الرباط - كمال العلمي
من المرتقب أن يجتمع وزراء خارجية كل من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والإمارات والبحرين ومصر، في نهاية الشهر المقبل، في المملكة المغربية في إطار منتدى “النقب”، حسب ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية.صحيفة “هارتس” الإسرائيلية نقلت عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن أعضاء اتفقوا على عقد قمة النقب الثانية في الـ25 من يونيو المقبل، بعد القمة الأولى التي عقدت في إسرائيل في مارس من العام الماضي، واتفق فيها المشاركون على عقده اجتماعات المنتدى بشكل سنوي.
الصحيفة ذاتها أوردت أن إرجاء عقد المنتدى في وقت سابق من العام الجاري كان بسبب التوترات الأمنية الأخيرة على الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى تحفظ واشنطن إزاء إصرار المملكة المغربية على عقده في مدينة الداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة.المصدر عينه كشف عن مساع أمريكية إسرائيلية لتوسيع دائرة المشاركين بضم دول إفريقية مسلمة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، مؤكدا أن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، ناقش المسألة مع نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، خلال لقاء جمعها الأسبوع الماضي.
وكان إرجاء القمة، التي كانت مقررة في مارس الماضي، قد أثار تكهنات كثيرة حول مستقبل العلاقات بين كل من المغرب والولايات المتحدة، إذ أرجع محللون سبب التأجيل إلى احتجاج الرباط على واشنطن إلى عدم وفائها بالتزامها بفتح قنصلية لها بمدينة الداخلة؛ فيما لم يصدر عن البلدين أي موقف يؤكد ذلك.من جهة أخرى، فإن غموض موقف تل أبيب من قضية الصحراء المغربية واستمرارها في سياسة التصعيد مع الفلسطينيين لا يشجعان المغرب على الارتقاء بمستوى علاقاته مع الجانب الإسرائيلي.
وقف التصعيد
صبري عبد النبي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، قال إن “تأجيل قمة النقب يعود بالأساس إلى التصعيد الإسرائيلي واستمرار اعتداءات بعض أعضاء الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل على حرمات المسلمين في المسجد الأقصى”.وأضاف عبد النبي، في تصريح، أن “المغرب، وعلى غرار مجموعة من الدول الأخرى بما فيها الدول الغربية، ندد بخرق إسرائيل لمبادئ القانون الدولي في هذا الصدد؛ وبالتالي فإن الرباط انطلاقا من التزاماتها تجاه الفلسطينيين رأت أن السياق غير ملائم لعقد هذه القمة، وأنه يجب أولا تهيئة الظروف الإقليمية المناسبة لذلك”.وأضاف الأستاذ الجامعي عينه أن “بيان القمة العربية الأخيرة كان واضحا في هذا الإطار، كما أن المملكة المغربية تعتبر أن تسوية القضية الفلسطينية وتحقيق السلام في الشرق الأوسط يمر أولا إرساء دعائم الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة ووقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية”.
مواقف أكثر جرأة
من جهته، قال هشام معتضد، الخبير في العلاقات الدولية، إن “انعقاد القمة في الشهر المقبل سيشكل محطة مهمة في علاقات الرباط بكل من واشنطن وتل أبيب، في تحقيق تقدم سياسي بخصوص البناء الاستراتيجي من أجل تحقيق أهداف قمم النقب وتفعيل بروتوكولات التفاهم المتعلقة بها”.وأورد معتضد، في تصريح ، أن “المغرب سيحاول الدفع بالقمة لتقديم مواقف أكثر جرأة واتخاذ قرارات تقدمية بعيدا عن الخطابات المناسباتية والمشاركات الدبلوماسية البروتوكولية”، مضيفا أن “الرباط تركز على نوعية مخرجات القمة أكثر من توقيتها وإشكاليات انعقادها”.وأكد الخبير الدولي ذاته أن “الوفد المغربي سيضع قضية الوحدة الترابية والنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في صلب محادثاته مع وفود الدول الأخرى”، مشددا على أن “المشاركة المغربية في قمة النقب استراتيجية أكثر من كونها سياسية؛ لأن الرباط تؤمن بالتدبير المندمج للتحديات المتداخلة إقليميا ودوليا”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قمة النقب بالمغرب تتجه إلى التأجيل بسبب "التوترات بين فلسطين وإسرائيل"
التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين يُهدد بتأجيل قمة "النقب 2" في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر