تونس ـ كمال السليمي
نجحت السلطات التونسية في إطار عملياتها الاستباقية ضد "الإرهابيين"، في إحباط مخطط لشن هجمات متزامنة. وقُتل أربعة دركيين عندما فجر متطرف نفسه بحزام ناسف خلال مواجهات مع قوات الأمن التي كانت تقوم بعملية في ولاية تطاوين الحدودية مع ليبيا، وأوضحت وزارة الداخلية في بيان أن "أحد العنصرين الإرهابيين فجر نفسه بحزام ناسف ما أسفر عن استشهاد ضابطَين وعنصرَين في الحرس الوطني. وأشارت إلى وجود علاقة بين هذه المجموعة ومجموعة اخرى بالمنيهلة بولاية اريانة التي خططت لشن عمليات إرهابية متزامنة،وقتلت قوات الامن ارهابيين اثنين واعتقلت 16 اخرين".
وكانت وحدات أمنية خاصة قد شنت عملية أمنية معقدة بولاية أريانة أمس، وداهمت منزل تتحصن به عناصر إرهابية في منطقة المنيهلة التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن وسط العاصمة.
وجرى تبادل لإطلاق النار استمر حوالي ساعتين، قبل أن تتم مداهمة المنزل والإجهاز على عنصرين إرهابيين خطيرين مسلّحين، واعتقال البقية ومصادرة أسلحة.
وحسب وزارة الداخلية، فإن العناصر التي جرى تعقبها في المنيهلة قدمت من عدة مناطق في البلاد، وتجمعت في حي التضامن وهو من الأحياء الشعبية الفقيرة المحيطة بالعاصمة، ويضم نسباً عالية من الجماعات التكفيرية والسلفية.
وأوضحت الوزارة أن المجموعة كانت تخطط لشن هجمات متزامنة. وهو ذات المخطط التي تم اتباعه في مدينة بن قردان جنوبي البلاد في مارس الماضي، حينما حاول العشرات من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي الاستيلاء على المدينة واستهداف مقار أمنية وعسكرية بشكل متزامن قبل أن ينجح الجيش والأمن في إحباط المخطط.
وتعمل تونس جاهدة لتفادي أي قلاقل أمنية أو هجمات إرهابية جديدة من شأنها أن تنسف الموسم السياحي الذي ينشط بشكل خاص في فصل الصيف، على غرار ما حصل العام الماضي في باردو وسوسة ما أدى إلى تراجع القطاع السياحي الحيوي في اقتصاد البلاد بنسبة فاقت 30% مقارنة بالعام السابق.
وتأتي عملية المنيهلة ضمن حملات أمينة واسعة النطاق في مختلف أنحاء البلاد أدت إلى إيقاف العشرات من العناصر الإرهابية وتفكيك خلايا نائمة كان آخرها الثلاثاء الماضي من خلال تفكيك خلية في قبلي جنوبي البلاد كانت تخطط لتصفية قيادات أمنية وعسكرية.
من جهة أخرى دخلت مدينة بن قردان في إضراب عام أمس احتجاجاً على غلق المعبر الرئيسي والحيوي للتجارة في المنطقة مع ليبيا منذ أسابيع.
وأغلقت جميع المرافق العمومية في المدينة وأغلب المحال التجارية أبوابها أمس، بينما تم استثناء المخابز والصيدليات والمستشفى الجهوي واختبارات طلبة البكالوريا "الثانوية العامة" من الإضراب.
ورغم ارتفاع درجات الحرارة بهذه المنطقة الصحراوية، نزل مئات من المحتجين إلى الشوارع بشكل غير منظم، وتجمع جزء منهم أمام مكتب "الاتحاد العام التونسي للشغل" (المركزية النقابية) الذي دعا إلى الإضراب العام.
كما احرق محتجون إطارت مطاطية، أمام مقر المعتمدية.
وكان الاتحاد الجهوي للشغل قد دعا إلى الإضراب الثلاثاء في أعقاب احتجاجات شهدتها المدينة منذ الاثنين ضد غلق المعبر الرئيسي رأس جدير مع ليبيا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر