينة بانياس منذ أيام تكثيف القوات الحكومية لعمليات مداهمة المنازل واعتقال المواطنين من المدينة، واقتيادهم إلى الأفرع الأمنية، تزامنًا مع الذكرى الثالثة لمجزرة بانياس، فقد نفذت ما تسمى بـ"قوات الدفاع الوطني" الموالية للحكومة السورية في الثاني والثالث من شهر أيار / مايو من العام 2013 مجزرة طائفية مكتملة المعالم والأدلة، ونفذ عناصر الدفاع الوطني - وكانوا جميعهم من الطائفة العلوية - صباح يوم الخميس 2 أيار/ مايو 2013 هجومًا على قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس في محافظة طرطوس، وعمدوا لقتل أطفالها قبل شيوخها ونسائها، وأحرقوا جثث الشهداء، واعتقلوا وهجروا أهلها، وتابعت هذه القوات وفي مساء ذات اليوم وصباح اليوم التالي، حقدها في مدينة بانياس بحي راس النبع، وقتلت الأطفال والشيوخ والنساء في الحي، وأحرقت المنازل أيضًا، واعتقلت وشردت أهالي هذا الحي، والكثير من أهالي الأحياء الجنوبية للمدينة التي يقطنها مواطنون من المسلمين السنَّة، وتعد مجزرة الإبادة الطائفية في بانياس والبيضا التي استشهد وجرح فيها المئات وهجر الآلاف، المجزرة الطائفية المكتملة الأدلة، التي لا يستطيع أي قاض دولي إنكارها، ورغم ذلك لم يتحرك الضمير الإنساني.
وخرج حينها إعلام الحكومة وأظهر معتقلين من أهالي الضحايا في مدينة بانياس، الذين فقدوا أبناءهم، وعمدوا لإجبارهم على الإدلاء باعترافات ملفّقة وكاذبة، على أنهم هم من نفذوا المجزرة في مدينة بانياس، في حين أن المجزرة ارتكبت بقيادة الملازم الأول علي وجيه شدود قائد الدفاع الوطني ببانياس، الذي كان جميع عناصره من الطائفة العلوية ممن استقدمهم من مدن وقرى محافظتي اللاذقية وطرطوس، والذي قتل في اشتباكات مع الكتائب الإسلامية المقاتلة في آخر شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2013.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر